قال الشاعر / أبو الطَّيب المتنبي
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا__ وحسبُ المنايا أن يكنَّ أمانيا
معارضة بعنوان :
الموت البطيء___________________________البحر : الطويل
أطيرُ مع الأيَّامِ أرجو المعاليا ___ وكلُّ نجاحٍ كانَ يُعلي جناحيا
ولم تسلم الأحلامُ من شرِّ حاسدٍ___يشدُّ زماماً كي يعيقَ مراميا
ولكنَّ إصراراً أدامَ تفوُّقاً ___ يريحُ قلوباً لا تريدُ الغوافيا
ودامت لنا الأيام نجني ثمارها ___ وننسى جهاداً قد اضاعَ المواليا
ولاحَ ضبابٌ في الدُّروبِ يعيقنا ___وبلبلَ أفكاراً تجيدُ القوافيا
وغامت سماءٌ من سوادِ سحابةٍ ___ وقصفُ رعودٍ قد أصمَّ فؤاديا
وأمطارُ نوءٍ قد تدمِّرُ زرعنا ___ وسالت كدمعٍ باتَ يجلو المآقيا
نظرتُ لمن حولي فعدت بصدمةٍ ___تشقُّ فؤاداً لا يريدُ معاديا
تحَوَّلَ موجُ الحبِّ في بحرِ أهلنا___لجرَّارِ بغضٍ والجوى كانَ ساقيا
لماذا أرى الأطماعَ تمحو مودَّةً ___ وسحرٌ تبدَّى من حسودٍ تماديا
فكل لئيمٍ جادَ من شرِّ خسَّةٍ ___ بكبرٍ وشحٍ لا يرومُ مكانيا
.........................
فوارثُ مالٍ لا يريدُ صفاءنا ___ ويبغي فراقاً للَّذي كانَ خاليا
فزلزلَ أركاناً لبيتٍ يضمُّنا ___ بكلِّ أكاذيبِ الهوى باتَ ساديا
بسحرٍ يطولُ الغافلينَ بشرِّهِ ___فيمضي طلاقٌ لا أراهُ تعافيا
................
وأحوالنا أضحت كريشةِ طائرٍ ___وقد علقت بالغصنِ إذ كانَ صاديا
وقد لعبت أطماعُ كلِّ مجاهرٍ ___ببغضٍ لمن قد كانَ يبغي الرواسيا
جنونٌ جنونٌ قد أطاحَ بهيبةٍ ___ فضاعت حياةٌ لا تريدُ دوائيا
وحزنٌ توالى في قلوبٍ كسيرةٍ ___وضاقت مجاري الوصلِ حتَّى المواسيا
ودامَ شقائي من حسودٍ وحاقدٍ ___كشوكةِ حلقٍٍ قد تعيدُ دخانيا
فيا ربِّ عفواً إن سألتُ مُجرِّباً ___ فجاءَ جوابٌ يبطلُ السِّحرَ كافيا
صلاةً وتسليماً عليكَ نبيَّنا ___لقد كنتَ لي نعمَ الحبيب وهاديا
....................
الثلاثاء 28 صفر 1443 ه
5 أُكتوبر 2021 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق