الجمعة، 3 ديسمبر 2021

أنا ومحمود درويش بقلم ~ مصطفى محمد كبار ~


 أنا  و  محمود  درويش  


أنا  

لم  أكن  لأحيا  

لولا 

موتي  المبكر  في

دنيا  السراب

كنت  هناك  بلا

معنى 

بجدار  الشبح

أحلم  بلا

شيء

أتزمر  عاطفة

و حس  البقاء

أسيرُ  على  حافة

الهاوية

ولا  أخشى  من

السقوط

فالميت  لا  يخاف

من  الموت

فأنا  لست  مثل

محمود  درويش 

مدللٌ

بزمن  الشعر

لأحرك  مشاعر

الحجارة  بقصائدي

العتيقة

و لن  ألحق  بركب

أحرفه 

الشجن  المتمرس

في  لغة  التصويب 

بجدران  الذاكرة

التي  لامست  الفؤاد  

و الوجدان بروائعه

الجميلة

فهو  شاعرٌ   عربي

من  فلسطين

و أنا  شاعرٌ  كردي

من  أرض 

عفرين

هو  كان  منفي

ببلاد  الغربة

و  أنا  مثلهُ  منفيٌ

ببلاد  الغربة

هو   كان  رجلٌ  ذو 

حس  و  فكرة

و  انا  كذلك   رجلٌ 

ذو  حس  و 

فكرة

هو يشبهني  بطريقة

موتي

و أنا  أشبههُ  بطريقة

موتهِ

فالناس  بطريقة

الموت  سواسية

لا  فرق  بينهم 

إلا  في  الوجع

فهناك  من  بين 

الموت

و  بين  الحياة

رقصة

هي  وجع  الحياة 

و لكني  أنا  أبكي 

مثله

فمحمود  كان

يبكي

و  أنا  كذلك 

أبكي

وجعاً  و  ألماً 

في  القصيدة  

لوحدي

هو  وطنهُ  كان

مغتصب

و  أنا  كذلك  وطني

مغتصب 

أسيرُ  مثلهُ  بنعشي

 على درب

الموت 

و أبكي  كلما  صرت 

للبعيد   

في  جرحي  أكثر

و أكثر

و مثلهُ   أنا 

أرفض  ثوب 

الشتاء

بمنفاي  المر

و  لست  حر

لكي  أحلم  مع

الغيم

أنا  مثله  أراقب 

درب  الموت 

سراً

و إني  مثلهُ

أمضيت  خمسين

عاماً

أصنعُ  بقطار  عمري 

في الرحيل

و  عندما  إنتهيت 

منه 

نسيت  أن  أبني  لها

محطة

لكي  أستريح  من

سفري  الطويل

الإختلاف  البسيط

بيني  و  بينه

هو  كان  سيد

المسرح

و يلقي  أشعارهُ 

للجمهور  المصفق

أما  أنا  مازلتُ 

ألقي  بأشعاري  فوق

الأرصفة  دون

جمهور

هو  كان  ذو

قيمة  بين 

ناسهِ

أما  أنا   بلا

قيمة  بين 

ناسي

هو  كان  شاعراً

مخضرم

و  أنا  صرت  على

درب  شاعر 

غريب

ربما  أعطي  لسر

حكايتي  معناً

آخر

فهو  أنا  المنسي

و  أنا  هو  الآخر

المنسي

لا  نتذكر  إلا

غبار  الرحيل

و لا  أنا  مثل  نزار 

قباني

لأكتب  شعراً  و  

عشقاً  متحرش

بكلماتي  للغزل  

بعاشقة متمردة

و  أمدح  بالنساء  

الجميلات  أمام

المرايا

لتحضنني  تلك

المرأة  في  المساء

لأنام  فوق 

جسدها

و أقطف  زوج 

زهرتين  بنهدها

المعطر

خلسةً  عن  ضياء

القمر 

بغفلة  النجوم 

لأرقص  معها  على

سيمفونية  موزار

فأنا  

لست  سوى

دمعة  من  القهر 

على  طريق

السفر

أداعب  سرب

دموعي

و أطرز   ثوب

الكفن 

و  لا  أحد  يشبهني

بجرحي 

و  لا  شيء  ينتمي

إلي  ههنا

إلا  موتي  و أرشيف

كلماتي  القاتلة

بصورة  القصيدة  

المحترقة

فأنا  شاعر  الأحزان 

أكتب   صراخ  

أوجاعي 

بملح  البحر  الراحل

و  لا  أستطيع  

أن ألملم  بقايا

جسدي  من

ورائي  

بغربة   إنتمائي

فلا  إنتماء  لي

ههنا 

فأنا  أبكي  دائماً

بوطن  الكلاب

و لكني  دوماً

أنسى  أن

أموت

و  كيف  سيكون

طعم  الغياب

برحيلي  الأبدي  في

عالم  السراب .......... 


مصطفى محمد كبار 

حلب   سوريا  ٢٠٢١/٤/١٦



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق