الأحد، 26 يوليو 2020

أرصفة الشوق بقلم { سوسن رحروح /عشتار}

لم يكنِ الوقتُ 
قد غادرَ بعدُ
حقائبُهُ مازالتْ
في زاويةِ الساعةِ المكوّمةِ 
كجنينٍ مضطرب
لم يمتطِ صهوةَ الوداعِ 
مازالَ يتلكّأُ
كطفلٍ يبحثُ عن أرجوحتِهِ
في فراغاتِها المتبعثرةِ
يقلّب أرصفةَ الشوقِ 
يزيحُ ستائرَ الليلِ قليلاً
كي يلتقطَ بذورَ النورِ 
المحشوةِ في أثلامِ الثواني
لم يكنِ الوقتُ 
قد قرّرَ الانسلاخَ عن شفتي بعدُ
حينَ هطلتْ آخرُ بسمةٍ 
رسمتها شفتاكِ الغارقتانِ
في الياسمين 
عندَ المساءِ
كانَ الرحيقُ خاوياً 
وصدى المناقيرِ التي تلتقطُ حَبَّ الضياءِ
يعمّ المكانْ 
لم تعدْ أحداقُ الفجرِ 
تحتملُ الضجيجَ الأبكمَ 
تشقّقَ السمعُ 
واخترق بكاءُ الشموعِ جدرَ الحلمِ 
فأصمَّ الجذورَ 
أيّتها الصامتةُ التي تعصفُ بقلبي
ألمْ يحنِ الصعودُ بعد 
قد مللنا 
السقوطَ 
الهبوطَ 
الركود َ
السجودَ
الخضوعَ 
الخشوعَ
أتعبتْنا الخطايا 
هزمتْنا الرزايا
سخرتْ من خيبتنا رياحُ الحنين 
فعصفتْ بنا 
رمتنا خلفَ حدودِ الوعود
تراجعَ الوقتُ إلى الثانيةِ الأولى
كبّلتهُ أشرطةُ السوادِ على
الصورِ الباهتة
سرقت بسمةً باردةً
معلقةً على نافذةٍ راحلة
ضفيرةُ الأميرةِ الطويلةِ الشقراء
لم تستطعْ أن ترفعَ منسوبَ الفرحِ 
إلى شرفةِ القمر
ظللتُ معلقاً ناظري في الوهمِ الذائبِ 
في لحنِ المساء 
وظللت أبحثُ عنكِ وسط دمي
كنتِ هنا 
وكانَ صوتُكِ يعرّشُ على حَنجرتي
كنتِ هنا 
وكانتْ يدُكِ تمرّ على أمنياتي فتخضّرها
كانت عيناكِ تقدّسُ كلَّ محاريبِ اشتياقي
مازلتُ هنا 
أترقّبُ بزوغَ ضيائِكِ في ليلٍ محكومٍ بالخيبة
/ سوسن رحروح #عشتار /


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق