حجّ الفقراء بحجّتين ...
◼◾▪️▪︎¤▪︎▪️◾◼
بدأت الإحرامَ
وهي ترتدي
ملابس ممزّقة
بالية رثّةً
ترتدي فقرا
كفر بكلّ لأشياء
إلّا صبرها
وقفت على
جبل الجوعْ
تنادي بصوت واحدٍ
مع الحجيج :
لبّيك اللّهمّ لبّيك
لك الحمد والنعمة ،
لا شريك لك لبّيك
وبعد أن
اِنتهت من التّروية
بدأت السّعي
بين الأواني الفارغة
والأجساد المتناثرة
في ظلمة تلك
الغرفة المتهالكة
رجمت شيطان الفقر
بالأواني
التي هجرتها النّار
منذ سنين ..
نحرت
في محراب الفقرِ
ما تبقّى لها
من جراحْ
وأنهت المناسك بالطّوافْ
على أجساد أبنائها
الخاوية من الجوعْ
طافت
حتّى أتعبها الطّوافْ
ثمّ سمعت
أذان الفجرْ
فتوضّأتْ
ببعض الدّموعْ
وأدّت
صلاة الفجر
بكلّ خشوعْ
ثمّ كفكفت دموعها
التي ترتدي أثواب الجمرْ
واِحتضنت أطفالها
وهي تحتضرُ ..
منتظرة سنة أخرى
وحجّا آخرْ
وهي تعتذرْ
تقول :
قد أكون قصرت
في تلك المناسك
ولم أختبرْ
عذرا يا إلهي
هكذا حجّ الفقراء
سيكون طول العمرْ
عذرا يا إلهي
لك الحمد على كلّ شيءٍ
لك الشّكرْ ...
✒ توفيق الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق