لم أكن
أبدا صاحب بلادة
لكني أتذكر جيدا
الطرقات السوداء التي
كانت تساعدني
على صنع أقفاص لبطالة
تسكعت طويلا بالقرب
من دولاب كتاباتي ..
في الأخير أرغمتني
على صفقة بسيطة ..
أخبرتُها :
أني لا أستطيع تجاهل
قبلاتها التي تقترب من حنجرة
تعودت النوم وسط قصيدة..
أني سأتقاسم معها
ما فزت به من سجائر
تبقت لي من دمار سقط
الليلة الماضية فوق سريري ..
حتى الأكل القليل
الذي لفته لي
أمي وسط كيس بلاستيكي
وأنا ذاهب لإجتياز مباراة
لم أتمتع به وحدي ..
أجابتني :
سأصدقك ككل مرة
وسأبصق في وجه أعمدة
كهرباء لا أعرف حتى الآن
على من وزعت ضوءها..!
سألتها أن تجلس مكاني
لبضعة أيام لتجرب
قسوة تحايا جافة
ونظرات مارة باعت عيونها
واستبدلتها بمحاصيل خبز ..
و تذمر ذاهبين إلى العمل
وابتسامة باحثين عن أجر يومي ..
ونتانة الأكل المتمدد
بين نحالتي
وشفاه تبحث فقط عن قُبل ..
لن أقبل بهذا
لن يغريني هذا الوضع ..
كل يوم أفتح نهاراتي
لزبناء بجيوب مثقوبة ..
حتى الأكياس التي أقدمها
لهم تبقى فارغة ..
أنتٍ تفهمين قصدي
أريد أشعارا بحموضة ناعمة..
تبتسم لي
كلما ولجت سوق خضار ..
تنعشني
كلما اشتاقت
روحي لمصافحة شراب ..
تبهجني
كلما دعوت صديقا لمطعم
فاخر وسط المدينة ..
تعانقني
كلما عدت إلى البيت ..
أريد شعرا بدون مقابل
أما جنوني فله خيالاته
له أرصدة تمكنني
من وضعه وسط قطع خبز
سأتقاسمه مستقبلا
مع الجالسين بلا عمل...!
المصطفى المحبوب
المغرب ..
( نصوص قديمة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق