خذني معك يا أبي
أنا تائه بين طعنات
الحياة
و لا أملك الرغبة حتى
لأحلم
خذني معك يا أبي
للإحتماء
إلى حيث تستقر أوجاعي
و يهدء شغب الأمنيات بذاكرة
الحلم
خذني إلى حيث النسيان
تلبسني كضوء الشمس
حينما أحضن الحجر و
أبكي
على دروب الرحيل
خذني يا أبي
من هذا الضجيح المشاغب
حررني من بؤس الحكايات
بسرها الموجع
و اكتب أسمي خبراً بحقيبة
الريح
حين وقت السفر يصبح
فجراً
و الموت يصبح السبيل
الوحيد للنجاة من لعنة
الأوجاع
خذني يا أبي للبعيد
حين يسهو الليل عني
و ينسى حزن بابي
حررني من عبء القصيدة
و من وجع الحياة
خذني من لعنة العبودية
للآلهة المتعبة
أرفعني من هذه الأرض لنهد
السماء
علقني بحلم نجمةٍ غريبة
دعني أرضع من هدوء الرحمن
سكون الروح
دعني أرتاح و أتنفس معك
بدنيا الغياب
فالموت يا أبي أصبح
أكثر راحةً
فهنا المكان يجرحني أرقاً
بجدار الليل
و لم أعد أتذكر من
جسدي
رقصة المطر الأخيرة
فتهتُ بين الألم و بين
الوجع
و لم أعد أحتمل كل
هذا العناء
خذني معك يا أبي
للبعيد البعيد
خذني من هذا القلب
الحزين
أسرقني من ولادة الإنكسار
و من هزيمتي
و أحضني بشدة حتى تكسر
ضلوعي
و رتب لي حفرةٌ بركن
النسيان
خذني يا أبي
من عبث المرايا بثوب
أحلامي
فأنا أموت بفراقك رملاً
بصحراء الأيام
وحيداً ألملم صور الذكريات
من جدار الأحزان
بغيابك أسدُ ثقوب الطعنات
بهذا الجسد بالماء
فأدنو على حد السيوف
جرحاً بدمي المهدور
لا جدارٍ ها هنا لأسند بها
ظهري المكسور
فأنا شديد الإعتذار من
الموت
للتأخير بموعد الرحيل
خذني معك يا أبي
برحلة الموت الطويل
لأنام حجرٌ مطمئنٌ على
ضباب القيامة
و دعني أتذكر بديار الموت
معك يا أبي
صورة الحياة التي
بقيت
ساقطة من كل كتاباتي
خذني
من يأسي و من لغتي
من وجعي و من ضجري
من سخب الخفايا في
الروح
خذني إلى مكان خالي
تماماً
إلى حيث لا شغبٌ يحتل
ذاكرتي
و لا حزنٌ يقطع الوريد
حذني إلى وطن
الخيال
لأجد فيه صدى قصيدتي
الأخيرة
قد أحيا قليلاً و أنعمُ
بالسكينة هناك
خدني معك يا أبي
مثلما يسرق الشتاء من
صدر السماء مطره
دعني أرحل بهدوء
النعش
إلى حيث الصمت يجس
جسد المكان و يكن
إلى حيث أقتل مر
الزمان
و أنجو بفكرتي القاسية
بزمن العابرين
خذني معك يا أبي
خذني معك
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ....... 8\10\2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق