وحيٌ بدرب الموت
و قد أسقيتني من مر الزمانِ سقمٌ بهِ
كربُ المناحرِ و سيوفٍ بحدها تستقمُ
في جسدي رجسُ الطعنِ و نحيرها
تغزو بين ضلوعي وحشةٌ و هي تلتهمُ
فأضحتْ روحي بشر حقدها متعبةٌ
حتى أدمعَ العينُ و القلبُ صاحَ يا ألمُ
أكان بيني و بينك وعدٌ من سرابٍ
أم إنها لعنةُ الاقدارِ تذبحُ بنا و تهدمُ
بمقلتي أرقُ كأسٍ ذاتهُ يشتتُ مقصدي
و بدمي وجعٌ يرهقني بنابهِ و لا يرحمُ
مالي أعدُ بوجعُ جراحي بظلم الليالي
مالي بجدران الأحزانِ أسقطُ و أصتدمُ
حسبي في الموحشاتِ شَيبٌ يغلبني
وجهٌ تحطمَ ملامحهُ و بانَ عليهِ الهرمُ
ولم يبقى عندي من المدحِ للقادماتِ
ما أشردهُ و لا من فجرٍ بعدهُ يطلُ كرمُ
حين أسهو مع الدمعِ في نكبُ الورى
تدنو الصلواتُ من المآذنِ و تنهى الكلمُ
و هذا الاسى كيف يضرُ بمن تنعى بهِ
الموتُ و لا يقيمُ لمن ماتَ بغربتهُ مأتمُ
جرحاتٍ و قد تغنتْ بأجسادنا أوجاعها
أثرٌ يوجعُ محراب الفؤادِ و يبكي دمُ
كيف يطفو ببحر أحزاني جمراتُ لهبٍ
ترمي بعمري مرها و هي مآساةٌ الندمُ
فألهو بجراحي كلما زادني البغضُ و
إنطوى فكل الأشياء إني أبصرها عدمُ
و كأني ثوبَ الضبابِ ببلواي ألبسهُ
فكم من جراحاً بجسدي و قد صارَ ورمُ
فحشاءٌ هي الاماكنُ مهما تجَملتْ إرثها
فعلى دروب اليأس بالطعنِ ماتَ الحلمُ
و شأنُ الذليلِ بخيبتهِ يحكى للصابرينَ
و الدمعُ بمقلتيهِ حراقٌ و كم تراهُ لئمٌ
إني و قد أدمنتُ بجرعة العذابِ دهراً
كئيبةٌ دنيتي و كل آلهتي هي حجرٌ صنمُ
من ألفُ عامٍ و الخزيانُ بمولدي موعده
فلا بحياتي تجنى راحةٌ و لا بها نِعَمُ
بفقرِ اليدينِ أشدُ نعشُ أضرحتي منهزمٌ
و لا أرى بقرب القبرِ أحدٌ علي يترحمُ
بوحي الريح أناجي بدعاء صلاتي لله
حسبي بالخشوعِ أمره به طاعةُ الرحمُ
و قد أقمتُ مأتم جنازتي براحة الزمانِ
في ذمة الله قد صار الجسدُ و القدمُ
و أن كان لي من منكرٍ للحياة لقسوتها
هي المنكراتُ ذاتها التي سقتني السقمُ
ليس للراحلاتِ من السنين لي بذكرها
الا و القلبُ ينعى بوجعه دمعاً و يتألمُ
بقلم ........ مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٢/١٢/٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق