غِلالُ الصبر
الا يا نومُ ما يُقصيكَ عنّي
أهجرٌ للأحبةِ أم تجنّي
يُذكِّرُها أنينُ النايِ يوماً
فصوتُ الناي يشبهُ بعضَ أنّي
يُماهي حزنُهُ حُزني فَصارا
بأرضِ تهامةٍ كعزيفِ جِنّي
غِلالُ الصَبرِ قد نَفِدَت أراها
فلا زادٌ يُقيتُ و لا التمنّي
كأني في رحىً و أدورُ فيها
و تسحقُني كَحَبٍ ويكأنّي
أسابقُ خطويَ المجنونَ حيناً
فلا عَجَلٌ يُفيدُ و لا التأنّي
فيا ويحي إذا أزفَ ابتعادٌ
لِيُنئي الخطوَ قسراً رغمَ عنّي
كما أعمى أسير على طريقٍ
وما كلُ المسالكِ يوصِلَنّي
أتسعى نحوها حرضاً و تمشي؟
بلا هادي - الحواسدُ يسألنِّي -
فقلت الغيثُ منها فاضَ طيباً
فأشذاءُ الحبيبة يُرشِدَنّي
ألا من صَوبِها الأطيابُ تأتي
وأطيابُ الأحبةِ يُشجينِّي
أُعاقِر خمرةَ العينين وهماً
وفي الشفتينِ أقداحي ودَنّي
وأَنظُرُ عامَنا فلعلَ فيهِ
لياليَ بالاحبةِ يجمعَنّي
أعدُّ البدرَ تلوَ البدرِ يمضي
وما غيرُ الأمانَي يصحبنّي
اذا هاجتْ عواصِفهُ حنيني
بِعالي الموجِ حالاً يقذِفَنّي
ستورُ الليلِ قد طالَ انتظاري
وتلك وصيتي هل تُسعِفَنّي
اذا وافتكَ فاتنتي بحلم ٍ
فأنبِئها بما حُمِّلتَ منّي
يقيناً أنها احتَجبَتْ لظرفٍ
ستأتي لو يطولُ بها التعنّي
فإني واثقٌ منها كنَفسي
وما خيبتِ يوماً فيكِ ظَنّي
ألا رَغِمَتْ أنوفٌ أبعدتنا
وتَبَّتْ كَفُّ من أقصاكِ عني
نبيل جبريل صالح
جدة في ٢٠٢٠/١٠/٣٠
١٣/ربيع اول /١٤٤٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق