ما أشبه رقصة الغبار برقصة الموت
و ما أشبهه بالواقع عندما يسير بلا طريق
إنها التملًص التام من الحضور و التبعثر بلا أجراس في تلمس الغياب
حين على غصن يابس يعاتب الرياح بلا شفاه و يكسر هشاشة الشجرة
الشجرة التي طبطبت طويلا على الأعشاش و أنست وحدتهم بحكايا شهرزاد و فتوحات الشمس و غبطة الطيران و سرً الصبر الطويل و معاندة الفصول
و قيلولة الفرسان و سفر الظل و ...
لكن العصافير هاجرت و ربطت حبال صوتها على مشانق البعد
البعد الذي صار ضربا من ضروب الحرية التي يتم دحرها في النفوس العطشى على أقساط
الحرية حين تهرب من اسمك و لون بشرتك و العود الذي اتكأت عليه يوما عندما صار خنجرا به تفتح جراحك الطويلة و أبواب ألمك و دموعك الضحلة من ملح الصحاري و دخان أفران الطهاة الذين يعدًون ليوم القتل أحلام الشجرة من غصون و هبوب و موسيقى و جذوع و أعشاش و أوراق و ...
ثم ترمي جواز سفرك في النسيان حتى لا تتحسس طريق عودتك من حيث جبنت و من حيث كسرت البيضة للمناداة بأعلى صوت أن على هذا الطريق تحاك رقصة الموت .
- طاهر -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق