السبت، 30 مايو 2020

التائب بقلم الشاعرة زكية أبو شاويش

التَّائب _____________________البحر : الكامل

يا ربِّ  إني قد سئمتُ  تفلفلي ___بينَ الذُّنوبِ وقد أنوءُ  بأثقلِ

شيطانُ نفسٍ  والحياةُ جميلةٌ ___تُغري بألوانِ الشِّباكِ لأعزلِ

فتصيدُهُ من غيرِ جُهدٍ نظرةٌ ___ حفرت بقلبِ تعتليهِ كمعولِ

ويجودُ وصلٌ لا يرى منعاً لهُ ___من أيِّ طرفٍ للَّذي لم يُسبِلِ

لم أدرِ كم مرَّت سنونٌ جُلُّها ___ في عتمةِ الجهلِ الَّذي لم يحفلِ

.................

في أيِّ دربٍ أولأيِّ مصيبةٍ ___يمضي وفي حُفَرٍ  تُعَدُّ  لمُقبِلِ

قد كانَ في قلبي قليلٌ من تقى___قد حازهُ خُلُقٌ يعودُ لمن يلي

من كُلِّ بوصلةٍ يجيءُ  حياؤنا___ ليقولَ إنَّا  لن  نعودَ لمنزلِ

فيهِ الَّذي قد ذلَّ  مُعظمَ  أهلِهِ ___ بتعاونٍ يرضى بشيطانٍ جلي

أبصارنا عميت بحبٍّ جامحٍ ___ وترنَّحَ  القلبُ الضَّعيفُ كمبتلِ

.................

فهوىَ يشدُّ من العقولِ زمامَها ___ ويقودُ من يهوى الحياةَ لمرجَلِ

ها قد صحوتُ فذا حريقٌ هائلٌ ___ضاءَ البصائرَ للَّذي  لم يُشعّلِ

لا  كانَ  إغفالٌ  يقودُ  لحفرةٍ ___ تُردي الَّذي بصغائرٍلم يصطلِي

لا بدَّ من توبٍ  يُعيذُ  مُجرَّحاً ___ من  بعدِ  زلاَّتٍ  ولا  لمضلِّلِ

يا ربِّ  منكَ  هدايةٌ  لمجاهدٍ ___ نفساً  ومنكَ  العفوُ ...  للمتبتِّلِ

..................

فامنُنْ عليَّ  بنقلةٍ  ... نوعيَّةٍ ___ تمحو بها  العثراتِ  للمتوسِّلِ

وتزيلُ ما قد رانَ في  عتماتِهِ ___قلبٌ تفطَّرَ من  ضلالٍ مُهمَلِ

يجثو بكلِّ الذُّلِّ  في  عتباتكم  ___ يا ربِّ  فاقبل  توبةَ المتذلِّلِ

أرجوكَ صفحاً  للذَّليلِ بُعيدما ___غسلت مدامعُهُ سوادَ المنهلِ

صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ  وآلِهِ ___ والصَّحبِ ما صالَ الجوى بمهلِّلِ

...............

السَّبت  7 شوال  1414 ه

30  مايو  2020 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق