ثرثرة بشكل القصيدة
بذات يوم
كنت جالساً هناك
لوحدي
خلف صور الذكريات
أفتش عن الوقت
كنت أعصر زمن
ولادتي
لأجد إبتسامتي المفقودة
قد تلاشت
و لم أكن أعلم حينها
بأن الموت أكثر وجعاً
في زمن البدايات
بذات يوم كنت
هناك
كنت أداعب مر العمر
بجرعة السراب
أحتسي سكرة الوجع
كشكل السكير
و كنت أتحايل حيناً على
برائة طفولتي
و حيناً كنت أكبر مع الشمس
بسرعة البرق
كنت أحلم بصورة أنثى
جميلة
لكن الأقدار كانت لها رأيٌ
آخر
فأكملت دورتها الموجعة
بين أضلعي
و أقستني في المغيب
للضياع
برقصةٍ زائفة فوق جدار
الصباح
و بدمعةٍ تحتل عرش
الكآبة
حين إستوطن الحزن مملكتي
المعزولة و هدني
تفشت من ضباب القهر
أوجاع حياتي
و خسرت السبيل الوحيد
بدرب النجاة
من سقم العاهرات و العبث
في الدعاء بندم و كثرة
الصلوات
كنت هناك بذات
يوم
لا أقوى على جمع أجزائي
المبعثرة
و لا كنت أجيد مع الحياة
لغة الثرثرة
كنت ألهو وألعب بثوب
الوهم
طفلٌ كان يسرق من الأيام
ضحكته السوداء
و حين نضج انكسر أمام
الريح
و ماتت كل فراشات الاحلام
بداخله
عندما انهزم الحلم البعيد
بطعنة قاسية
و تكاثرت نباح الكلاب
الضالة
و حكمت علينا بالشقاء بسر
التسلط
بنوح القلوب بكل الروايات
بذات يوم كنت
هناك
كنت جالسٌ على كرسي
النعش
أراقب أثر الراحلين بمخيلتي
و أبكي
و كم بحثت عن صورتي
بين الحالمين
فلم أجد سوى بقايا رسائل
قديمة نسيتها
و كانت ممزقة كل كلماتها
المكتوبة
فعلى دروب الرحيل منذ ألف
عام ماذا أنتظر
ألملم إنكسار خيبتي من
جوف الأحزان
و أنادي ندماً مراراً من لوعة
الجراح أنجدوني
أنجدوني يا سكان قصيدتي
من وجع الكلمات
حرروني من وحشة الليالي
القاتلة
حرورني من جنون و تأنيب
الضمير
بطول الخيبة و نكسة الزمن
بتواريخ الحكايات
كنت هناك
أحمل الغيم على كتفي
و أسير لحدود اللاوعي
كنت أرسم بقلمي صور
النجمات
و أقطف من صدر النساء
عطر الورد
برعشة الروح بثغرٍ
مجنون
يسرق منها لذة القبلات
كنت هناك بذات
يوم
أركض بحقول الخيال
لأنتمي لأرض الساحرات
الجميلات
فأوهمتني المرايا من كثرة
الإحتمالات
بالباقيات و حسن الطيبات
الرائعات
كنت أعود و أسترجع من
لون التراب
أسرار السنين و الأيام من
وجع الحياة
و عندما كتبت وصيتي
الأخيرة
الغراب سرق مني ثورة
النعوة
لأبقى كالحجر بركن
المنفى
أستنشق رائحة الموت بمقبرة
النسيان
فأجسُ ألم اللعنات بمر
الوحدة
و أكتب مأساة بؤسي
على أوراق الشجر
اليابسات
كنت هناك بذات
يوم
أتضجرُ من قرأة روايتي
الطويلة
و أتحسر على الأشياء التي
فارقتني
لأبكي بشهقة الشيب
المبكر
على إنكسار العمر بتفاهة
و سخافة السنوات
هي ثرثرة بشكل القصيدة
أكتبها
قصة حقيقية كل جنودها
تعبُ في الفكر
و شتاتٌ بعمق الهوية
و أحرفٍ تسقط بقسوتها
بنظرة واهية
بأحزن العبارات و أسخف
الكلمات
أنها مجرد ثرثرة من
عجوزٍ
مات بداخله كل الرغبات
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ....... ٢٠٢٣/٥/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق