فراق عفاف
أنالُ من جفى الفؤادِ ثراهُ
و في القلبِ لهيبُ نارٍ أراهُ
و كإنَ لخافقي جرحٌ أورثني
حتى استوى الحزنُ وجفاهُ
هاكَ اليدينِ كبيضُ الثلجِ
يحملني و دارُ الغبارِ قد بناهُ
فأعدُ الليالي بضجر الوقتِ
كئيبٌ سفرُ الريحِ بمرِ صَداهُ
أناجي بصلاة الحرفِ محترقٌ
و أدنُ بالكدرِ برمحِ عِدَاهُ
مالهُ يبرحني ذاك الجرحُ شريداً
فالجرح غدا عمراً و قد كفاهُ
يغلبني بشرهِ و يهدني كالقتيلِ
فأتوهُ جرحاً و الشركُ بلاهُ
بسراب الهوى كم هامتي منقلبةٌ
والعينُ من الدمعِ بحرٌ جناهُ
تلكَ الحكايا كم جارحةٌ سكنها
كثوبُ الأحلام البغيض بثراهُ
مالكَ تمضي بسوادي شارداً
والروحُ قد أشقى بموتي ونداهُ
فيا عبثاً قد شدني لضياعي
فكيفَ أردهُ و الروحُ قد غواهُ
مضتْ بسيفها تذبحني يمامتي
وجسدي لم يعدْ واقفاً بقواهُ
أعومُ بجسدي بحور الطينِ غارقٌ
والحبيبُ مازالَ السكينُ بيداهُ
فأشهْر سيوفكَ بوجع الطعنِ
وارميني حجراً لحيثُ لا أراهُ
دع جدارُ النسيانِ يصلبني
بدمِ المقتول الذي قد رماهُ
أكانَ لجرحي راحةٌ بمنزلهُ
أم أن موتي قد دارَ بنجاهُ
فياقاتلي هل أشبعتَ شركَ
بقتلي أم عانيتَ مثلي بعماهُ
إني أراكَ قد بعتَ نهديكَ للغريبِ
فهل برخصٍ الجسدِ لكَ علاهُ
كم كان سيرةُ الأيامِ ذليلٌ
و كم ألمي ثقيلٌ بما ابتلاهُ
فأمدُ ذراعي بذكرى الرحيلِ
منكسرٌ وسكرةُ الندمِ خمرٌ سقاهُ
جفني حجرٌ يسدُ دربَ المنامِ
والعمرُ بكرب الأيامِ غريقٌ ببكاهُ
فكيفَ تعدني راسباً كالأمواتِ
و كان عمري سماك بعطرِ شذاهُ
الصبحُ قد غدا بالمغيبِ راجياً
و قلبي خلفَ رحيلكَ النارُ كواهُ
فقد أوفيتَ زمنُ الطيبِ سقمٌ
فما أشقى زمني و ما أقساهُ
وإني ماذكرتهُ يوماً الا للتلاقي
فحسبي لربي فمازلتُ اهواهُ
هو ذاك الشهيقُ و ذاكَ الزفير
يالنعمةِ الحياةِ لو بنظرةٍ ألقاهُ
لأرسو بأحضان الموتِ مبتسماً
فلاعيشٌ يسكنني ولاحياةٍ بلاهُ
فلا أغضُ عنهُ ناظري و أنسى
فمن يسكنُ الروحَ كيفَ أنساهُ
الشاعر ........ مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٢/٥/٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق