بدويٌّ أنا
ها أنا كما أنا
أتيتُ من رمالِ الصَّحراءِ
وهدوءِ الباديةِ
من صهوةِ الخيلِ
وصوتِ الرَّبابةِ
ومن مذاقِ القهوةِ المرَّةِ
ومن ذرَّوةِ القمحِ العاطفيِّ
ومن السِّيفِ المسلَّطِ
على أيِّ كلمةِ حبٍّ
من صمتِ النِّساءِ
وقهقهةِ الرِّجالِ
ألى ضجيجِ المدينةِ
حيث صمتُ الرِّجالِ
وثرثرةُ النِّساءِ
أنا البدويُّ
لا أنكرُ أصلي وفصلي
أحبِّيني على حالي وأفعالي
على نزقي
على بساطتي
على فِطرتي
أحبِّكِ على طريقتي
بالكرِّ والفرِّ
في المدِّ والجزرِ
أحبُّكِ مثلما تحبُّ النُّجومُ نورهَا
والحقولُ زهورهَا
والجبالُ صخورهَا
والحروفُ سطورهَا
والكلماتُ فضولهَا
والبراعمُ بذورهَا
كوني لي أرضاً
أَكن لكِ سماءً
كوني لي مجرَّةً
أَكن لكِ ماءً
كوني لي قضيَّةً
أَكن أنا القضاءُ
كوني لي فراشاً
أَكن لكِ الغطاءُ
ها أنا كما أنا
البدويُّ
أحبُّكِ في الصَّبحِ والمساءِ
في الصِّيفِ والشِّتاءِ
بقلم:أحمد رسلان الجَّفَّال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق