السبت، 18 سبتمبر 2021

قَدُكَ الهَفهافْ بقلم الشاعر ~ محمد الباشا ~


 قَدُكَ الهَفهافْ 

*********** 

أَجْهَز عَلَى قتيلك ولاتخف وَسَتَجِد لَازَال صَبْرِي 

وَقُرَّ عَيْنًا وَاحْفُر لِي بِيَدِك لَحْدِي وَوَسِّعْ لِي قَبْرِي 

وَضَع باقَة وَرْدٍ وَاكْتُب قَدْ قَتَلَهُ صَدِئ والهجري 

وَإِنْ قَالُوا لِي مِنْ قَاتَلَك سَأَتْرُك لَهُم الدَّمْع يَجْرِي 

وَلَن اِحْتار بجوابهم وَأَقُولُ أَنَا مِنْ أَسْلَمَتْه امْرِي 

اِعْتَنِقُ تُرَابِ الْأَرْضِ وأخبيء فِي ضَرِيحِي قَهْرِيٌّ 

مِنْ أَثَرِ بُعْدَكَ وَالنَّوَى الرُّوح بَاتَت للأوهام تَسْرِي 

أَرْقَبُ خطاك وأدنو مِنْ رِيَاضِ أورادك وَالزُّهْرِيّ 

أبعَدَتكَ الْمَسَافَات عَنِّي ظُلْمَاً لَكِنَّك زِدْت بأسري 

أعشَقُكَ وَإِنْ لَمْ نَلْتَقِي وَالْحَبّ يَمْلَأ كُلّ صَدْرِي 

يَطُوفُ خيالك عَلِيّ وصورتك مَا فَارَقَت فِكْرِي 

وَلَن أَنْسَى شَهِد رٍضابِكَ مَا بَقِيَتْ مَدَى الدَّهْرِيّ 

خطاك أتعبتني حَتَّى بِتّ محتاراً بِمَا عَلَيَّ يَجْرِي 

سُبْحَانَ مَنْ خَلْقِ قَدْكَ الهَفْهافْ وَدِقَّة الخصري 

اعْلَمُ أَنَّك لَسْتَ لِي وَإِنْ بَالَغْتُ بمدحك وَشِعْرِي 

أَيُّهَا الرَّاحِل خَلْف جِبَال الْجَفَا كَفَاك تَحُزّ بنحري 

أَتَنَسمُ عَبِير الْوَرْد فأجدك عَبَقُ نَسِيمَهُ والعطري 

سأبقى أتلوا اسْمُك أُنْشودَةَ غَزَلٍ مَا طَالَ عُمْرِي 

وأُباهي بِك أَهْلِ الدُّنْيَا كُلُّهُم إلَى سَاعَةٍ الحشري 

 

بقلمي . . . مُحَمَّد الباشا/العراق




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق