الخميس، 27 أكتوبر 2022

أكفانُ القهوةِ / بقلم الشاعر مصطفى الحاج حسين


 * أكفانُ القهوةِ.. *


         أحاسيس : مصطفى الحاج حسين. 


تتسلَّقُني هضابُ الكلماتِ

تصعدُ المعاني إلى ذائقةٍ النَّبضِ

يتكشَّفُ لي جسدُ البرقِ 

فأحدِّقُ بتأججِ الظلامِ 

أرى شهوةَ المدى تنقضُّ 

على عنقِ الصدى 

وكان الغمامُ يعربدُ مع النجوى 

والأفقُ في حالةِ تلبُّسٍ 

مع جاذبيةِ الأرضِ 

الزَّمنُ يزني 

والامكنةُ تتستَّرُ على حملِها 

والقمرُ هاربٌ من مسؤوليتِهِ 

ولا أحدَ يحتجُّ على دعارةِ الضميرِ 

النجومُ تغمضُ عينيها 

والشجرُ لا يتدخَّلُ بما لا يعنيهِ 

في حينِ أنَّ الكتبَ تنبحُ 

والقصائدَ تُعتقَلُ 

وبعضَ الأحرفِ تعملُ لصالحِ الأمنِ 

لا شيءَ يدعو للقلقِ 

ألسنةُ الفراشاتِ مبتورةٌ 

ومعصمُ الندى مغلولٌ 

يتمشى الخوفُ في الشوارعِ 

والمقاهي تقدِّمُ لزبائنِها 

الأكفانَ بدلاً من القهوة . 


              مصطفى الحاج حسين. 

                      إسطنبول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق