/// نَفَقُ المَتَاهاتِ ..
شعر : مصطفى الحاج حسين .
تُدثِّرُني مخاوفي
قلقي يعارِكُ نومي
هواجسي تشعلُ أعصابي
والحنينُ يمخُرُ دمي
أفكِّرُ .. أتمنَّى .. أحلُمُ
لكنَّ الليل يُدخِلُني إلى نفقِ المتاهاتِ
أرى بلادي تتربَّعُ على تلالِ الدَّمِ
هربتْ منها جُدرانُ منازلِها
وسقوفِها توغّلت بالحفر
أبوابها فتحت صدرها للخرابِ
نوافذُها تشتَّتْ في الحُطامِ
الجوعُ يأكُلُ أرصفتَها
العطشُ يمتصُّ اخضرارَ أشجارها
سكانُها يحتجُّونَ على الإبطاءِ بالدفنِ
والمقابِرُ تشترطُ على الجُثثِ
أنْ تكونَ مكتملةُ الأجسادِ
الموت ُ يرتدي بزَّةَ المُحاربِ
ليحاربَ مَنْ لا يريد الموت
فالموتُ في سبيلِ الموتِ واجبٌ وطنيَّ
والموتُ في سبيلِ الظَّلام نورٌ مقدسٌ
الموتُ في سبيلِ القتلِ حياةٌ وانتصارُ
الموتِ غايةُ الغاياتِ في بلادي
نحنُ وُلِدْنا لنقتَتَلَ على أيّ سببٍ تافهةٍ
نحرقُ البلد لمجردِ أن نلفُتُ أنظارَ العالمِ
ونتشرَّدُ لننالَ جنسيَّةَ البحرِ
أو حِصَّةً مِنَ المعلَّباتِ في باطنِ المخيَّماتِ الحقيرةِ
يموتُ القتيلُ على يدِ أخيهِ
فيوفِّرُ على عدوِّ بلادِنا الحربَ الضروسَ
نقدِّمُ للأعداءِ بلادَنا دون حروبٍ أو نزاعٍ
ليفتحوها ويدخلوها بجهودِنا
ونمضي في قتلِ أبناءِ جلدتِنا
فيموتُ القتيلُ وهو يهتفُ اللهُ أكبرُ
والقاتلُ يرمي الضحيَّةَ مُنادياً اللهُ أكبرُ
نكبِّر باسم اللهِ ونهدُمُ بلادَنا
نَذْبَحُ أو نُذْبَحُ وهدفُنا عزَّةُ الوطنِ
والوطنُ ليسَ لنا
ولنْ يكونَ لَنا
وهو منْ شعبِهِ وحكومتِهِ براءٌ
فمَنْ يعيدُ للعربِ عروبتهم ؟! .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق