في نهاية العام البحر : الوافر
رشفتُ البرد من حضن السَّوافي على شطِّ النُّزوحِ معَ القوافي
نُسيماتُ البكورِِ لها اختراقٌ لعظمٍ قد توسَّدَ بالشغافِ
وخيماتٌ تطيرُ بلا جناحٍ وشرُّ الخوفِ يأتي بالخوافِ
ألا يا ليلُ كم فيكَ ابتلاءٌ يجوبُ خيامَنا بعدَ انتصافِ
فذا حرقٌ يحيلُ الصَّخرَ جمراً بصاروخٍ يفجَّرُ من جلافِ
وما للسائرنَ بكلِّ دربٍ معينٌ غيرُ ربٍّ قد يعافي
وذا موجٌ يصولُ بلا جنانٍ ليغرقَ مَنْ سَها تحتَ الِّلحافِ
ويسلبُ من طعامٍ جاءَ عوناً وغوثاً للطَّريدِ مع العفافِ
وما ضرَّ الصَّبورَ سوى بكاءٍ لطفلٍ قد يموت من الجفافِ
وما في الأهلِ من فقدٍ مريعٍ وتدميرٍ كأيَّامٍ عجافِ
ومن جورٍ تسمَّمَ كلُّ عيشٍ وقد هدم السُّقوفَ على الخرافِ
وماتَ الزَّرعُ في جوفِ المراعي وما في الوصلِ تأمينٌ لكافِ
عجبتُ لصبرِ مَن صبَرَوا وقهرٌ تمزِّقَ فوقَ أحشاءِ المشافي
ترى صبرَ المعذَّبِ من جراحٍ وقد فقدَ المعينَ ولا موافِ
وموتٌ فاغرٌ فاهاً لِيرقَى شهيدٌ للعلا عندَ اختطافِ
وذا قصفٌ يزلزلُ من سحابٍ ويصرعُ كلَّ خيرٍ للفيافي
تَكرُّ الطَّائراتُ بِكلِّ قذفٍ يمزِّقُ كلَّ مؤتلِفٍ كجافِ
وما غيرُ المُقدَّرِ إذ يوافي جماعاتٍ تئنُّ مِن الخِطافِ
وبالإيمانِ تصفو كلُّ نفسٍ لها حمدٌ يحيقُ بكلِّ حاف
فيدعو بالسلامةِ بعدَ أهلٍ تفرَّقَ شملهم عندَ ائتلافِ
ويسألُ كلَّ مكروبٍ دعاءً لعلَّ اللهَ يَجبرُ مَن يُعافي
ويختمُ بالصَّلاةِ على رسولٍ وآلٍ والصِّحابِ وكلِّ لاف
فصلوا يا عبادَ اللهِ وادعوا لأهلِ الحقِّ من كلِّ انحراف
صلاةٌ والسَّلامُ عليكَ يا من أبنتتَ العدلَ من بعدِ التفاف
+++++++++
الثلاثاء 22 جمادى أُولى 1446ه
24 ديسمبر 2024 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق