2758
ضياع وطن .. بقلمي علي حسن
ضياع وطن ومازال
في رأس العنوان
صورة في مهب الرياح
وحكايةً نقرأها
وقصةً مكتوبة
أوراقها تفترِشُ عربات التِجوال
وأرصفة الزمان
وحياةٌ أضحت بدون
جدران
من شتاتٍ إلى
شتات يحملنا
إلى عنوان مكتوب على
قارعةِ الطريق
منقوشٌ على
جِدارية الأحلام هنا
هنا وطن
جدرانه للبيع
شريانه ما زال نازف
على مِقصلةِ الأيام
هنا قصةُ ضياع
أبكت عيون القصيد
وحكاية أشابت صدر الأوراق
تجاوزت جدار السبعين
من سنين العمر وما
وما زالت العجلة تدور
وما زال جمل المحامل
على أكتافهِ حقيبةً مثخنةً بالهموم
فما الصورةَ هي الصورة
وما زال القلم يكتب
فالحكاية لم تبدأ حتى تنتهي
وما زالت أغنية الأوجاع
تنشِد في مكنونها ثورة
فتكوينها تنهيدة ثائرٍ
يولد من رحم الأرض
لِيكتب مع كل يومٍ جديد
أوراق القصة
وما زالت القصة تعانق وجه اليوم
من ضياع الوطن
إلى شتات العمر
إلى شتات الروح
إلى سنين عرفتنا
لِتقرئنا كل يوم
ألسنة البشر
إلى ضياعٍ
تجلى في نكسةٍ
وسِجال الحياة
ما زال على صدر السطور
مرسومٌ على جدران الخيام
منقوشٌ على أعمدةٍ عشِقَتنا
إلى عالمٍ لا يدرِك من نفسه شيء
فمن يكون لعله يعيش
حول طاولةٍ مستديرة
لِيبيع فينا ويشتري
وكما يشاء
يعقد الصفقات
ويبادل الأدوار علينا
لِيلهوا بلعبةِ الموت
في صمت
دون صوت
دون صراخ
لِيكتبنا في أجندتهِ التي
تناثرت أوراقها
مع أول هبة نسيم
من ربيع الأوراق
لِتكتبنا الأيام في سطور
حكاية وطن بات اليوم
خلف الجدران
وحكاية شعبٍ ارادوه أن يكون
كما رسموه في
رؤوسهم الثملى
حول لعبةِ الموت
بِربِكم كيف نكون
رأس العنوان
ونحن ما زلنا
من نكسةٍ إلى أخرى
نبحث عن إسمٍ يعرفنا
لِنعرفه
وعن أرض تحملنا بين يديها
فكيف لنا أن نعرفها
في محيط عالمٍ أصبح
من كل شيءٍ عقيم
لعل هويتنا ما زالت أوراقها
تحتضن تاريخ مولِدنا
فكل يوم لنا فيه حكاية
وقصةً نكتب سطورها
لِنقرئها مع الشتات
لِيهتز لها الوتر
.. علي حسن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق