الجمعة، 1 سبتمبر 2023

اعطني يدك ؛؛؛ بقلم الشاعر نظير راجي الحاج


 اعطني يدك

~~~~~~~~~~~~~~~~ 

جمعة مباركة.. صباح الخير..


سألني صديقي:_

ماذا ترى بالأفق؟

هل ترى أشعة ضوء خلف الشّفق؟

وهل ترى أي شيء بالسماء قد برق؟

قلت:_ أبدًا..ولكن... 


قاطعني، و قال... لا تكن متفائل..

فلا تظن يا صديقي أن إنحناءة المناجل..

هي إحترامًا للسنابل..


ولا شمع المناحل..

علاجًا لكل ناحل...


ولا تفرح، إذا راح نهيق الحمار... يتماهى..

على صوت البلابل...


وإذا ما راح النبات الرخاخ............. يتلاهى...

ليصبح شديد الجنادل..


وإذا ما رأيت الفراخ.............. تتباهى....

بزعيقها على عندلة العنادل..


يا حسرتي...

كل شيء عندنا للسقوط آيل...

ها هي الراية البيضاء، معلقة على رمح بندقية مقاتل..

وجلجماش هج منكسرًا، وما عاد لمملكة بابل..


يا صديقي..

لقد كانت وصية أبي القائل...

امش الحائط الحائط، وستكون بالتأكيد نائل..

وإن عجزت عن كل هذا، فعلى الأقل كن متشائل..

أخذتُ بوصية أبي.. لكن من غير أي طائل.


قلت له:_

خذ هذه الوصية مني، ولست لك مجامل..

نصيحتي.. تجاهل الحياة، فهي تحتاج لتجاهل..

وتجاهل التفاهة والجهالة، وتجاهل كل جاهل.

واجعل هذا وذاك من المجاهل.

فامش في تؤدة وهوينا ورفق، وعند الضرورة، ادعس فرامل..


اغلق فمك.. بلا نطق ولا بأس..

 إن قالوا عنك جاهل...

لا تأس..، قل الكلام بهمس..

ولا تطلق للحروف العواهل..

واترك الماء النجس..

وماء سقط النواهل.


سينعتك الجهلة بأنك مفرطًا ورخوًا وغير محق ومتساهل..

ولا مناص.. ان ترى بعض الناس..

أنجاس..

فلا تحتاس...

تجاهلهم، وتجاهل ما قيل وقال...

فستتعرض إلى أهوال..

من مصائب في صحة، ومن مال.


فإن غدر بك الزمان ومال..

فاصبر.. فهناك رب متعال.

ادعه، فحتماً ستتغير الأحوال...

وسيتغير ما بك من حال..

وكن للحياة منتمي فعال..


قال:_

لم أعد أحتمل ما قيل وقال..! 

قلت:_

يا صديقي.. ليس كل أمر يستحق عنده الوقوف..

اترك أحيانًا فراغات بين إزدحامات الصفوف..

اترك خيطًا رفيعًا بينك وبين من يعاديك..

اترك الخيط بايديك..

واشدد عليه بين الكفوف.

وارم حقدك بين الصفوف.


خلق الله الإنسان من ماء وطين...

وبأشكال وألوان، وتنوع دين.

بعضهم غلب ماؤه طينه... فصار نهرًا متجددا...

وبعضهم غلب طينه ماؤه، فصار حجرًا صلدا...


البعض يصبر وهو يعيش بعوز وعَذاب...

والفقر له إكتئاب...

وراح وصبر واستتاب..

فكان الايمان عنده فصل الخطاب..


والبعض عاش في عِذاب...

وعاش على ما لذ وطاب.

وكان مشرعة له كل الأبواب.

لكنه ما ناب، ولا تراجع ولا تاب..


يا صديقي..

احفر لحياتك حفرة.. ارم بها أخطاء أصدقائك..

واعتل في إرتقائك.

ليبقى لك نقاؤك..

فبقاؤك..

أن تظل متعففًا من سقط الكلام...

مكان الحفرة تخيل بها جمرة، لا تعد إليها بلحظة خصام..

ولا بنقاش كلام فيه آثام..

أو ضع كل هذا بصندوق أسود وارميه بالبحر.

فلا سر بالجهر.


إن الضفدع.. تملأ البحيرة، وهي بحالة عشق.. بالنقيق.


والحمار يملأ المكان بأكره الأصوات.. وكأنه يوقظ الأموات..

بصوت النهيق...


والدجاجة تبيض بيضة زهيدة الثمن ومن غرائب الزمن... 

أنها تملأ الدنيا بقيق...


والجميع من القطيع، كأنه ينفخ في تبويق...


بينما تضع السمكة.. آلاف الأعداد من الكفيار..

غالي الثمن، وهي صامتة، فلا تغتار.

ولا تلفت الأنظار..


إذن... إجلس بالظل..

بين الطل، وبين الفل.

وبين حبات الندى على الأزهار..

إعمل الخير بهدوء، وبلا إشهار ولا إجهار.


أصمت.. ودع الإنجازات تتكلم.. نصف الحكمة الصمت، حتى

ولو كان الصمت بطعم الموت..

داري حزنك أمام الناس، فلا تتألم..

واعلم..

أنه لن ينتحر الناس عليك لتسلم..


نصف الأدب، عدم التدخل فيما لا يعنيك..

وإن كان هذا لا يرضيك.

خد يا صديقي نفسًا عميقا.. واكسب صديقا.

ما خاب من نام بعد أن أفشى السلام..


قال:_كيف أتجاهل ياترى؟

وانا بأم عيني أرى...

النسور..... يقودها.........  ..غراب..

والصقور.. يسودها........ سنجاب..

والعطور... آسنة..........  باكتئاب..

والزهور....سادنة............الذباب...

والأسد الجسور.. تزمجره الذئاب.

والجمل الجزور.. تجرجره الكلاب..


قد أصبر يا صديقي.. ولكن إلى حين.. 

قلت له، وأنا أذرف دمعي الحزين..

أقول لك ومعي حزني الدفين..

وأنا أرى ملايين المساكين..

وأرى المؤامرات تحاك في لبنان والعراق واليمن وسوريا وفلسطين..

أنا معك ان هناك أحداثًا جسام..

فيها لا تجامل وليس بها تجاهل

وتخسف كل ما قلت من كلام..

وهو ما يمر بهذا العالم من آثام..

___

نظير راجي الحاج



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق