سِبَاقُ الأَحِبَّةِ
................
مِنْ بَيْنِ لَيْلٍ حَالِكِ الظُّلُمَاتِ
البَدرُ يَبْدُو بَاهِرَ البَسمَاتِ
رُوْحُ الجَمِيْلَةِ أَبْهَرَتْ فِيْ حُسْنِهَا
لَمْ يَكْفِ وَصْفُ الرُّوْحِ بِالكَلِمَاتِ
يَا لَلجَمَالِ بِلَا طِلَاءٍ زَائِفٍ
فَاقَتْ بَهَاءَاً حُمْرَةُ الوَجنَاتِ
لَمَعَانُ بَرقٍ فِيْ نَضَارَةِ وَجْهِهَا
مَا مِثلُهَا فِيْ مُنْتَدَى الفَتَيَاتِ
عَيْنَا غَزَالٍ ضَاحِكَاتٌ طَبْعُهَا
سَحَرَتْ فُؤَادِيْ فِتْنَةُ النَّظَرَاتِ
وَشِفَاهُ مِنْ وَردٍ تَجُوْدُ بِعِطرِهَا
عَبَقَتْ عَبِيْرَاً مِنْ شَذَا الهَمَسَاتِ
وَالشَّهْدُ مِنْ بَيْنِ الثَّنَايَا نَابِعٌ
عَسَلٌ مُصَفَّى حَافِظٌ لِحَيَاتِيْ
مِنْ ثَغْرِهَا عَبَقُ الزُّهُوْرِ يَزُفُّنَا
يَبْدُو الشَّذَا مِنْ أَطْيَبِ النِّسْمَاتِ
تَمْشِي الهُوَيْنَى والعَفَافُ رَفِيْقُهَا
أَبْهَى الحِسَانِ تُزَاحِمُ المَلَكَاتِ
بِنْتُ الأَكَابِرِ وَالدَّلَالُ ثِيَابُهَا
نَسلُ الكِرَامِ كَثِيْرَةُ الحَسنَاتِ
عَيْشٌ رَغِيْدٌ فِي الثَّرَاءِ مُقِيْمَةٌ
قَصرُ الأَمَانِ وَمَنْبَعُ الثَّرَوَاتِ
مِنْ شُرفَةٍ طَلَّتْ وَبَانَ قَوَامُهَا
دَلَعٌ بَهِيْجٌ دَاعَبَ الحَرَكَاتِ
وَقَفَتْ لِتَنْثُرَ فِي الهَوَاءِ عَبِيْرَهَا
شَرَعَ العَبِيْرُ يُعَطِّرُ الطُّرُقَاتِ
فَالقَوْمُ مِنْ أَجْلِ الوِصَالِ تَجَمْهَرُوا
هَلْ مِنْ وِدَادٍ رَافَقَ الرِّحْلاتِ
قَالَتْ مُنَايَا لِلوِصَالِ وَصُحْبَتِيْ
هُوَ فَارِسٌ قَد فَازَ بِالجَوْلَاتِ
شَهِدَتْ لَهُ الهَيْجَاءُ فِيْ سَاحَاتِهَا
ذُو فِطْنَةٍ بِمَكَائِدِ الفَتَيَاتِ
بَدَأَ الأَحِبَّةُ يَصْدَحُوْنَ بِشِعْرِهِمْ
يَتَبَارَزُوْنَ بِحِكْمَةٍ وَثَبَاتِ
غَزَلٌ عَفِيْفٌ وَالحَمَاسَةُ فَخْرُهُمْ
شِعْرُ الأَنِيْنِ يّعَانِقُ اللَّوْعَاتِ
وَقَذَفْتُ أبْيَاتَاً تُبَارِكُ حُبَّنَا
هُمْ نَيِّرَاتٌ تَكْشِفُ الظُّلُمَاتِ
لَمْ يَكْفِ حُبٌّ وَاهْتِمَامٌ إِنَّمَا
تَقْوَى الإِلَهِ تُضَاعِفُ الحَسَنَاتِ
وَيَدُ الحَنَانِ هِيَ الأَمَانُ لِعُشِّنَا
هِيَ لِلزَّمَانِ تُكَفْكِفُ الدَّمْعَاتِ
حُضْنُ الأَمَانِ مَعِ الغَرَامِ رَبِيْعُنَا
وَيُذَلِّلُ العَقَبَاتِ وَالأَزَمَاتِ
قَالَتْ حَبِيْبِيْ أَنْتَ بَلْسَمُ خَاطِرِيْ
وَطَبِيْبُ نَفْسِيْ مِنْ لَظَى عِلَّاتِي
أَنْتَ الذِي أَسْعَفْتَنِيْ مِنْ هَاجِسِيْ
أَنْقَذْتَنِيْ مِنْ ظُلْمَةِ الحَسَرَاتِ
وَالقَوْمُ هَلَّلَ لِلنِّزَالِ نَزَاهَةٌ
بُوْرِكْتُمَا بِسَعَادَةِ الأَوْقَاتِ
.....................................
بقلمي الشاعر منصور عمر اللوح
غزة. فلسطين