( الشــــــعــر العـربــــي بين الحـــد ا ثــة و ا لـمـعــــــاصرة ) كتاب جديد قيــد الطبع
الشـــــعرالعربي والحـــداثة
بقلم : دكتور : فالــــــح الكيـــــــلانـــي
نقصد بالشعرالعربي الحديث كل شعر كتب في العصر الحديث. وصفة (الحداثة ) يُقصد بها الإطار الزمني المتسم بمعالم الحياة الحد اثوية ومميزاتها عن الأزمنة السابقة التي قيل فيها هذا الشعر . ويتمثل بالوقت الحاضر بالحلقة ما قبل الاخيرة من السلسلة الزمنية للادب العربي بما في ذلك الشعر .
فالشعر ظاهرة فنية ، صاحب الحياة الانسانية منذ فترة مبكرة من تاريخها، وستستمر معها إلى ما شاء الله و الشعرالعربي كاي شعر من الامم السابقة والحالية لا يخرج عن قانون التطور أياً كان زمانه ومكانه، ولا يمكن أن يتوقف دون تطور ودون أن يساير الزمن والتقدم الحادث فيه فيقوى عوده وتتصلب شرايينه وتثبت نبضات الحياة فيه .
فالتطور نحو الأفضل- من مجريات الامور ويعتبر خط الشروع نحو الاسمى ويمثله خيط دقيق من الرقي والثقافة منذ بدء ظهوره حتى يمتد فيه طوالوجوده ، وقد يدق ويرق في عصر من العصور حتى لا يرى منه إلا أثر بسيط، ولكنه لا يغيب نهائياً، والشعر العربي -مهما قيل عن ثباته وتطوره- لا يخرج عن هذه الحقيقة.
وقد أدرك شعراء العربية هذه الحقيقة وكان بعض الشعراء واعياً يحس نبض التقدم والرقي في شعره،وكذلك فهم هذا الامر النقاد ورصدوا هذه الحالات بمقاييس نقدية سارو ا عليها، واصبحت اهم قضايا النقد واتخذها بعضهم مقياساً في تقويم النظم في الشعر وتبيان الاسمى والافضل .
ثم تطورت هذه الامور بتطور الزمن الحادث وفي العصر الحديث تطورت قضية الحداثة وتطور مفهومها واضحت اساسا في ما تصبو اليه الاتجاهات الشعرية الجديدة تمهيداً لرصدها ومجاراتها في العصر الحديث، والوقوف على بصماتها في الحركات الشعرية الاحدث وتطورها مع الزمن في ضوء هذه المستجدات .
اعتمد مؤرخو الأدب العربي على تصنيف الشعر العربي بحسب فترات زمنية متفاوتة تتسم بمواكبة العهود الزمنية السياسية للحكومات المتتالية والمتعاقبة كل بحسب عصره . وربما يصنف ايضا بحسب الأمصار او الاماكن او البلد التي قيل فيها.. ان كثيرا مما كتبه الشعراء في هذا العصر والذي قبله كان على غير منهاج الشعر التقليدي او الكلاسيكي واقصد به الشعر الحر او شعرالتفعيلة وقد ظهر في الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، على يد امين الريحاني وصلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب و نازك الملائكة وشعراء المهجرمن الشعراء العرب في عدد من بلدان أوروبا وامريكا التي قصدوها للاستقرار فيها، وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا ثم الولايات الأميركية والبرازيل . وكان من أبرزهذه الاختلافات التي أثارها هذا الاتجاه هو ما اثاروه حول الأصالة والحداثة على مدى عقود . فابتداءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى الان يتجاذب الادباء و الشعراء والنقاد ومؤرخو الادب العربي الاتهامات حول الأصالة والحداثة ثم اضيفت تجاذبات أخرى بينهم حول التقليدية والحداثة والمعاصرة .
وفي رايي الخاص ان هذه الامور هي التي اعاقت الشعرالعربي من التطور والالتحاق بالشعرالعالمي وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات كتب الشعر التي صدرت خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى ضعف مستوى النتاج الشعري لدى كثير من الشعراء وتكاثر أدعياء الشعر وظهورأعداد كبيرة من الكتب الدواوين المطبوعة ذات قيمة فنية هابطة محسوبة على الشعر وهي لاتعني شيئا منه .
وحالة اخرى ارى انها اضعفت من نتاج الشعر العربي هو التقدم العلمي وانصراف الناشئة والطلبة وخريجي الجامعات إلى متابعة العلوم الحديثة في ظل الحركة الاقتصادية الهامة واتجاههم الى سوق العمل طلبا للمعاش وبما يحقق لهم مستوى معاشي افضل فأدى هذا الى بعض جمود في أفق الشعراء، وإلى إضعاف تأثير التجارب القليلة الجيدة التي لا يمكن إنكار ظهورها في حركة الشعر والثقافة العربية ككل .
ومراحل تطور الشعر العربي هو أنّ الشعر القديم يختلفُ في بعض جوانبه عن الشعر في الوقت الحاضر، وأهمّ ما يميّز الشعر القديم حِرصهِ على الوزن والقافية ونظم البيت على الصدر والعَجز، وكان كل شعر لا يتم نظمه على الوزن والقافية لا يعتبرُ شِعراً بل يعتبرونه نثرا أو فصاحة فِي العصر الحديث، فالشعر القديم يؤخذ عليه انه يعتبرونه رافدا من روافد الامتاعِ والمؤانسة والنفعِ الحسي ينقل مشاعر الشاعر ويعتبرُ مصدرَ طرب لدى العرب ويدعو إلى التحلّي بالأخلاقِ الكريمة والفضائل القيمة والنفورِ منَ الصفات السيئة غير الحميدة .
وقد اعتدنا ان نرى في الشعر الحديث تصنيفين اساسيين هما:
1- الشعر العمودي : والمقصود به كل شعرعربي كتب قبل عصرالنهضة العربية الحديثة وربما قصد به بعضهم كل شعر كتب على نمط شعر قصيدة العمود القديمة والتي وجدت في الشعرالعربي منذ عصرالجاهلية وحتى هذا العصر المعاصر او هذا اليوم .وهذا ما ا راه تجاوزا على كثير من الشعراء الذين لا يزالون يكتبون الشعرالتقليدي او الشعر العمودي وهو ما اسموه بالشعرالتقليدي او( التقييدي) عند البعض الاخر لانهم يعتبرونه مقيد بالوزن والقافية كما يسمى بالشعر العمودي نسبة إلى نوعية نسق كتابة هذا الشعر باستخدام الشطر والعجز في التنظيم النمطي لكتابته مع العلم ان اغلب الشعرالعربي هو من هذا الشعر وتعتبر قصيدة العمود اساسا للشعرالعربي قديما وحديثا ولا تزال .
2- الشعر الحر او ( شعر التفعيلة ) وهو ما استحدثه جماعة من شعراء الحداثة منهم بدر شاكرالسياب ونازك الملائكة وعبد الهادي البياتي وصلاح عبد الصبور وغيرهم كثيرمن الشعراء في اغلب الاقطارالعربية وخاصة مصر وسوريا ولبنان .. .
وقد وجد الاستحداث والتغيير في الشعرالعربي منذ العصر العباسي حيث تطلب ايجاد انواع من الشعر قريبة من الاصل في الوزن او الموسيقى وكذلك في المعنى والاسلوب لكنها اسهل في استخدام الغناء واللحن فاستحدثت الوان من الشعر عبر قرون من الزمن . واستمر التغيير او ايجاد انواع من الشعر وفق الفترات الزمنية ومتطلبات الحياة ومتغييراتها ومنها مايلي :
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
لاحظ كتابي \ الشعرالعربي بين الحداثة والمعاصرة -
.
اميــر البيـــــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــــــد روز
***********************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق