الأحد، 30 أبريل 2023

صور خارج الاطار ؛؛ بقلم الشاعر عزيز الفاطمي


 " صور خارج الإطار "


                       بقلم : عزيز الفاطمي

ضاق صدر هاتفي

 المحمول 

بكى و ما اشتكى

تحمل فوق طاقته

مرة يستجيب

مرة يستغيث

مرة يعلن العصيان


عدسة هاتفي شاردة 

 المشاهد شاهد عيان 

 ‏تتراكم و تتزاحم حولها 

 ‏للظفر بفرصة الإلتقاط 


 ‏عدسة هاتفي متمردة 

يستحيل تمويهها 

و ترويضها

ترفض عروض الإغراء 

تمقت التملق 

لا تسعى الى التألق 

 ‏تنصاع لسلطة الواقع



هذا الليل ؛؛ بقلم عبد الغني نفوخ


 هذا الليل:


يمنحني كل خيالي

ينشد لي ألحانا

ويمدني بأنغام وموال

يصغي لنبضي

يصغي لصوتي

يصغي لصمتي

لآلامي وآمالي

حين يمر على قلبي

يترك لي النجوم

تضيئ في الأعالي

ليس حشريا هو ليلي

لا يسألني عن دمعي

لا يسألني عن وجعي

لا يسألني عما بي ومالي

فهو يعي أن القلب

حين يعشق لا يعي

وأن العاشق في وحدته

نبض قلب يحضنه السهر

صوت خفي يرعاه القمر

نور أمل يأتي به السحر

ليلي يحرسني

يسري حيث يسري

خيالي

أناجيه ويناجيني

ويمسح النوم من جفوني

يخاف علي من سطو النهار

وما يأتي به من هم وأكدار

يدغدغ روحي بأجمل نشيد

ويطربني بالنغم وأحلى الأشعار

يمدني بسلاح الحكي والبوح

لأقول لكم ما أقول لكم:

إني أفنى في ليلي

ويبقى الماسك بنجمة الكلام

فهو صاحب التاج والصولجان..


بقلم: عبد الغني نفوخ / المغرب



مأساة حزينة تبكيها المدينة ؛؛ بقلم الشاعر عماد زايد


 مأساة حزينة تبكيها المدينة


للشاعر / عماد زايد


*********************


( 16 )


ودعوت حضور حفلة لرثاءك


وقامت الناظرة تتقدم حفلك


دموعها سبقت الكلمات عنك


ورأيت حزنا أحلى من الأشعار


**************************


ووقفت زميلة وقالت ياحبي


ووقفت أخرى وقالت ياقلبي


ووقفت ثالثة وقالت ياربي


دعائي إليك...الصبر ياربي


**************************


ووقف زميل وقال ياأختي


ملاءت ديانا حبا ثم رحلتي


تأثر كأنه يعذب بحبك


كلماته تختنق كأنها عذوبتك


***************************


وأطفالا يبكون ويتحدثون عنك


يلقون الكلمات بحرارة حبك


يلقون الأشعار من فيض أمومتك


مزجو بالأحزان أشعارا لرثاءك


***************************


سمعت  وشاهدت من أحبوك


كثيرا فلست وحدي حبيبك


كثيرا فأفاقك ممتلئة بالمعاني


وسماءك بالأنوار بالحب المتداني


****************************


من ديوان :


( مأساة حزينة تبكيها المدينة  )


للشاعر /    عماد زايد




المدينة الفاضلة ؛؛؛ بقلم حنان ياسر يعقوب 🌹


 المدينة الفاضلة

          أن يواجهك أحدهم بما يدور في خلدك قد يزعجك،لأن داخلك أصبح مكشوفا أمامه،فكل شخص يصر على الاحتفاظ بخصوصيته.إلى اليوم لا أدرك القدرة التي أعلمت أخي الكبير أني مصرّ على أن أبقى طفلة  صغيرة تأبى أن تكبر، والآخر أنيّ أحلم بالمدينة الفاضلة،المستحيل تحقيقها. لم أكن  قد بحت بهما لأي شخص.ذهلت في بادئ الأمر منهما .ابتسمت لأخي الكبير  مؤكدا له صحة ما يقول وتابعت المسير .بينما توقفت للآخر  ،وسارعت مستنكرا بسؤالي ،و إن كان هذا صحيح هل هو حرام ؟! ابتسم كعادته وهو ينظر  لي مستغربا ،فما أطمح إليه مستحيل  .فأن يسمح لك خيالك أن ترسم أفكارا جملية فلا ضير،لانه لو قيد الخيال الإنساني ، لما وجد أي إبداع ولم تخلد حضارات زاخرة بموروث إنساني متعدد من مختلف العصور والديانات.

          مع أني ألعب دور الاراجوز أحيانا كما علمني ،مكرهة على ذلك في سبيل الحصول على حقيقة او دفع ضرر ما قد يلحق بي.

حنان ياسر يعقوب

٢٠١١/٣/٥



مقهى الشرق ؛؛؛ بقلم الشاعر مصطفى الحاج حسين


 * مقهى الشرق ..*


       قصة : مصطفى الحاج حسين. 


     نعم ..أعترف بأنِّي جبان ، وأخاف

 وصاحب قلب ضعيف .. فليضحك منُّي من يشاء ، وليسخر ،  بل ليتهكم عليّ ما طاب له ، ولا يرافقني أو يصطحبني معه إن أراد ، أو لا يمشي

معي أبداً .


     كنَّا وأصدقائي ، نجتمع ونجلس في مقهى ( الشرق ) الكائن بالقرب من عبَّارة الماليَّة ( بناية العداس ) وكان حبّنا للأدب وللكتابة وللقراءة هو الذي يربطنا  ويجمع بيننا فنحن من أدباء الجيل الجديد ، كلّنا يمارس الكتابة ، ودائماً نأتي إلى هذا المقهى حاملين بأيدينا الحقائب والكتب والجرائد والمجلّات ، فيقرأ أحدنا للآخر ، كتاباتنا الجديدة ، فنتناقش وننتقد ونحلّل ، وكانت الصراحة ترافق أحاديثنا ، فنحن متّفقون ألّا نجامل وألّا نذهب للمديح المجاني ، لأنّنا نعتبر من الأدباء الشباب ، نعمل بجدِّيّة ، على تطوير مواهبنا ، لذلك لجأنا إلى الصّراحة والصّدق وإلى عدم المجاملة ، حتّى نتطوّر وتكبر تجربتنا ، ويصير لكلّ واحد منّا ،  اسمه وحضوره وتجربته،في الساحة

 الأدبيّة المحليّة والعربيّة ، وربّما العالميّة أيضاً ، في المستقبل العاجل والقريب .


كنت أحسد صديقي ( زاهر ) أحد أفراد شلّتنا الأدبيّة ، المواظبة على الحضور ، بدون إنقطاع ، إلى المقهى الذي اعتدنا ريادته بعيداً عن مقهى ( القصر ) ، الذي يعجُّ بالأدباء المتورَّمين بنرجسيّتهم ، والملتفّون حول كبير أدباء مدينة ( حلب ) ( صاحب الغليون)  الشهير ، وهم ، أي باقي أدباء المدينة كالأجراء عنده ، حيث تكون معظم أحاديثهم ، التي لا تتوقّف ، عبارة عن نفاق وتمسّح ومسايرة وتملّق وتمجيد وتعظيم لهذا الأديب ، لدرجة أن تسبّبوا له بمرض ، اسمه جنون العظمة .. لذلك نحن ، أي شلّتنا الصّغيرة ، والتي لا يتجاوز عددها خمسة أو ستّة أشخاص ، هربنا من ذاك المقهى ، واتّفقنا أن نجتمع هنا ، في كلّ يوم تقريباً .. أقول :


-  لقد شردّت عن ما كنت أنوي التّكلّم عليه ، وهو صديقي ( زاهر ) وأنا جدّ آسف على هذه الإطالة .


    كان ( زاهر ) في كلّ مرّة يأتي إلى هنا ، وهو محمل بالكتب الثّمينة والعظيمة والجديدة ، والتي كنّا نحن رفاقه نحلم ونتمنّى الحصول عليها لقراءتها ، حتّى إن كانت على سبيل الإعارة . 


كان يأخذ مصروفه من والده بعد ، فهو طالب جامعيّ سنة ثالثة أدب فرانسي ، وأنا كنت أعمل معلّم بناء بأجر جيّد ، ومع هذا لا أستطيع شراء جزء بسيط من الكتب التي يحملها معه كلّما جاء إلى المقهى ، وكان في بيته يملك مكتبة عظيمة من حيث العدد والقيمة الثقافية ، رفوف تزخر وتكتنز وتتزاحم وتتكدّس وتصطفّ بشكل متناسق خلّاب ، وبالطّبع كنّا جميعنا نحن أصدقاءه ، نستعير من عنده الكتب ، مع أنّه ليس مهوساً بالقراءة مثلي ، وهو أقلّنا غزارة في الكتابة ، كلّ بضعة أيّام يكتب صفحة أو صفحتين من روايته ، ويقرأها لنا ويستفيد من ملاحظاتنا ليعود مرّة ثانية وثالثة إلى كتابتها .. أقول كان مصدر حسد منّا ، ولست الوحيد الذي يغبطه ويحسده ، وفي مرّات عديدة كنت أسأله :

- كم تأخذ من والدك خرجيّة حتّى تشتري كلّ هذه الكتب؟!. 


وكان يضحك دون أن يردّ على سؤالي هذا .


وكنّا نشاهد معه ، أو نجد في مكتبته ، أكثر من نسخة للكتاب الواحد ، فنتعجّب ونتسائل مستغربين :

- أنت تشتري أكثر من نسخة للكتاب الواحد !!!.. لماذا ؟!. 

فيردّ :

- هذه كتب قيّمة ومهمّة ، وغداً سترتفع أسعارها ،وأنا أخذّ من الكتب

( مطمورة ) أجمعها ثمّ سأقوم ببيعها في المستقبل .. وكنّا نشتري منه بعض النسخ المكرّرة .. والغريب أنه كان يبيعها لنا بنصف ثمنها ، وحين نستغرب ونندهش ، كان يضحك ويقول :


-معكم ليست ضائعة،فأنتم أصدقائي

ومن حقّكم عليّ أن أراعيكم في السعر ، فكنّا نشكره ونفرح . 


      واليوم ونحن نثرثر في المقهى ، أخبرته بأنّني سأذهب لأصوّر بعض القصائد الجديدة لي ، بعد أن نسختها على الآلة الكاتبة التي أملكها ، فطلب منّي أن يذهب برفقتي ، وقال :

- هنا عند مدخل بناية ( العدّاس )   توجد مكتبة فيها آلة تصوير . 

قلت :

- أنا لا أتعامل معها ، معتاد على التْعامل ، مع مكتبة ، بالقرب من مقهى ( القصر ) فأخذ يمتدح لي نقاء  التّصوّير ، وحسن معاملة صاحبها ، وأسعاره الرخيصة ، فقمنا وذهبنا. 


دخلنا إلى المكتبة ، وكان بداخلها رجل مسنّ ، نحيل الجسم وضعيف النّظر ، يعتمد على نظّارة سميكة البلّور .


أخرجت من حقيبتي أوراقي وطلبت من الرّجل أن يصوّر لي كلّ ورقة من أوراقي ثلاث نسخ .. وبدأ العجوز ينسخ ، وأنا وضعت حقيبتي فوق الطّاولة ، أمام مكنة التّصوّير ، وأخذت أراقب وأنتظر ، في حين كان ( زاهر ) يتجوّل في المكتبة ، يتفرّج على الكتب ويقرأ عناوينها ، ويختار بعضاً منها ليشتريها. 


لكنّ الغريب في الأمر ، أن يقترب منّي ( زاهر ) وبهدوءٍ جمٍّ ، حمل حقيبتي وجرائدي ، ووضع تحتهم ، رزمة من الكتب ، حيث ، جعلها مغطّاة بالجرائد والمحفظة الجلديّة السوداء . 


حين نظرت إليه مندهشاً ، من تصرّفه هذا ، غمزني بعينيّه ، ففهمت منه أنّها إشارة أن أصمت .. وكان الرّجل المسنّ ، منهمكاً بالتّصوير ، وغير منتبه لتحركات ( زاهر ) الذي عاد يتفتّل في أرجاء المكتبة ، بينما هو أيضا يحمل حقيبتهُ وجرائدهُ ومجلّاته .. انتهى الرجل ، وأخرجت من حقيبتي النّقود لأحاسبه ، وأنا أسأله :

- كم تريد منّي يا حجَي؟.. قال :

- حسابك ٢٤ ليرة. 


أعطيته مئة ليرة ، ليقتطع منها حسابه، َحين ردّ لي الباقي ، شكرته وهممت بالإنصراف ، وكان ( زاهر ) قد جاء إلى جانبي ، وفي يده حزمة كببرة من الكتب ، كان قد غطاها أيضاً بحقيبته وجرائده ومجلّاته ، تطلّعت إليه ، عاود غمزته الخبيثة ، فأجبرت على حمل حقيبتي وما تحتها ، ويدي ترتعش ، وقلبي منقبضاً ويدقّ بعنف .. كرّرت شكري للرجل وخرجنا .


وما إن خرجنا أنا ( وزاهر ) من المكتبة، وكنت في غاية الخوف والقلق والذّعر ، وبعد أن ابتعدنا مقدار مترين ، أو أكثر بقليل عن المكتبة ، حتّى التفتُّ إلى ( زاهر ) الذي لمحت ضحكته المتكوّمة فوق شفتيه الحليقتين ، وأردّت أن أعبّر له عن استيائي وغضبي ، وعدم موافقته على ما فعل .. وإذ بي أسمع صوتاً يأتي من خلفنا ، قفز قلبي ، سقطت ركبتاي ، إرتعبت جدّاً، وأصفرّ

 وجهي ، ونشف ريقي ، ووثب دمي ، وصاحت روحي ، وماتت نظراتي .. فلتفّت بعجلة لأرى وأستوضح وأعرف من ينادي ؟! ، ومن هو المقصود ؟! ، فقد كان الصّوت يأتي من خلفنا  :

-  يا أساتذة .. من فضلكم توقّفا . 


نظرتُ ، وإذ بي أبصر ذاك الكهل الذي سرقنا كتبه .. تضاعف خوفي ، انبثقَ بداخلي ذعر لا شبيه له ، لأوّل مرّة في حياتي أواجهه وأتعرّض له .. وبدون تفكير منّي وجدتني أبتعد عن ( زاهر ) وأركضُ .. استجمعت كامل قوايَ ، وانطلقتُ كالمجنون ، مثل سهم طائش خرج من قوس الصّياد ، قفزت بلا إلتفات ، مررت من أمام المقهى ، لم أتوقّف عنده أو أدخله .. عبرت من أمام زجاجه بلمح البصر ، اجتزت شارع ( القوّتلي ) ، دخلت مفرق ( بستان كليب) ، الأضواء تشقّ صدر الظّلام ، والنّاس يمشون في زحمة ، وأنا أدفع كلّ من أصادفه في طريقي ، غير عابئ أو مكترث ، بالنّظرات الشّذرة التي تلاحقني ، مستغربة اندفاعي وشراسة أنفاسي اللاهثة .. لاحت لي ساعة( باب الفرج ) ، لم أنظر إلى عقاربها كعادتي في كلّ مرّة أمرّ من جانبها ، كنت فارَاً كجرذٍ ملاحق .. انعطفت نحو شارع المتحف الوطني ، كنّا سنذهب أنا ( وزاهر ) لحضور المعرض التّشكيليّ الذي سيفتتح اليوم مساء .. وأنا ألهث بمرارةٍ ، وبنطالي يكاد أن ينزل إلى ركبتيّ ، إنه يزحل ، دائماً يتعبني وأنا أمسك به وأنهضه .. لكنّه الآن وأنا أركض ، وأحمل بيديّ حقيبتي وجرائدي وحزمة الكتب المسروقة ، ومؤخّرتي الضّامرة والغير مكتنزة ، كان من السّهولة ، أن يزحل البنطال من عليها ، مهما شدّدت الحزام على خصري .. كنت أمدّ يدي ، وتحاول أصابعي رفع البنطال ، إلى أعلى بصعوبة بالغة :


- اللعنة عليك يا ( زاهر ) ، لقد ورطتني ، و أوقعتني بمصيبة عظيمة ، لا أعرف كيف سأتغلّب عليها .


مؤكّد أنّ الكهل ، أنتبه علينا ونحن نحمل الكتب .. ( زاهر ) حمل بين يدية رزمة هائلة وكبيرة ، تلفت الانتباه ، قد يصل عددها إلى ما يقارب العشرة ، وأنا أحمل ما يقارب الخمسة .. عليك اللعنة يا ( زاهر ) .. كان عليك أن تخبرني ، بما تنوي أن تفعل .. وكنتُ حتماً سأرفض ، ولن أشاركك سرقة هذا المسنّ البائس .


وصلت المتحف .. دخلت حديقة  ( عبد الناصر ) .. بحثت عن مقعد فارغ ، وقريب من بوّابة المتحف .. جلست أستريح ، فقد أوشك قلبي على التّوقّف .. لهاثي غطّى المكان ، والعرق يتدفّق من جسمي بغزارة مجنونة ، مع أنّ الطّقس ليس بالحارَ .. بل يميل للبرودة ، فنحن في فصل الرّبيع .


      كنتُ أراقب من مكاني المظلم ، مجيء ( زاهر ) إلى المتحف ، حسب اتّفاقنا لحضور المعرض التّشكلي .. عيناي كانتا مسمّرتين على الباب الذي سيدخل منه ، هذا إن جاء ، ولم يستطع  الكهل ، تسليمه لقسم الشرطة، القريب من المقهى .


      وبعد أن هدأت أنفاسي ، وعادت دقّات قلبي إلى الانتظام ، أشعلت سيجارتي وأنا أكتوي بنار الانتظار ، ينهشني القلق ويسكنني الخوف .


انتظرتُ ما يقارب السّاعة ، لم أشاهد أو ألمح قدوم  ( زاهد ) .. نهضتُ عازماً على الدّخول  ، ربّما جاء ودخل وأنا لم أنتبه لقدومه .. دخلتُ المتحف وأنا متوجّس ومضطرب وخائف .. كانت صالة العرض كبيرة للغاية ، نظرتُ ، تأمّلتُ ، بحثتُ ، حدّقتُ ، أمعنتُ النّظر ، لكن لا وجود ( لزاهر ) على الإطلاق ، لمحتُ بعض الأصدقاء والمعارف ، لم أقترب من أحد .. تسلّلتُ وخرجتُ من الصّالة ، دون أن أتكلّم مع أيّ شخص من معارفي الكثر .


اسودّت الدنيا بوجهي ، رغم كثافة الظّلام .. مشيت وأنا أسأل نفسي :


- ترى هل قبضوا عليه ؟! .. وهل سيعترف عليّ ، بحجّة أنّي شريك له ؟!.


اللعنة عليه إن فعل .. أنا لست شريكه ، فهو من أقدم على الفعل ، وأرغمني على مساعدته .. وضعني في مأزق ..حين دسّ لي الكتب التي انتقاها ، والتقطها من فوق الرّفوف ، تحت محفظتي وجرائدي ، بعد أن غافل العجوز صاحب المكتبة ، الذي كان مشغولاً ، وهو يصوّر لي أوراقي ؟! ، التي نسختها على الآلة الكاتبة ، لأرسلها إلى النّشر في العاصمة .


توجّهتُ إلى منشيّة الباصات،ووقفتُ

 عند موقف ( مساكن الكلّاسة ) ، سأذهب لبيته .. عساني أطمئنّ عليه .


طوال الطّريق ، وأنا أدعو الله أن أجدّه، وأرتاح من هذا الهمّ الذي حلّ عليّ ، بشكل مفاجئ ، دون تمهيد أو مقدّمات. 


الآن عرفت سرّ مكتبتك الضّخمة يا ( زاهر ) .. أنتَ متسلّط على هذه المكتبة إذاً ، مستغلّ هذا الرّجل الطّيّب  المسّن .. ولهذا صار عندك كتب كثيرة ، أضعاف ما نحن نملك منها ، أنا وأصدقاؤك .. وأنا الذي أعمل ، ولي دخل جيّد ، بينما أنت وباقي الرّفاق مازلتم طلبة ، تأخذون الخرجيّة والمصاريف من أهاليكم .


قالت لي أمْه ، خالتي أمّ ( زاهر ) :

-  ( زاهر ) لم يأت بعد .. ذهب  صباحاً إلى الجامعة ، ولم يعد حتّى الآن .


أين أبحث عنك يا ( زاهر ) ؟!.. هل يمكن أن تكون ذهبت إلى ( سيف الدْولة ) ، عند أصدقائنا ، في البيت الشْبابي ؟!.. مؤكّد ، سأجدك هناك ، وإلّا أين ستذهب ؟!.. هذا إن لم يكن قد  قبضوا عليك في قسم الشّرطة . 


في شقْة الأصدقاء ، لم يكن هناك ، تضاعف وتفاقم قلقي وخوفي .


ربّما الآن يبحثون عنّي .. يا الله ! .. مصيبة وحلّت فوق رأسي .. سوف أتبهدل وأنفضح أمام الجميع .. أهلي وأقاربي وخطيبتي ، والوسط الأدبّي

الموت أهون عليّ من هذه الفضيحة

لعنك الله يا  ( زاهر ) .. هل ستتثقّف عن طريق الكتب المسروقة ؟!.


كان بإمكاننا أن نلجأ للاستعارة ، من مكتبة الجامعة ، ومن مكتبة إتّحاد الكتّاب العرب ، ومن المركز الثّقافيَ

 والمكتبة الوطنيّة .. كلٍهم  عندهم كتب كثيرة وعظيمة ، أنا رغم شرائي الكتب، كثيراً ما ألجأ إليهم .. والكتب التي نتبادلها مع أصدقائنا ليست بالقليلة أيضاً .


ماذا سيكون موقفي أمام أبي وأمّي وأخوتي وأخواتي وخطيبتي ، وأقاربي وجيراني ، وأصدقائي ، وجماعة الوسط الأدبّي ؟!!!.. آهِ .. اللعنة عليّ لحظة أردّت أن أغطّي عليك في عمليّة السّرقة ، كان عليّ أن أحمل حقيبتي وجرائدي وأمضي ، دون أن أحمل الكتب التي دسستها لي .. لو كنت أعرف عنك هذا ما كنت دخلتُ بصحبتك إلى المكتبة .. بل ربّما ما عقدتُ معك صداقة حميميّة أبداً .. لم يكن ليخطر في بالي ، أنّك من الممكن أن تكون فيك هذه الصّفات السّيئة ، أو الخسيسة .. أنت تبرّر للمثقّف أن يسرق الكتب ، من أجل قرأتها ؟!.. وممَّن ؟!.. من هذا الرجل الطّاعن في السّنّ ، والذي من المؤكّد أنّه يشكو من أمراض عديدة .. أتريد أن يحدث هذا مع والدك ؟!.. وتدَّعي أنّك كاتب روائيّ ، تدافع بكتاباتك عن المظلومين والفقراء والمعوزين

 !!!.. عجيب منك هذا .. يا مَنْ جعلتُ منه  صديقي .


عدتُ إلى بيتي ، صار الوقت متأخّراً .. وكنت خائفاً من عودتي ، فربّما أجد الشّرطة في انتظاري .. سيقبضون عليّ أمام أعين أهلي ، ويضعون القيد في يديَّ .. وربّما يضربونني أمامهم وأمام  الجيران .. لن أقول سامحك الله يا ( زاهر ) .. بل سأقول :

-  لا سامحك الله أبداً .


كان بيتنا على حاله ، لم يحدث فيه أيّ إضطراب ، فعرفت أن لا أحد جاء ليسأل عنّي ، حمدت الله في سرّي ، ورفضت مجالسة أهلي ، ذهبت إلى غرفتي بعد أن طلبتُ من أختي ، فنجاناً من القهوة .


طوال الليل وأنا مرتعب وقلق ، لم أذق طعماً للنوم ، وكنت كلّما سمعت جلبة أو صوتاً ، أقول لنفسي جاؤوا ليأخذوني ، وما من سيّارة دخلت حارتنا حتّى خلتها سيّارة الشّرطة ، وصلت إلينا بعد أن حصلوا على اسمي وعنواني منك .


كانت من أصعب وأقسى الليالي التي مرّت عليّ .. وما إن أطلّ الصّباح ، حتّى قفزت لأذهب وأتفقّدك في بيتك ، دون أن أتناول فطوري ، أو أخبر أبي ، بأنّي لن أعمل معه اليوم .


ولحظة أن فتح لي الباب ، كم فرحتُ وسعدّتُ وشعرتُ بالأمان .. وكان بضحك بخبث ويسأل :

- أين أنتَ يارجل .. ولماذا هربتَ ؟!. 


سألته عن المسنّ ، وماذا كان يريد منّا ؟.

اتّسعت ضحكته أكثر ، وأجابني :

- كان قد أخطأ معكَ في الحساب .. ولحق بنا ليردّ لك ليرتين ، وهو يتأسّف منكَ ويعتذر .


وحين قصصتُ عليه ، ما حدثَ معي في هذه الليلة اللعينة ، تضاعفت ضحكته القذارة ، وهو يخاطبني :

- أنتَ رجل جبان يا صاحبي .. وضعيف قلب للغاية !!!. *


            مصطفى الحاج حسين.

                    إسطنبول




دكتور الحقني ؛؛؛ بقلم الشاعر نظير راجي الحاج


 (       دكتور.. الحقني..!   )

________________________________ 

----


أحسَّ الطبيب....... ما بي من نَيَضي...

فجسَّ بكل طيب.. لي يدي...

ليقيس منها دقات نبضي...


قلت له:_

على رسلك يا سيدي...

إن التألم في قلبي وكبدي..

فاترك يدي .. اترك يدي..


قال:_

إذن.. قل ما تريد، وبلا ترددِ...

فضفِض..

فياما رأيت مثلك ياما!

من يخيطون سحر القصيد والكلاما...


قلت:_

ماذا أقول يا سيدي بعد؟

غير الوعد..


لقد كنت أعيش معها ...

بأشواق.... بلا صد...... 

وبأطواق.. من السعد..


وأقداح.... من الشهد..

وآقاح...... من الورد....

وإصباح... بلا حد....... 

وراح....... بلا كد........


فمنها أشم العبق إذا إحتد...

والألق إذا إشتد...

والحبق إذا إمتد...


ولكني اعترف الآن...

أنها رمتني بعواصف. بلا عد...

والعواطف.. تمزقت من شدة الشد..

ومع هذا..

سابقى احبها، حتى وانا محمولأً إلى اللحد...


قال:_

الظاهر انها لك خمرة النداما..

وحرقة الندامة..

نزلت على راسك مثل جمرة تتعامى..

وكغيمة حزن تترامى..


قلت:_

ابدًا.. إنها لي.. نخوة النشاما..

وصحبة القدامى..

وعطرة الخزامى..

وخمرة تتسامى..


لقد رايتها.. فسحرني القد...

وعشقت الثغر ومعه الخد..

وانا معها. أتقلب على الشفرات، وعلى الحد...

وإن غابت عني، فكل ما بي، زمجر واحتد..

فليس بيني وبينها سد..

فمثل جمالها لم يخلق بعد..

إنها عبق الورد...

وعشق الوجد.


قال:_

ولكني أرى فيك رعشات اليد.

وخطر يداهمك لفجر الغد..


قلت:_

هل تقصد أن أبتعد عن حبها وارتد!

ارجوك إسمعني.. فعندي الرد...

والكلام سيكون عين الجد...

انها هي الوعد..

وهي الوجد..


ومع أني أعرف أنها سبب مرضي..

وموج الحزن يطفو علي في مددِ...

والعشق يرمي عيوني في رمدِ...

ومع هذا...

ساسافر إليها إبكارا...

وارسل إليها عشقي مدرارا.

فتنبت من نبتها ارضي..


واروي الشهد انهارا..

ويبقى الحب مختارا..

ليبقى في الهوى وجدي..


وأركب الشوق أسفارا..

لأذوق طعمها وحدي..


قال:_

لكن مع حبها، توشك يا مسكين ان تروح الروح..

ويبوح النوح...

وبعقلك ، اوشكت أن تطوح..

فنصيحتي...

أضبط لقلبك هذا الجموح..


قلت:_

بل هي صدوح الدوح..

وعطر يفوح..

وزهر يلوح..

ووجه صبوح..

وعقل رجوح..


قال:_

انت ترمي بنفسك للتهلكة، وستصبح مثل هشيم في تنور.

وبهذا تظلم نفسك يا مجنون، وبها تجور..


قلت:_

ليس بيدي يا سيدي..

إنها هباب.... النور....

وانجذاب.... الثغور..

وذواب.......الشعور..

وإعجاب..... الزهور.

وانسياب.... العطور.


قال:_

ولكنها تأتيك من كل درب.. بتأويل الكلام..

وتحيطك بحرب................كصليل السهام..

حرام ما تفعله بنفسك.. والله حرام!


قلت:_

بل هي هديل الحمام..

واثيل الهيام..

وتعسيل الرهام..


أنها ياقوتة السحر في نبضي..

نقش بالذاكرة ثابتًا لا يمضي..

مع اني بيدها خيطًا متهتكًا من شدة الشدٍ..


قال:_

ايها الأحمق.. ارى ان حبك لها سدى.


قلت:_

إنني بمنتهى الرضى..

وسابقى احبها لآخر مدى...

فسبحان من سواها كتابًا سيدا..


قال:_

وماذا ستفعل إن جمعكم تبددا؟


قلت:_

ساعتها.. يا مرحبا بالردى..

وسيكون موعدنا بعالم آخر غدا...

وسيزول الغبار والصدا..

ويبقى الندى..


اخيرا قال:_


سانهي الحوار، وأما ردي...

علاجك عندها، وليس لك طبابة عندي..

__

هلوسات. 

نظير راجي الحاج




اللهُ النّور ؛؛؛ بقلم الشاعر يحيى الهلال 🌺


 82-- 🌺🌺🌺 اللّهُ النّورُ 🌺🌺🌺

النّورُ ضوءٌ ساطعٌ، ويُنيرُ

   ما غابَ في حلكِ الدُّجى مَنظورُ

هو ظاهرٌ، ولِغيرهِ، هو مُظهرٌ

           ولِظُلمةِ العدَمِ الخفيِّ مُنـيرُ

والنّورُ إسمٌ لِلإلهِ، ووصفُهُ

  في الأرضِ، والسّمَواتِ شاعَ النّورُ

لِذوي العِمايةِنورُهُ، هو مُرشدٌ

          بابُ الوُلوجِ لِحصنهِ مَيسورُ

نورٌ كمِصباحٍ بِمشكاةٍ، هدىً

             بقلوبِ كلّ المؤمنينَ يُنيرُ

نورٌ بذي الدُّنيا تراهُ عيونُنا 

       لِلشّمسِ، والأقمارِ منهُ حضورُ

نورٌ بعينِ العقلِ نبصرُ هديَهُ

                 علمٌ، وقرآنٌ إليهِ يُشيرُ

فالعلمُ نورٌ لِلعقولِ مُنوّرٌ

             خلُقٌ، وعِلمٌ زينةٌ، وحُبورُ

والنورُ في القرآنِ يسطعُ هاديًا

             وهوَ الدّليلُ لِجنّةٍ، وبشيرُ

والحقُّ نورٌ في القلوبِ بيانُهُ

         كبيانِ نورٍ في العيونِ يصيرُ

واللهُ يهدي مَن يشاءُ هدايةً

       ويُضلُّ مَن هوَ بالضّلالِ جديرُ

والكشفُ، والإبداعُ جاء بِوَمضةٍ

       من نورهِ، في الذّهنِ منهُ تدورُ

إلهامُهُ وحيٌ لإنسانٍ كذا....

   الحيَوانِ، مثلَ النّحلِ حيثُ تطيرُ

فهَدى الخلائقَ كلَّها لِمعاشِها

            وهوَ العليمُ لِما يشاءُ قديرُ

قد جاءَنا مِن ربِّنا نورٌ كذا

                  وكتابُهُ؛ لِلعالمينَ نذيرُ

نورٌ هوَ الهادي النّبيُّ محمّدٌ

         هو سيّدُ الرّسُلِ الكرامِ، أميرُ

وإلهُنا قد نوّرَ الأرواحَ مِن 

             نورِ النّبيِّ، ولِلقلوبِ سرورُ

لِلمؤمنِ الأوّابِ نورٌ واضحٌ

   بلغَ المُنى في السّعيِ، وهْوَ بصيرُ

والكافرُ العاصي لديهِ تخبّطٌ

     نحوَ الشّقاءِ خطاهُ، وهْوَ ضـريرُ

ازكى الصّلاةِ على الحبيبِ مُحمّدٍ

             فضلٌ، ونورٌ بالصّلاةِ كبيرُ


بقلمي: يحيى_الهلال

في: /٩ / شوّال ١٤٤٤ هـ

الموافق لــ: /٢٩/ نيسان ٢٠٢٣ م




ما أشبه رقصة الغبار برقصة الموت ؛؛؛ بقلم الشاعر طاهر الذوادي


 ما أشبه رقصة الغبار برقصة الموت

و ما أشبهه بالواقع عندما يسير بلا طريق

إنها التملًص التام من الحضور و التبعثر بلا أجراس في تلمس الغياب

حين على غصن يابس يعاتب الرياح بلا شفاه و يكسر هشاشة الشجرة

الشجرة التي طبطبت طويلا على الأعشاش و أنست وحدتهم بحكايا شهرزاد و فتوحات الشمس و غبطة الطيران و سرً الصبر الطويل و معاندة الفصول 

و قيلولة الفرسان و سفر الظل و ...

لكن العصافير هاجرت و ربطت حبال صوتها على مشانق البعد

البعد الذي صار ضربا من ضروب الحرية التي يتم دحرها في النفوس العطشى على أقساط 

الحرية حين تهرب من اسمك و لون بشرتك و العود الذي اتكأت عليه يوما عندما صار خنجرا به تفتح جراحك الطويلة و أبواب ألمك و دموعك الضحلة من ملح الصحاري و دخان أفران الطهاة الذين يعدًون ليوم القتل أحلام الشجرة من غصون و هبوب و موسيقى و جذوع و أعشاش و أوراق و ... 

ثم ترمي جواز سفرك في النسيان حتى لا تتحسس طريق عودتك من حيث جبنت و من حيث كسرت البيضة للمناداة بأعلى صوت أن على هذا الطريق تحاك رقصة الموت .

   - طاهر -




السبت، 29 أبريل 2023

غيمة عطشى ؛؛؛ بقلم الشاعرة أم صلاح 🌹


 غيمة عطشى

والنهر خيمة سراب

لاشرفة لي 

على البحر

لاظل

والشمس تشحذ

رؤاي

خمسين خريفا في كف الليل

يوجعني فجرضرير

يوقدني جمرا

في أخاديد الآهات

شجني

متنكر في طربي

وفرحي جناح فراشة  سريع العطب


وحدي في رحلة العطش

اتصبب أملا

ووحي يناديني

لا حال يبقى على حاله  

لا حال يبقى على حاله

 *****************


غيمة حبلى

عبرتني

رتبت فوضى حواسي

رتقت جروح الأماسي

 وزرعت 

.القلب بذرة 


الربيع عاد

يخلع عني الحداد

يا مخاض الأرض

حسبي وحسبك 

وحي ينادينا

لا حال يبقى على حاله 

لا حال يبقى على حاله..

أم صلاح #




رقصةُ الفاجعةِ ؛؛؛ بقلم الشاعر مصطفى الحاج حسين


 * رقصةُ الفاجعةٍ.. *


        أحاسيس : مصطفى الحاج حسين. 


أستلُّ مخاوفي

لأتحسسَ هواجسي

وأتلمَّسَ نشَفانَ دمي

الصرخةُ قفزَتْ في عظامي

ودوَتِ الرَّعشةُ بأوصالي

اصطفَقَ السقوطُ

انهارَ النبضُ 

وارتطمَت أنفاسي بالرعدةِ

الغبارُ شاحبٌ 

والهاويةُ بلا مستقرٍّ

طاحتْ بي أقدامي 

وتخلَّت عنيَ الأرضٌ 

تهدَّم فوقيَ الظلامُ 

تكسَّر الهواءُ 

وجفَْتْ عنديَ الآهةُ 

وانحدرتْ بي الأسئلةُ

الوقتُ يشهقُ 

الأملُ يتمزَّقُ

والوحدةُ تتَّسعُ

تكبُرُ السكينةُ

وينفلقُ صمتٌ عظيمٌ

من قلبٍ أخرسٍ

يدغدغ جُثَّتي . *


             مصطفى الحاج حسين. 

                     إسطنبول




دُرُوبْ ؛؛؛ بقلم الشاعر أبو فؤاد الكيالي


 🚶‍♂️~ دُرُوبْ ~🚶‍♂️

تَاهَتْ دُرُوْبُ الحِمَىٰ عَنْ دَرْبِ عُنْوَانِيْ

لَاْ الأَهْلُ أَهْلِيْ!!!وَ لَاْ الأَوْطَانُ أَوْطَانِيْ!!!!


أَنَاْ الغَرِيْبُ!! خُطَاْ الأَيَّامِ تَحْمِلُنِيْ

عَنِّيْ وَ تَأْخُذُنِيْ مِنِّيْ لِـ نِسْيَانِيْ


أَنَاْ الغَرِيْقُ!! جِهَاتُ الرِيْحِ بَوْصَلَتِيْ

شِرَاعِيَ التِيْهُ ،، وَ الأَمْوَاجُ رُبَّانِيْ


أَنَاْ الشَرِيْدُ!! أَنَاْ المَنْفِيُّ فِيْ وَطَنِيْ!!! 

أَنَاْ البَعِيْدُ القَرِيْبُ النَافِرُ الدَانِيْ!!!! 


نَفَتـْهُ بِيْ وَ نَفَتْنِيْ فِيْهِ أَسْئِلَةٌ

عَقِيْمَةٌ حَيَّرَتْنِيْ مَنْ نَفَىٰ الثَانِيْ...؟!!


مَازِلْتُ أَعـْبُرُنِيْ تِيْهَاً وَ أَحـْمِلُنِيْ

كَالرِيْحِ بَيـْنَاً وَ أَرْسُوْ دُوْنَ شُطـْآنِ


حَتَّىٰ مَلَأْتُ وَ أَنْهَكْتُ الدُرُوْبَ خُطَاً

وَعْثَاؤْهَاْ فِيْ الثَرَىٰ وَعْثَاءُ أ‌شْجَانِيْ


صَنَعْتُ مِنْ كُلِّ شِبْرٍ سِرْتُهُ وَطَنَاً

وَ مِنْ سِنِيْنِ ضَيَاعِيْ صِغـْتُ أَزْمَانِيْ


وَ مِنْ سُطُوْرِ النَوَىٰ حَرْفِيْ الصَبُوْرُ بَنَىٰ

بَيْتَاً مِنْ الشَعـْرِ يَأْوِيْ فِيْهِ وُجِدَانِيْ


صَبَابَتِيْ بَابُهُ ،، وَ الشَوْقُ عَتـْبَتُهُ

وَ سَقـْفُهُ الصَبْرُ ،، وَ الجُدْرَانُ إيْمَانِيْ


أفـْنَيْتُ عُمْرِيْ وَ بِيْ الآمَالُ مَاْ فَنِيَتْ

وَ اسْتَنـْفَدَ الشَجَنُ المَكْبُوْتُ أَلْحَانِيْ


حَتَّىٰ قَنِعـْتُ مِنَ التِرْحَالِ وَ اقْتَنَعَتْ

قَنَاعَتِيْ حِيْنَ هَدَّ التِيْهُ أَرْكَانِيْ


بِـ أنَّ لِلْحُرِّ قَلْبَاً فِيْهِ مَوْطِنُهُ

وَ إنْ تَغَرَّبَ بَعـْدَ العُمْرِ عُمْرَانِ

~عُبيدة19.3.2023الكيالي~




خربشات قلم ؛؛؛ بقلم الشاعرة ريتا ضاهر كاسوحة


 خربشات قلم


مهما طال الأمل وتلعثمت الكلمات والأشعار 

فلن يختار قلبها إلا واحات الحب دون أسرار 

وفي قلبها شعاع من نور وطوق من شوق يكوي ضلوعها بلا رحمةً  

وقطرات  الندى تحرقها بنيران العشق 

وتقطع أوصالها  أشلاء أشلاء 

أخبرهم أنها 

ليست طماعة ولا خائنة للوعد  والعهد 

والأخلاق مرجعها 

ميزتها الصدق والوفاء

أسعدت الدنيا بالحضارة والنماء 

فهي إنسانة 

مهما كانت  صلبة بصلابة  الصخر 

وقلبها من حجر شريناها اللين  

فهي من البشر 

سواء بسواء


ريتا ضاهر كاسوحة




مواطن جمال المرأة في الشعر الجاهلي ؛؛؛ بقلم الشاعر د. فالح الكيلاني


 مواطن جمال المرأة في الشعر الجاهلي

بقلم :  د. فالح الكيلاني _

ان الجوانب الخلقیة والجمال النفسي للمرأة، لا یقل أثراً في نفس الرجل، عن جمال الجسد، بل لعلّه أعمق منه وأقوی اجتذاباً فالمرأة العفیفة والمتمنعة هي‌ اسمى وأکثر تفضیلاً‌ في نظر الرجل، وأن القلب عادة یعاف المرأة المتبذلة، فالمرأة المصونة تحمي ‌نفسها وذویها من العار ومن اعين الرقباء..

اقتصرت أغلب القصائد الغزلية في الشعرالجاهلي على وصف الجمال الخارجي للمرأة كجمال الوجه والجسم والمظهر الخارجي وكان الشعراء يتفننون بوصف هذا الجمال , لكنهم قلما تطرقوا إلى وصف ما ترك هذا الجمال من اثر في عواطفهم ونفوسهم .فقد احب العرب في المرأة بعض الصفات التي توجد فيها ومن خلال ما ذكر قصائد الغزل في الشعر الجاهلي .لذا يمكننا أن نستخلص أوصاف المرأة في هذا العصر التي أحبّها الشعراء وتغنوا فيها بشعرهم عامة . فقال الشاعر النابغة الذبياني :

بَیِضاءُ کالشّمْسِ وافَتْ یَومَ أسْعَدها

لَمْ تُؤذِ أهلاً ولم تُفحش علی جار

أقولُ وَالنّجْمُ قَدْ مَالَتْ أواخِرُهُ

إلی المَغیبِ تُبیتُ نظرة حارِ

أَلَمْحَةٌ مِنْ سَنا بَرْقٍ رَأی بَصَري

أمْ وَجْهُ نعمٍ بَدا لِي، أمْ سَنَا ناَرِ؟

بَلْ وَجُهُ نُعمٍ بَدا، وَالَّلیْلُ مُعْتَکرٌ

فَلاحَ مِنْ بَیْنِ أَثْوابٍ وَأَسْتارِ

فالعرب احبوا المرأة وتغنى شعراء فيها فأجاد الكثير منهم وصف ما احبوه فيها وخاصة مفاتنها وما يسحرهم فيها فقد احبوا جسدها بما فيه الصدر والنهد والخصر والبطن والردف الثقيل واحبوا تناسق هذا الجسد واظهروه في الصورة الشعرية للجمال مع تناسق الطول والقد. وهنا اود ان ابين كل ما احبه الشعراء فيها ومواطن الجمال في جسدها الناعم وما تغنوا فيه واذكر بعض مواطن هذا الجمال في المرأة وتغنيهم به :

1- الصدر والنهد: وصف الشاعرالجاهلي كل ما اثاره في جسم المرأة وما رغّبه فيها ومن اوائل ما تغنوا فيه صدر المرأة المثير بدءا من نحرها و سحرها فجعلوه مفتاحا للتكون الجنسي بما يتجاوز حدوده العالم الحسّي، وشبهوا ما فيه من نهود ها بالرمان في استدارته، وبحُق العاج لصفائه. وبياضه بالمرمرالناصع واطلقوا على نهديها بالثمار، واطلق على المرأة أسماء بشكل نهديها، فالكاعب : الصغيرة التي كانت نهداها في أول بروزهما ، والناهد من كبر نهداها واستقرت وقد ورد في القرآن الكريم اوصاف نساء الجنة في عدة ايات في سور مختلفة ومنها ( كواعب أترابا ) بمعني مكتملة النهدين مكتنزة اعمارهن متقاربة في سن المراهقة والشباب .

ومن اجمل ما في النهدين الحلمتان وما كان نافرا ورديا، تُسمّى الحلمتان (نقطة العنبر) فهذا الشاعر النابغة الذبياني يقول:

والبطن ذو عُكَن خميص طيّه

والصدر تنفجه بثدي مُقعـد

ويقول الشاعر عمرو بن كلثوم يصف النهدين وبعض اجزاء جسدها :

وثدياً مثلَ حُقِّ العاجَ رَخْصاً

حَصاناً من أكفِّ اللاّمسينا

ومتني لدنه سمقت وطالت

روادها تنوء بما ولينا

وما كمة يضيق الباب عنها

وكَشْحاً قد جُنِنْتُ به جُنونَا

2- البطن : اما البطن فقد تولّه الشعراء العرب بها واحتل وجدانهم الشعري السمين والممتلئ مع ضمور في الخصر من جسد المرأة فشبّهوا البطن وطيّاته بالأقمشة وبالأمواج الرقراقة ثم ما لبث الذوق أن تحوّل إلى محبّة البطن الضامر ففي البطن جمال أخّاذ وفيه بعض مكامن الإثارة والاشتهاء،وخاصة السُّرة الواسعة وقد رسمها بعض الشعراء وصفا بمُذهُنُ العاج، إشارة إلى اتساعها فقيل فيها : إنها تسِع أوقِية من المسك. فهذا عنترة يصفها بقوله :

وبطن كبطن السّابريّةِ ليِّن

أَقَبُّ لطيف ضامرُ الكشحِ مُدمَجُ

3-الشعر الطويل : فقد احب العرب المرأة التي تمتاز بطول شعرها فشعر المرأة الجاهليّة التي أحبّه الشعراء هو الشعر الأسود الفاحم او الحالك كالليل الظلم ، على أن يكون طويلاً وكلما كان طويلا كان اجمل – ولا زلنا كذلك حتى يومنا هذا نحب الشعر الطويل لانه يزيد كما اراه في جمالها – فطول شعر المرأة وشدّة اسوداده او ميله للسواد من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة يقول أمرؤ القيس :

غذائرها مستشذرات إلى العلى

تضّل العقاص في مثنى ومرسل

الغديرة: الخصلة من الشعر او هي الجديلة

مستشزرة : مفتولة أي ملفوفة على بعضها

– العقصة( بالكسر): العقدة في الشعر

– المثنّى: الشعر المطوي بعضه على بعض

– المرسل: الشعر المنسدل او الشعر السرح

و قال ايضا :

وفرع يزيّن المتن أسود فاحما

أثيث كفتؤ النخلة المتعثكل

– الفرع: الشعر-

– المتن: اعلى الظهر

– أثيث: كثيف

– القنو: العذق الجاف الذي جرّد من تمره

– المتعثكل: الذي يبرز منه أشياء كأنّها تتحرّك في الهواء ويمثلها بعثق النخلة .

ومن خلال تتبعي للشعر الجاهلي لاحظت أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم او السرح ، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها لكي يظهر شعرها متوجا متموجا وفقا للفة الغديرة الواحدة ومن الطبيعي ان الغدائر اذا فلّت او انحل ظفرها يظهر الشعر المفلول متعوجا وفقا لتعرجات الظفيرة فالمرأة عندما تفتح او تفلّ شعر جدائلها يبدو متموجا كنسيمات مرت على على كثيب من الرمل او جدول ماء فحركته جميلة هي. ويزيد من جمالها اذا كان هذا التعرج او الالتواآت ظهر عليها ضوء الشمس او أي ضوء قوي فانه يعكس اشعاعات وتموجات ضوئية في هذا الشعر تزيده جمالا وتحببا الى النفوس ورغبة جانحة الى لمسه وربما أخرجت المرأة من مقدمة ناصيتها بعض غدائرها وفي ذلك يقول الشاعر سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :

(……. وقروناً سابقاً أطرافها)

وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:

لها غدر كقرون النساء

والغدر او الغدائر أي الضفائر مفردها غديرة او ظفيرة

وقرون النساء \ ظفائرها او غدائرها

4 – طول القامة مع بدانة في الجسم : أي قامتها طويلة وتسمى الفارعة مكتنزة الجسم في مواصفات جميلة مشوبة بالسمنة غير الثقيلة ثقيلة الارداف والعجز نحيلة الخصر:

ومن امثلتها يقول الشاعر عمروا بن كلثوم:

في معلق سمنت وطالت

ردافها تنوء بما ولينا

أي سمينة طويلة الارداف ثقيلتها

وقول الشاعر المراد بن منقذ العدوي :

قطف المشي قريبات الخطى

بدّنا مثل الغمام المزمخر

القطوف : البطيء أو البطيئة في السير أي تمشي على مهلها دلالا وتغنجا خطواتها قريبة من الاخرى .

– البادنة : السمينة ذات اللحم المكتنز الملفوف وليست المترهلة

المزمخر: الكثير الصوت مثل الرعد ويكون عادة كثيفا ثقيلا بطيئا

5- سعة العيون وحورها :

احب الشعراء العرب العيون الواسعة التي فيها او في طرفها حور وقد شبهوا عيون المراة بعيون البقرة الوحشية لسعة عيونها حيث تمتاز البقرة الوحشية ( المها ) بسعة العيون وشدة سوادها ونصاعة بياضها والحور هو شدة سواد الحدقة مع شدة بياض العين ومن امثلتها :

يقول امرؤ القيس :

تصد وتبدي عن أسيل وتتقي

بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ

تصدّ: تنفر، تدير وجهها فيبدو خدّها أسيلا

وتتّقي: تحذر

الوحش: أي البقر الوحشي

– وجرة: اسم مكان

مطفل: لها طفل إذا كانت الظبية مطفلا كانت أشدّ شراسة في دفع الذين يقتربون من اولادها.

والشاعر امرؤ القيس فإحساسه الرهيف بكل ما في نظرة المحبوبة من عطف وحنان او اشتداد وجد ومحبة قد أثَّر في وِجدانه الشعري بالاستجابة والتفاعل من تذوق الجمال وسُمو الرُّؤية الحسِّية.لكن حين ننشد التعبير عن نظرة هذه العين الجميلة الواسعة ، وهذه النظرة العميقة النافذة، وهذا الحنان الذي يشع منها سناءا والعطف الذي يفيض عنها نجد الشاعر يترجمها بنظرة بقرة وحشية مُطْفِل فيها الوداعة او الحذر في آن واحد .

6- جمال الوجه : احب الشعراء العرب في الجاهليّة الوجه الصافي النقيّ فيه بياض تشوبه سمرة قليلة او بياض مائل الى السمرة أي صفاء ونقاء وبياض في سمار ، وقيل ايضا في وصفها – أدماء- والأدمة تعني السمرة، والأديم هو ظاهر الارض ومن امثلتها :

قال زهير بن ابي سلمى :

فأمّا ما فويق العقـــــد منهـا

فمن أدماء مرتعهــــا الكــــلاء

وأمّا المقلتـــــان فمن مهاة

وللدرّ الملاحـــة والصفـــاء

المها: البقر الوحشي

الدرّ: اللؤلؤ

الملاحة : حسن الوجه

والصفاء : الخالي من أي اثر أي الناعم

وقال الأعشى:

ظبية من ظباء وجرة ادماء

تسف الكباث تحت الهـــدال

وجرة: اسم مكان

– أدماء: سمراء

– سفّ الدواء: تناوله

– الكباث: ثمر شجر الأرك

– الهدال: نبات طفيلي يتعلق بالأشجار

فالعرب أحبّوا اللون الابيض الذي يخالط بياضه شيء من الصفرة فيخرج لون كلون القمر أو الدرّ يسمونه (أزهر) .

وقد مدح امرؤ القيس هذا اللون في معلقته في قوله :

كبكر المقاناة البياض بصفرة

غذاها نمير الماء غير المحلّل

وبيضةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها

تمتّعْتُ، من لهوٍ، بها : غيرَ مُعْجِلِ

البكر: الفذّ الذي لم يسبق بمثله وتعني البنت الباكرة التي لم تتزوج ولم يقربها رجل .

– المقاناة: الخلط

– النمير: الماء الصافي

– المحلل: الماء الذي ينزل بقربه أقوام كثيرون فيصبح عكرا

وفي الوجه ايضا احب الشعراء العرب ايضا ذات الخد الاسيل أي الطويل الاملس الناعم الخالي من الشعر او الزغب .

7 – الثغر : وهو الفم و مقدمة الاسنان فيه . فيصف أمرؤ القيس الثغر فيقول:

بثغر كمثل الاقحوان منورّ

نقي الثنايا أشنب غير أثعل

الاقحوان: نبات بريّ بتلاته بيض تشبه الأسنان وقلبه أصفر

– منوّر :مزهر

– أشنب: أبيض

– أثعل: متراكب بعضه فوق بعض

ومن هنا نجد أنّ الشعراء العرب احبوا الأسنان البضاء التي تكون ذات لون نقيّ برّاق منوّر .

8- الشفاه : فالجميل فيها أنّها شديدة الحمرة كالرمل الخالص – من هنا استخدم في هذا العصر( احمرالشفاه ) لتجميل الشفتين او اللمى- ويستحسن أن تكون متضخّمة قليلا ومن امثلتها قول طرفة بن العبد:

وتبسم عن ألمى كأنّ منوّرا

تخلّل حرّ الرمل دعص له ندي

ألمى : فم ذو شفتين سمراوين

تخلل حر الرمل : أسنانها نابتة في لثة حمراء صافية

الدعص : الجانب المكور من الرمل

أمّا الشفاه فقد وصفت باللعس (الميل إلى السمرة) وسميت البنت التي في شفافها سعة – لمياء- كونها يخالطها سمار خفيف

9- الانف : فقد احب العربيّ من الانف ما كان أقني دائماً اي مرتفعاً وسط القصبة فيه ضيق في المنخرين مع استقامة فيه يقول الشاعر معن بن أوس :

وأقنى كحدّ السيف يشرب قبلها

و الأقنى: الذي يشبه القناة أو الرمح في الاستقا مة

10- جمال اليدين : فقد اختلف الشعراء في جمال اليد بدءا من المعصم وانتهاءا بالاصابع وبما أنّ الوشم كان الصفة المتبعة أنذاك فقد وجد بعض الشعراء أنّ اليد الخالية من الوشم هي الاجمل . ومن امثلتها يقول الشاعرعبيد بن الابرص:

وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة

تدني النصيف بكفّ غير موشوم

المها: بقرة الوحش

النصيف:الغطاء

11- الارداف والافخاذ : وقد أحب العرب الأرداف الطويلة الضخمة الممتلئة والافخاذ المليانة المكتنزة المدورة الملساء والخالية من الشعر اوالزغب مع بياض مشوب بحمرة وكانت عندهم فُسحة مُضيئة في خريطة الجمال والأنوثة والرغبة لديهم، وقد شبّهوا الردفين بكثيب الرمل ، بالدعص ،وبالموج يقول الشاعر النابغة الذبياني:

مخطوطة المتنين،غير مفاضة

ريَّا الروادف ، بضّة المتجرّد

يقول اخر يصف حبيبته :

مخطوطة المتنين مُضمَرة الخَشا

ريَّا الروادف، خلقها ممكور

والفخدان تفضيان الى مكامن السحر والجمال فيهما الإغواء والإغراء والشهوة .لذا كانت الفخذ الجميلة هي اللَّفاء المكتنزة ، تتناسق مع عظم الردف وتدويره وقيل فيه إنه أنعم من الحرير وألين من الزبد، والساق الاملس او الاجمل فهي الساق الرّيّا الممتلئة القوية .وشبَّه الشعراء الساقين بعمودين من المرمر .

يقول النابغة الذبياني:

سقط النصيف ولم تُرد إسقاطه

فتناولنه واتَّقَتنا ،بالــــيد

بمخضَّب رخص كأن بنانــــه

عنم على أغصانه لم يُعقد

ويقول امرئ القيس فيه :

وكسح لطيف كالجديل مُخضَرّ

وساق كأُنبوب السقي المُذَلَّل

12- النحر او العنق : فقد فضل الشعراء ذات العنق الطويلة ومثلوها بالناقة لذا ينطبق عليها ما ينطبق على الوجه من حيث اللون . أمّأ من حيث الطول فتفضل ذات العنق الطويلة .بيضاء اللون وهي حتما تكون بيضاء لانها مستورة بالحجاب وغير معرضة .يقول امرؤ القيس :

وجيد كجيد الرئم ليس بفاحشٍ

– إذا هي نصَّتْه – ولا بِمُعَطَّلِ

13- الخصر الضامر : أحب العرب من الخصور الضّامرة والنحيلة الناعمة وهو الحزام الأنثوي الذي يفصل بين عقل الاشتهاء واشتهاء العقل ، بين أعلى الجسد وبين أسفله أعباؤه لا حصر لها،فالخصر يحمل فوقه صدرا بارزا و مكتنزا ونهدين يفيضان بالحلم والنشوة ومشدود من اسفله بردفين عظيمين مستديرين يمنحان الناظرين عشق الحياة وجمال المرأة قال ابن الدمينة:

عقيليّة ،أما مَلاتُ إزارها فدِعْصُ ،وأما خصرها فبتيلُ

والدعص : المستدير

البتيل : الضامر

وقال الاخر :

وشربت كأس مدامة من كفها

مقرونة بمدامة من ثغرها

وتمايلت فضحكت من أردافها

عجبا ولكني بكيت لخصرها

فنظرالشاعر العربي إلى هذه الأوصاف الجسدية في تناسقها فجسّدها في شعره وكذلك اعتبر حركة المرأة ومشيها عنصرا من عناصر الفتنة والإغراء فدلالها مغناطيس وجاذبية بخلاف السكون الذي ربما يقلل الإثارة ويحدد مفاتن الجسد عندها ، لذا جاء الشعر مشوبا بأوصاف تُمجد الحركة في الأنثى حيث وصفوها بغصن البان والمها او البقرة الوحشية وبحقف النّقا، ومشيها بمسير الغمام وخطى القطا تمشي الهوينا .

هذه هي الصفات التي وجدت في شعر الغزل عند الجاهليين والتي أحبّها الرجل في المرأة في ذلك العصر . وبالعودة إلى الصفات المذكورة سابقا والتي أعلن الشاعر الجاهليّ أنّه يحبها في المرأة فتتمثل هذه الامور فيها لتكون عنوان جمالها . فإنها صفات لا تزال محبوبة حتّى يومنا هذا، مع اختلاف فيما يتعلّق بضخامة ورشاقة المرأة وحسب الامزجة والاهواء النفسية .

لاحظ كتابي - الغزل في الشعرالعربي  - طبع ونشر دار دجلة ناشرون وموزعون  عمان - الاردن

امير البيــــــان العربي

د . فالح نصيف الحجية  الكيلاني

العراق - ديالى - بلـــدروز

**************************************************




جدالُ الروح ؛؛؛ بقلم الشاعر رشاد قدومي 🌹


 جدالُ الروح

البحر الوافر

تجادلني ولا تدري بحالي

وتسألني وتكثر في سؤالي


شعرت بغربتي فبكت عيوني 

قضيت العمر أحلم بالوصال


فيا وطنا بربك  كيف نحيا

بعيداً عن سهولك والتلال ؟


رسمت بدمعتي آهات قلبي

وجرحي نازف فوق احتمالي


فما نلت المودة رغم بعدي

وإني للإله شكوت حالي


فرب البيت يعلم ما بقلبي

وما أخفيه من جور الليالي


تراودني بكل الشوق نفسي

مذكرة بأصلي و الخصال


و مالي في هواها غير صبري

و قلبي رافض كثر الجدال ِ


و نار الشوق تحرق في ضلوعي

تذكرني بأيامي الخوالي


فيا قلبي رويداً إن عشقي

تنوء بحمله أعتى٠٠٠ الجبال ِ


إليك الروح ترخص يا  بلادي

إذا ما حان يومٌ للنزال


شهيدا قد نذرت الروح فيها

فيا ربي عليكم اتكالي


كلمات رشاد القدومي




يا قاتلي ؛؛؛ بقلم الأستاذة ايمان البدري 🌹


 يا قاتلي . . 


يا قاتلي بالصمت رفقاً بالفؤاد

فقد أعياه السكوت 

ما بين ودٍ وصد تقتلني 

الظنون . .

تعال وعانق أحلامي

الملهوفة إليك 

اسكب بعض كؤوس الغزل 

لعل القلب المتيم يرتوي 

لعل براكين الشوق الثائرة 

ينطفيء لهيبها 

تعال وقل بأنك لي 

لتعلم روحي الشريدة لأي 

شطٍ تنتمي .

✍ بقلمي  #إيمان_البدري




أنا مَلاَّح ؛؛؛ بقلم الشاعر حكمت نايف خولي 🌹


 أنـا مَلا َّح

حَـنـيـن ٌ لافح ٌ يَجتاح ُ روحـي

وآهـات ٌ تـنـوءُ بـها الجِّــبـالْ

وبُركان ٌ تـفـجـَّرَ في كيانــي

غداة حَلـلـْـتُ في كفن ِالزَّوالْ

ـــ

فمِنْ خلجات ِ نور ٍ قد بَرانـي

إلهي قبل َ أن ْ صاغ َ الـوجود ْ

ومِنْ خفقات ِ روحِهِ قد حَباني

حَـيـاة ً نسْجُـها َوهَج ُ الخلــود ْ

ـــ

ومن يُنـْبوع ِ َرحْمَـتِهِ سقـاني

فأينـَعَت ِ الـمَـحَـبَّة ُ والــحـنان ْ

وأنبـَتَ في تـلافــيـف ِ كـَياني

حَـنـينا ً للـنـُّزوح ِ إلى الجنـان ْ

ـــ

أنا في الأرض ِمَلا َّح ٌ شِراعي

نسيجُـهُ من حُبـَيـبات ِ الضِّياء ْ

نزيـل ٌ في ِوشاح ٍ من سَراب ٍ

خُـيـوُطـهُ من َتهـاويل ِ الـفـنـاءْ

طويت ُ العُمْرَ أمْـخُـرُ في بحار ٍ

تجَـذ َّرَ في َموانِـئِـهـا الشـَّـقـاء ْ

عـلـى شطـآنِـهـا أمْـواج ُ يَـــأس ٍ

وفـي آفـاقِــهـا انحَسرَ الـرَّجـاء ْ

أعاصير ٌ من َ البغْضاء ِ جازت ْ

رِحاب َالأرض ِوانتـَشرَ العَداءْ

وأمْسى الكـُلُّ مَـذبـوحا ً بسـيـف ٍ

تطـايـرَ من حَـوافــيـه ِ الــبَـلاء ْ

وبَات َ الـنـَّـاس ُ خَمْـرتـُهمُ دماءٌ

تسيلُ مِـنَ الطـَّهـارَة ِ والـبَـراء ْ

وُقربان ُ الجَّـميـع ِ جُـسومُ بَعْض ٍ

ضباعٌ مَز َّ قـَت ْ جسدَ الإخاء ْ

وحوشٌ في ثـيـاب ٍ مـن ِنـفــاق ٍ

ذئاب ٌ في عَـبـاءات ِ الـنـَّـقــاءْ

ُيـناجي الكـُل ُّ ربَّـا ً فـي سَـمـاء ٍ

فـأينَ الــرَّب ُّ من هـذا الـرِّيـاءْ

أيـا زيـفَ ابـنِ ِ آدمَ مـا كـَـفـانـا

مـتــاجَـرَة ً بـأديـان ِ الـسـَّمـاء ْ

ويا عُـبـَّـاد َ إبـْـلـيس ٍ كــفـاكـمْ

شرورا ً أفـْسَدتْ صَفوَ الجِّواءْ

إلـهُ الـكـَـون ِ ربٌّ لـلـبـَرايــا

جَـمـيعُ الخَـلق ِ بالتـَّـقوى سواء ْ

وديـنُ الـلـَّهِ َنسْـجُـهُ مـن حـنـان ٍ

ومن حُــبٍّ ورحـمـتـُـهُ رجاءْ

ونبـْراس ُ الهُـدى في كـُلِّ ديـن ٍ

إخــاءٌ يَـمْـلأ ُ الـدُّ نـْـيــا بَـهـاء ْ

ســلام ٌ لـلجَّـمـيع ِ وَتضْحـِيات ٌ

وخـِدْمَـة ُ آخـر ٍ دين ُ السَّــماء ْ

حكمت نايف خولي





رعشة الغياب ؛؛؛ بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار


 رعشة  الغياب


كم اشتقت 

اليك

منذ  متى كان 

موعدنا

هل  تتذكر  أول 

القبلة

على  خديك  تركتُ 

ذكرى  البداية

فكيف كان وجه و ملامح

الغياب

حينما  رسى  الدمع  بخيبته

و نام

و مازلتُ  بنفس  الإحساس

و الشعور 

بلحظة الهزيمة  أنسى 

مولد  جرحي

فأحلم  أن  يأخذني 

الليل  لذاك اليوم 

عندما  أحضنتك  بشدة

قبل  أن  نفترق


كم  اشتقت اليك 

و  أشتاق

التبغ  و كأس  الخمر  لا 

تساعداني على  النسيان

أجول  

بكل  ليلة  بغرفتك

و أبكي

أتفقد  بصورة الأوجاع

كل  أشيائك

ملابسك  شراسفك  المعلقة

وراء  الباب  

و حقائبك  و دفاترك  و أثر 

عطرك 

و كل  أشيائك  المبعثرة

حتى  وسادة  نومك

برائحتك 

أفتش عن أي  تفصيل صغير

تذكرني  بك 

فكلما  أقتربت  منك

قليلا  

أحيا  كالغيم  الطائر

الضاحك

و كلما  أبتعدتَ  عني 

متُ  أكثر  بوجع 

الفراق

هكذا  أنا  بغيابك  لا أملكُ  

إلا  كأبة الاشياء

حزن  ذكرياتك بصورها

المبتسمة

و شوق الحنين  الذي

يسقطني 

كجدارٍ  أساسه  كان  

من  وهم  السراب 


و أنت

ألم  تشتاق  لي يا أيها

الحجر

ألم  تحن  و لو  كذباً

أم  صرتَ  بدرب  الرحيل 

قدراً 

يحملني ألماً  حيناً في

الشتات

و حيناً يصنع لحلمي ألف 

تابوت 

فأبكي  كلما  جأني  الإشتياق

مهزوماً برغبته الفاحشة

يا حزن 

خذي  من  هذا  الجسد الهش

نصيبك من  تعبٍ

و اهدم  بوجعك  كل  تفاصيل

البقاء

خذ  مني  كل  هذا  الهواء

المر

و دعني  لوحدي

لوحدي  كما  كنت  حين 

نشئت  بأولى  قصص  

الحب

فلا  مكان  ههنا  للنسيان

فالموت  أرحم  من  بقاء

حيٌ  مقتول

لكن  المقبرة  نسته  بطريق

العذاب 

ليموت  أكثر  بين  سواد

الرماد

هل  هو  هذا  الجحيمُ  

من  عبوديتي  

لأسكنها  مراراً  بلغة 

الضياع

الضياع  كم  هو  مرٌ خلف 

الراحلين

الهاربين  من  ضوء  الشمس 

للظلام  الأحلام

فلا ينقصني من حقيبة  الموت

إلا  الدفن

فإذا  رأتني  متُ  ورائك

قهراً

تذكر  أول  قبلة  رسمت

درب  موتي

فهذا  القلب  من  بعد 

الخذلان

لم  يعد  ينبض  الا  بالأموات  

القدامى

منذ  رحيلك  و أنا  أدفن  

قصيدة  تلوى  الأخرى

علني  أجد  مخرجاً  لهذا

البؤس  الطويل 

و الفكرة  لا  تنتهي  بكتابة 

قصيدة  واحدة ميؤوسة

الترتيب

لكنها  بنص  هذه  القصيدة

يبدو  إنها  كذلك  

أصبحت  مقتولة بشدة

بفكرة  شاعرٍ  مهزوم  

بسيرة  الندامة 


مصطفى محمد كبار 

حلب سوريا   ٢٠٢٣/٤/٢٩




زَنْبَقَةٌ بيضاء ؛؛؛ بقلم الشاعر خالد اغباريه🌹


 زَنْبَقَةٌ بَيْضاء

الشاعر خالد اغبارية

يا أنتِ ..

سأمنَحُكِ حُلمي

وأرسُمُكِ لَوحةً

وأكونُ الإطار

أُعَلِّقُكِ على جدارِ لَيلي

لتأتيني بشمسِ النَّهار

وتزورينني ..

لَوِّحي بيدِكِ

فلا تُوَدِّعيني

فأنا لا أُؤمنُ بالوداع

سآخذُ بعضاً منكِ

وأمزِجُكِ بِحُلْوِ الذِّكريات

وأزرعُكِ زنبقةً بيضاء

بريشةِ رَسّام

فمُغامَرتي بكِ تَروقُني

تَمَدَّدي في قلبي

وحَدِّثيني عن رائحةِ

وشَذا الياسمين

عن لحظةِ شَوْقٍ وحَنين

عن شمعةٍ أضاءَت شَجرَةَ حُب

أُعَلِّقُ عليها أُمنيَةَ عُصفور

يُزَقزِقُ حَنيناً

عَلَّ الشّوقَ يورقُ من جديد

أنتِ لي 

فاقرئيني بِتَمَعُّنٍ وَصَمْتٍ

بدونِ ضَجيج

وانظُري لي بعينَيْكِ

فنظراتُكِ تَهُمُّني

ولَو خِلسَة ..

ما مِن أحدٍ يمنعُ ريشتي

عن رَسْمِك

اقتربي لأمنَحُكِ 

لونًا مُختَلِفًا

وأُكَحِّلُ عَينَيَّ 

ببعضٍ منك

أَعطيني عِطراً 

من قارورةِ أنفاسِك

سأسْكُبُني قُبلةَ شَوْقٍ

على جدارِ قلبُكِ

وأُعَلِّقُكِ لَوْحَةَ عِشْقٍ 

بين حَنايا روحي



كتاب المكاشفات ؛؛؛ بقلم الأستاذ محمد توفيق العزوني


 كتاب المكاشفات


.


الواحد والعشون بعد المائة ......


الإنسان كائن سماوى هبـط منها وإليها سوف يعـود ، مـن هـنا فهـو


مجتذب إلى الأرض فى اضطـرارية ذات ثـقـل ومنجـذب نحـو الهـواء


فى اضـطـراب عـلى قـلق ، وبينما يقـر الدين دوره في إقـرار حاضرة


الدنيا عـلى نحو من التسليم لعـب الفـن دوره في التمرد عـلى الوجود


حيث أن زمن الإنسان بين قطبى الصراع خاضع إلى صيرورة اللحظة


المحـصورة بين قـوسيها فيها يستقـطب الزمـن المضارع عبرالتجسيد


الدنيوى كل صور الخلود من أول المعابد إلى ناطحات السحاب ذلك إن


الإنسان لايستـطع تصور أبديته خارج الزمن عـلى نحو فيه ــ مالاعـين


رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعـلى قـلب بشر ــ


.


نص / محمد توفيق العـزونى



البَخِيلُ وعِزّ البَرد ؛؛؛ بقلم الشاعر د. عز الدّين أبو ميزر 🌹


 البَخِيلُ وَعِزّ البَرد ...


قَد    قَالَ    بَخيلٌ    فَاجَأنِي

 

بَردُ     فَفَرَرتُ    إلَى    بَيتِي


قَالُوا    لَو     زَادَ      أجَابَهُمُ


أقتَرِبُ   إذَنْ   مِن  مِجمَرَتِي


قَالُوا   وَرَأيتَ  العَصفَ   دَنَا

   

وَاقتَرَبَ      إلَيْكَ      بِعَربَدَةِ


وَسَمِعتَ  البَرَدُ  يَدُقّ   البَابَ

   

بِلَا     إمسَاكٍ     أوْ     خَفْتِ


فَأجَابَ   سَأدنُو   مِنهَا  أكثَرَ

  

أندُبُ    مِن     قَهرٍ    بَختِي


قَالُوا   وَالرّيحُ   لَهَا    صَوتٌ


يَضرِبُ فِي الجِسمِ كَمِطرَقَةِ


فِي  تِلكَ  اللّحظَةِ  قَالَ  إذَنْ


أقتَربُ   وَأمسِكُ   مِقدَحَتِي


بِأصَابِعَ   مِن   بُخلٍ  تَرتَجِفُ

 

وَنَفسٍ       بَالِغَةِ       العَنَتِ


وَبِخَوفٍ  مِن   فَقرٍ   يَقتَرِبُ


وَحَذَرٍ      أُشعِلُ     مِدفَأتِي


د.عزالدّين




قلبي ؛؛؛ بقلم الشاعر محمد المحزون


 (قلبي)

~~~~~~~

ليسَ أقلَّ من

  بياضِ نورٍ

يصبغُ  عتمةً..

 ولا أكثرُ من

 سوادٍ داكناً

 يطوي

 ليلٌ غائم..

ليس أقلَّ 

من صمتِ غابةٍ

ساعةٌ وحشة..

ولا أكثرَ مِن 

ضجيجُ مقبرةٍ 

ساعةَ دفنٍ !

ليس أقلَّ من 

آهاتِ أرملةٍ

يوم  عيدٍ

ولا أكثرَّ من 

 مواويلُ 

أمٌ ثَكلى..

ساعةَ غروبٍ

ليس اقلَّ من 

عطشِ طائرٌ هائم

بِلا مأؤى 

ولا اكثرَ من  سماءٍ

مُضرجةً بالغيمِ

قلبي..

~~~~~~~

نيسان 2023




نعم كلا ؛؛؛ بقلم علي حسن


 3013

نعم كلا    .. بقلمي علي حسن

كلا

كلا يا أمة العرب

تاهت فينا الأيام

وتناثرنا على

أرصفة الزمان

كأننا لا شيء

يذكر 

ولا شيء إلا

في صدر الدموع

وجهٌ

وتنهيدةٌ

من العتب


نعم وألف كلا

فماذا نقول

وماذا نكتب

ولماذا نبتسم

فكيف لنا أن نصرخ

غفت هنا الكلمات

وأتكأت على

بين غبار النسيان

مِلةِ العرب


نعم كلا

كلا يا أمة العدنان

يا صرخة

تطرق ألباب السماء

تغازل الوجه

حياء

وتعزف على

قيثارة معانيها

خُطَب


مزقوا 

وجه الحياة

وأماتُ الأمانيَ

وصلبوا أجسادنا أحياء

وغفت فينا المعاني

ودفنوا أعمارنا بين

أجداث الزمان

في صمت قصتنا

لِتحترق أجزاؤنا

على قارعة الطريق

وألسنة اللهب

كلا يا عرب


                  .. علي حسن ..




جدار من وراء جدار ؛؛؛ بقلم الشاعر طاهر الذوادي


 جدار من وراء جدار

تغرق في ظلها الجباه

لحاضر مشبع بالفراغ

لأرض تزرع فينا الآه

ننادي للصمً بالصوت

و نحرك للعميان الشفاه

غارقون نحن في وتد 

و الكل غارق في شقاه

زاد في ركضنا العجب

و لا وصل أحد مبتغاه

كمن يزيد للنار الحطب

لا كفً عن جرم و جاه

نصرخ كأننا في جبً

و بأيدينا قد حفرناه


   - - طاهر - -




في محراب عينيك ؛؛؛ بقلم الشاعرة سالي محمود 🌹


 في محراب عينيك 

سكبت خمر الشوق

في كؤوس من حنين

قدمت قلبي قرباناً

في مذبح العشق 

تلوت تسابيحي 

تستبيح غربة ليلي

وعزفت الصمت 

على أوتار الألم 

بعثرت أبجديتي 

تتساقط صرعى بين السطور 

ومددت بساط الذكرى 

تنخر أضغاث الحلم 

تسربلت بالصبر

تدثرت بالحنين

سكنت مرافيء اللقاء 

مسهدة مؤرقة الجفنين

وما لقلبي لقلبك من وصال

وما كان عشقي إلا ضرب خيال

لملمت عثرات الأمس 

وأسدلت أستاري

سابحة مابين فاصلة ونقطة

في بحور أشعاري 

يتردد صدى صمتي

يمزق السكون

وصرخة تشق عمق البوح

قد بلغت من الحب أرذله

ونذرت صوماً  عن الشوق 

كفاك غربة بين ضلوعي 

كفاني منك مرارة الغياب 

*****

سالى محمود




مجاهدة النفس ؛؛ بقلم الشاعرة زكية أبو شاويش 🌹


 هذه مشاركتي  المتواضعة :

مجاهدة النفس __________________البحر : الوافر

أرى  الأيامَ تنهي كلَّ صعبِ ___بإقدامٍ يداهن من يلبّي

إذا نادى الغرورُ جُباةَ وهمٍ ___ لتعلوَ نفسُ مشتاقٍ لقرْبِ

فتركُ ليس مأموناً كسعى ___ إلى جهلٍ يروقُ بكلِّ درْبِ

من الفهم السقيمِ قضى عبادٌ ___أرادوا غير ما يُرضي بحبِّ

وقد بانت خسارةُ كلِّ راعٍ ___لأهواءٍ أتت مع كلِّ نصْبِ

فلا عاشت مواطنُ كلِّ عيبٍ ___فقد جرَّت إليها خيرَ سرْبِ

..................

يتوهُ العقلُ من حبٍّ تمادى ___وكانَ كجابرٍ كسراً لشيْب

ومن عطفٍ على ضعفٍ تهادت ___عواطفُ كلِّ مأسورِ بكرْب

هي  الأحلامُ تغري قلبَ وهنٍ ___يريدُ تحرَُّراً من كلِّ  ريْبِ

فيلقي ما يعيقُ دروبَ عزٍّ ___ويصعدُ للعلا لا من مطبِّ

يغيِّرُ سير ملهوفٍ لوصلٍ ___وأطماعٌ تجودُ بكلِّ نهْبِ

فيا أسفاً على ماضٍ تولَّى ___ بكلِّ شريدةٍ أدَّت لحصْب

.....................

جهادُ النَّفسِ كانَ بلا قرينٍ ___يوضِّحُ صعبَ مفهومٍ لحرْب

فشيطانٌ تملكَ قلبَ صبرٍ ___فثارت قوةٌ دفعت لجلْبِ

خموراً قد تريقُ حياءَ وجهٍ ___بُعيدَ تمكنٍ من بعضِ شُرْبِ

فيخسرُ مَن أرادَ الكسبَ يوماً ___وذا عَجزٌ يدومُ بُعيد ضرْبِ

وما كانَ اقتلاعُ الشَّرِّ سهلاً ___ من النَّفسِ التي تهوي بكسْب

إذا ساءت معاملةٌ لصدقٍ ___تباعدَ من لهُ وصلٌ بربِّ

......................

صراعٌ باتَ يجلو كلَّ وهمٍ ___ يغطي عينَ مسحوبٍ لغصْب

فلا غرقٌ إذا كانَ ارتجاعُ ___ عن  البحر المدمِّرِ  كلّ ركْب

فحمداً يا إلهي أن صحونا ___ بذكرٍ كانَ يُتلى من مُحبِّ

ومن سننِ الرسولِ بدا طريقٌ___ بهِ كلُّ الهدايةِ لا لصعْبِ

إذا ما خالفت نفسٌ هواها___وصانَ العرضَ إعفافُ المربْي

فصلِّ على النَّبيِّ وقل سلاماً ___ فلا وسواسَ يغلبُ كلَّ ذبِّ

........................

السَّبت 9 شوال 1444 ه

28 إبريل 2023 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام




الجمعة، 28 أبريل 2023

النِّيلُ شريانُ مِصرَ وتاريخُها ؛؛؛ بقلم الشاعر منصور عمر اللوح 🌹


 .                            الـنِّـيـلُ شـريـانُ مِـصـرَ وتـاريـخُـهَـأ


يَــا نِـــيْــلُ يَــا رَمــــزَاً رَوى الأوطَـــانَـــا ،،،، نَــهــرُ ألــخُــلــودِ كَــرَامَــةً وأَمَـــانَــــا


يَـا مُــلـتَـقـى الأَحـبَــابَ كَـم أتـحَـفـتَـنَــا ،،،، فَــنَّــاً وَشِــعــرَاً فِـي الـهَـوى أَزمَــانَـــا


يَــا نِــيْــلُ إنَّــكَ قَـد مَـلَـكـتَ قُــلُــوبَــنَــا ،،،، نَـــهـــرُ الإبَــــاءِ ولِــلــخُــلُــودِ أَتَـــانَـــا


شِــريَــانُ مِـصـرَ وأنـتَ سِــرُّ حَــيــاتِــهــا ،،،، كَـالـشَّـهـدِ تَـجــري تُـكـرمُ الأوطَــانَـــا


يَــا ذا الــودادِ مَــلــكـــتَــنَــا وَأسَــرتَــنــا ،،،، تـسـقـي الـقُـلـوبَ مَـحَـبَّـةً  وحَــنَــانَــا


نَـقَـشت مِــيـاهُـك في الـقُـلـوبِ مَـحَـبَّـةً ،،،، أنـتَ الـــنَّـــدى فَــتُــقَــدِّمُ الإحـسـانَــا


يـا نـيـل مِــصــرَ كَـتَـبْتَ فـي أحـشــائـهـا ،،،، أنـت الــمُــتَـيَّــمُ تَـنـسِـجُ الألــحــانــا


أبـــقــــاك ربّـي لــلأنَـــــامِ تَـــكَـــــرُّمَــــا ،،،، أكــرَمْــتَـنَــا يَــا سَــعــدَنَــا وهـــنَــانَــا


مِـنْ كُـــلِّ فَـــجٍّ والــضُّــيُــوفُ تَــؤمُّــهَــا ،،،، تَـهـدي الـضِّــيَـافَــةُ مُـتـعَــةٌ وأمَــانَــا


كُــثرٌ حِـسَـانُ الأرضِ أنتَ عَــشِــقــتَــهَــا ،،،، وحَـضـنــتَـهـا ورَوَيْـتَـهَــا الإيــمَــانَــا


قَـد أيــنَــعـت فـي ضـفَّــتـيـك عَــرائِــسٌ ،،،، فـي بـهـجـةٍ كــم زانـت الأوطـــانَـــا


وحَــدائــقٌ قـد أزهَــــرت مـن فَــرحِــهَــا ،،،، ألــوانُ طَــيــفٍ أنـبــتـتْ ريــحــانَــا


والأرضُ تـزهــو فـي ثِـــيــابِ عـــروســةٍ ،،،، بَــات الـعـريـسُ مُـهَـذَّبَـاً ومُـصَــانَــا


وتــفَــرَّعَ الــشِّــريَــانُ فـي أحــشَــائِــهــا ،،،، نَـشـأتْ حـدائِـقُ واحـتـوتْ غُـدرانـا


تَـجـري بِـأرضٍ كَــالــوشَــاحِ بِــصَــدرِهَــا ،،،، ووهـبـتَـهـا رســمَـاً بَــدَا عــنــوانَــا


انـت الــكَــريــمُ زرعــتَـهَـا حُـبَّ الــنَّــدى ،،،، ورَفَـعـتَـنَــا شَــأنَــاً وصُـنـتَ لِـوانَــا


يـا نٌــيــلُ أنـت حَــبــيـبُــنــا وحـبـيـبُـهــا ،،،، مِـنـك الـحـيـاةُ وأنت فَـخـرُ رجَـانَــا


الــلــهُ أعـــطَـــاك الــمــكــارمَ مِـــنــحَـــةً ،،،، تَـسْـقِـي الـدِّيَــارَ وَتُـكـرِمُ الـظَّـمـآنَــا


أنـتَ الـحَـبِـيْبُ الــعــاشِــقُ الـصّـبُّ الـذي ،،،، فــيْـهــا تَـهِـيْـمُ مُـتَــيَّـمَــاً ولــهَــانَــا


أشْــبَــعــتَــهــا عِـشْـقَ الــهَــوى وَرَوَيْـتَـهَـا ،،،، وتُـعَـانِـقُ الأشْــجَــارَ والـغِـيْـطَــانَــا


تَــقـبِــيـلُ عِــشــقٍ في حِــسَــانٍ حَــبَّــذا ،،،، وتُـداعِـبُ الإحـسـاسَ والـوجــدانَــا


وتُــقِـــلُّــكَ الأشــواقُ فـي جَــنَــبَـــاتِــهَــا ،،،، وتَـطُـوفُ فـي جَــنَّــاتِـهـا هَـيْـمَـانَــا


يَــرمِـي بِــكَ الــشَّــلَّالُ فِـي أحــضَــانِــهَـا ،،،، حُـلـوُ الـحـديث يُـضَـمِّـدُ الأحــزانَــا


تَـــتَــغَــازلانِ حَــبـِـيْــبَـــةً وحَــبِــيْــبُــهَــا ،،،، نَـغَـمُ الـخُـلُـودِ حَـديـثُـهُ أشْــجَــانَــا


وَرَوَيْـــتَــهَــا حُــبَّ الـــوَفَــــاءِ فَــــإنَّــــهُ ،،،، سُـقـيَـا الـهَـنَـاءِ وَجُدْتَ في سُـقـيَـانَـا


أهْـدَيْـتَـهَـا مَـــاءَ الــحَــيَــاةِ فَـأيْــنَــعَــتْ ،،،، في الـشَّـاطـئَـيْنِ مَـحَـبَّــةً وحَــنــانَــا


نَــبَــتَـتْ عـلـى شَـطَّــيْـك أنْــغــامُ الـهـوى ،،،، والــطَّــيرُ بَـاتَ مُــغَــنِّــيَــاً فَـرحَــانَــا


تَــشــدُو الــبَــلابِــلُ مـن رَوَائِــعَ شِـعـرِهَـا ،،،، طَــرَبَــاً مـن الـطَّـير الــبَـديـع أتــانــا


والـزَّهــرُ يَــطــرَبُ راقِـصَـاً مـن لـحــنِــهَـا ،،،، أفـــوَاجُ طَــيرٍ تُـرســلُ الألــحَـــانَـــا


والــنَّــخـــلُ عَـــالٍ فـي جَـــلالٍ حَـــالِـــمٍ ،،،، والـرَّقـصُ في الــعَـلـيـاءِ قد أغـرانَــا


ونَــسَــائِــمُ الأســحــارِ  نـادتْ فـي الـورى ،،،، أحــلَــى عَــرِيْــسٍ زَيَّـنَ الأركَـــانَـــا


مَــرَّ الــعَــريْـسُ كَـــفَــارسٍ لـــعَـــروسَـــةٍ ،،،، حَــيَّــا الـجِــنَــانَ وَبَـارَكَ الــغُـدرانَــا


والـنَّـاس تَـسـألُ فـي الـهـوى عَـمَّـا جَــرى ،،،، والـنِّـيـلُ يـزهـو يـحـضُـنُ الـخِــلّانــا


هَـل نـحـنُ فـي الأفــراحِ أو فـي مَــوكـبٍ ،،،، فَــأجَــابَ طَــيرٌ اسـمَـعُـوا الإعــلانَــا


الــنــيــل يـجــري قَــبــل تــاريــخٍ الـورى ،،،، مُــتَــعَــهِّـداً سُــقْـيَـا الــهَـنَــاءِ رَوانَــا


ويـطـوفُ مـن بـينِ الـحـسـانِ مــفــاخِــراً ،،،، بــات الــعــريـسُ بــزَفَّــةٍ فَــرحَــانَــا


وتــذوبُ فــيــه أشــعَّــةٌ من شــمــسـنَــا ،،،، من دفـئِـهَـا تـروي الـحـيـاضَ حَـنَـانَــا


والـلــيــلُ يـرسـلُ ظُــلــمَــةً مـن طـبـعِــهِ ،،،، ويُــذِيــبُــهــا قَــمــرٌ أضــاءَ ســمَــانَـــا


مـن نــورهِ الـذَّهَــبِـيِّ يَـكــتُـبُ مــاضــيـاً ،،،، في الـنِّـيـلِ فَـخـراً عـن خـطـى آبــانــا


ويـخُـطُّ في الـصَّـفَـحَـاتِ من تـاريـخـنـا ،،،، كَــيـفَ الــجُـدودُ تُــمَــجِّــدُ الأوطــانــا


يَـروي الـمَـغـاويـرَ الأشـاوسَ في الـوغـى ،،،، وشِــعَــارُهُـم تَــفــدِي الـدِّيَــارَ دمــانــا


أجــدادُنـــا قًـد ســطَّـــروا بــدمــائِــهــم ،،،، كـيـف الـوصُـول من الـثرى لـسَــمَــانــا


أمـجَـادُهـم تـسـمـو بـنَــا نــحــو الــعُــلا ،،،، عَـــبرَ الــزمَـــان وعَــطَّــرت اجـــوانـــا


تَـأتـي الـعُـقـولُ لـتـسـتـنـيرَ بــعــلـمــنــا ،،،، مـن كُـــلّ فَــجٍّ تَـحــتَــمـي بـحِــمَــانـــا


جَـنـيُ الـعُـلـومِ عــبــادةٌ فـي شــرعــنــا ،،،، وتـــزيـــدُ مـن أنـــوارهــــا إيـــمَـــانـــا


فَـترى الـبـلادَ بـهـا الــعــبــادُ تـجـمـعـوا  ،،،، قـد أمَّــهَـــا الأقـــوامُ مـن أرجَـــــانــــا


يـجـدُ الــمــودَّةَ والــمَــحــبّــةَ مـن أتـى ،،،، وَتَـرى الـمُـضـيـفَ يُــؤانِــسُ الــخِــلَّانــا


والـنِّـيـلُ فـي اسـتـقـبـالـهـم مُـتَـفَـاخِـراً ،،،، وَأصَـابَ من شَـرَفِ الـخُــلـودِ حَـصَــانــا


اسـمٌ تَــشَـرَّفَ فـي الـسّـمـاوات الــعُــلا ،،،، الــنِّــيــل فـي الــقُــرآنِ جَـــاءَ بَــيَــانَـــا


يـا حــبّــذا شَــعــبٌ ونِـــيْــلٌ مــنــهَــلٌ ،،،، أنــعِــمْ بــأرضٍ تُــنــبـتُ الـشُّـجــعَــانَــا


يـا خَـــيرَ أجــنــاد الـبـلاد وجــيــشـهــا ،،،، لـلــنِّــيــلِ فَــضــلٌ قـد روى الـوجــدانــا


أنــتُـم حُــمَــاةٌ أرضَــنَــا ولــعــرضِــنـــا ،،،، أنــتُــم أســـودٌ لــلـــوغــى عـــنـــوانــــا

 

فــإذا ألــمَّــتْ فـي الـــبــلادِ مَـــلَـــمَّـــةُ ،،،، مـن خَــوفِــهــا تَــفــنَـى ولا تَــلــقــانَـــا


عَـــبرَ الـزَّمــانِ وإنَّ مــصــرَ زعــيــمَــةٌ ،،،، ولــهَــا الــعُــلا بَــين الــبــلاد مَــكـــانـــا


الــنِّـيــلُ أمـسـى كــوثــراً بــديَـــارنـــا ،،،، أهـــــداك ربِّــي سُــــنَّــــةً وهَـــــدانَــــا


احــفــظــهُ يـا ربَّــاهُ نَـــهـــراً خــالــدا ،،،، واحــفَــظــه مـن كــيــدٍ يَـروقُ عِــدانَـــا


واحـفـظ لـنـا مـصـرَ الـعـروبـةِ سـؤدُداً ،،،، فـهـي الـكــنـانــةُ وهـي فَــخــرُ رجَــانــا

...........................

بقلمي الشاعر : منصور عمر اللوح

غــزة ــ فـلـسـطـين