شعر
نفحات عشق من شاطئ الدرر
بقلم : أحمد الجابري
3 شتنبر 2023
وأنا أراقص مَرِحا ذكراك
على نُوَتِ وأنغام الصمت
مترنحا من سكون فتاك
يغشى المكان قبل الوقت
ونبضات فؤاد مُنْهَكٍ شاكٍ
تهتز لها أركان البيت
أجدني تائها في دنياك
هائما على وجهي جَِليَّ النّيْتِ
في شعاب ودروب هواك
لاجئا لكن دون غوث
فلا سند أوعِزوة سواك
فراشةً في شَرَك العنكبوت
استسلمَت بعد طول عراك
جاءتها فجأة سكرة الموت
منذرة بشؤم وقُرْب هلاك
لكن بلذة أحلى صهباء و ُكمَيْتٍ
ترتشفها من كف ملاك
فتطير عاليا بسرعة الصوت
تفك قيودها بعد اصطكاك
وصبر سرمدي قِرمزي ومعاناة
مندثرا كان قهرالشِّراك
فمهما مَتُن الحبل إستسلم للرّفْت
عادت لتستفيق على صياح الدياك
لتغازل الزعفران وتثمل من النّمْت
تُرَوِّي ظمأها من مُضَاضِ نَداك
وتَرْوي شِعرا في حقول الشَّبْت
ترانيمها سمفونية تَعْرُج إلى الأفلاك
سِحر يَسحر سحرة أصحاب السبت
نور ساطع يبدد حُلْكَة أكثف الأيْك
تعويذة غابت عن هاروت وماروت
أهمسها ليس سهوا أو سُدى في أذنيك
ما كنت يوما اليسوع ذائع الصَّيت
فتَعْبُرُ مُهجتك بحرا قروشه الشُّكَّاك
صدأت قلوبهم وغَشِيَت من كَبْت
وصُداح حوريات حيرهن حسنك
لتوافي بَرّ أمان خال من الطَّمْثِ
شاطئ رماله درر يُخجلها مُحَيّاك
دِماثٌ خَلَت من عِوجٍ وأَمْت
تنسيك مَلاَستها كل ما اعتراك
في سالف العصر من لَوْث
وأمواج سندسية تدغدغ بَنانِك
بَذَّت فيدياس تبدع في النحت
تنحت من اللؤلؤ ألف تمثال لك
أكسوها ديباجا وهاجا حَسنةََ النعت
تجثو أمامها أمم الحيتان والأسماك
وبوسايدون حتما حينا من الوقت
فأُرْكِبُكِ عربة لم يمتطها قَطُّ سواك
تُسحب بجياد مُجَنَّحَة وأفراس مُكْت
موكبُ كوكبٍ تُهلل به الغُثَّة والضِّناك
تواكبه وصائف لباسهن من شِيت
وصبايا وسبايا سرايا الفُرس والأتراك
وكؤوسٍ دِهاق طُفِّحَتْ بسَلْسال بَحْت
أحتسيها سُدى لا تُطفئُ لظى صِباك
ظمأٌ يُسَكِّنه دفء حضنك بعد طول مُكْث
عقبى من كابد الصبابة دَهرا دون إدراك
رعى العهد وصان الوُدَّ إلى يوم البعث
أسيرٌ سُرَّ لأَسْرِه لَم تَسْمُ نفسه لِفِكَاك
ران عليه الهوى وما اشتكى من نَكْث
فاكْتَمَن طيفك بغتة برهة ليكتنفني الارتباك
ينتشلني من أحلام اليقظة، ألَا لا فَوْت !
فأَلْتَفُّ في وحدتي مفعما بالحنين إلى دنياك
أرقب العالم من حولي في شرود وصمت
مُثْقلا بالشوق إليك مستخفا بالإنهاك
تلك آية من نَهِلَ من ينبوع عشق أم الغيث
لم يَشْقَ ولو أَلِم، فما سَلِم هَناء من سَحْت