الجمعة، 31 يوليو 2020

كيف نلبي بقلم "سعيد زعلوك"

كيف نلبي 

سعيد إبراهيم زعلوك 

جاء العيد.. 
ونحن جوعي.. 
نحيا في العراء 
بطوننا.
 لا تعرف للحلم طعم 
ولم تشرب يوما 
عذب الماء 
حياتنا تعب.. وعناء 
   نحيا أذلاء 
لا نملك الدواء 
رباه كيف نلبي 
وألسنتنا خرساء
رباه..
يا رافع السماء
 كتبت علينا الشقاء 
كتبت علينا البلاء
ومن جعلتهم علينا أوصياء 
يتفاخرون.. 
وهم يقدمون 
لنا كسرة خبز
وجرعة ماء 
يصورون وجوهنا الشاحبة 
ليقولوا أنهم.. 
يقدمون لنا منحة، وعطاء
رباه ضقنا ذرعا بالحياة 
أرسل لنا يوسف بالرخاء 
أرسل لنا نوحا بالسفينة 
يأخذنا لبر النماء 
أو عيسي..
أو موسى..
أو محمدا..
أرسل لنا الأنبياء
تعبنا من الفقر والداء 
رحماك بنا يا خالق السماء 
رحماك نحن لك أذلاء 
أرسل لنا الخلاص 
طهرنا من البلاء 

30/7/2020


جرعة من أمل بقلم "خلدون مقلد"

نامت على كتفي
ولم تأتي حينها
كانت جرعة من أمل
أن نلتقي واكتفي
لم ندرك ماحصل
كان أشبه بحلم
والحلم لايشفي
بعد من رحل

#خلدون


احتياج قلبي بقلم "قيس العامري"

لا يمكنني مقاومة احتياج قلبي للحب......
فإن أهملتيني...،
سأجد من تهتم بالقلب.
فأنا لا أخون...،ولست أكون،
إلا لمن تحمل معي التعب.
لمن تعشقني.وتحميني من الانحراف ومن الخيانة...
وتعرفني الحنون رغم الغضب.
قيس العامري

غائبتي بقلم " حسين حيدر "

ومر عام بفراقك 
     غائبتي
ولليوم ذكرى

عيد جديد

وإليك أهدي فؤادي
وما يزيد إلا في العشق حالي
ولو بالعمر المزيد سيزيد رجائي
وما أجد إلا الوعيد لرثاء وجداني
ويوما ستعلمين كيف كان في الهوى حالي
عيد جديد
       وسأنتظرك بشوق بكل المواني

كل عام وأنت بخير                 غائبتي

          الشاعر حسين حيدر 
            30/12/2019
                     سورية


شجرة بقلم "أبو العربي أبو العربي "

شجرة/السيد أبوالعربي أبوالعربي

يا إمرأة قدت من خيوط الليل

فأضاء الكون من نظراتها

توهجت النجوم علي جبينك لمع المرآة

أولج الخجل إحمرار الغروب الشمسي علي صفحة وجهك

فقزح الطيف مستمد من خطوات طيفك بنافذة عيني

يا قوة علوية تستمد منها أغصاني الدفاع عنك

بأسهم نار الغيرة الحفاظ علي مملكتك الحصينة

بالزهور والتيجان والكرسي والصولجان وتاجك المرصع بالياقوت والمرجان

يا وردة تحمل من الأوراق ما يلبس الأكوان العفاف

أدرك أنك بستان من أنواع الزهور الفاخرة

زهرة الدلال المتدنية بقطوف الخجل

زهرة الجمال المتشربة برونق الياسمين

زهرة الوردة البلدي المزروعة بالوجنات

سألتك القدوم علي مائدة اللقاء

سألج الليل علي أطراف أصابع اليقظة

من أجل الوصول إليك ...فتعالي ...تعاقبي

كفصول عشق لا تعرف الرقاد

وإمنحي قلبي من ذاك الدفء

المنبعث من عناق الحب لتصافح يديك

إحضني كلماتي فقد تركت بنبض كل كلمة حرف منك

تسمعي صوتي بين السطور يعزفك لحن الاهتمام بقوامة العقلاء

تعرفي علي تلك السر الكامن بالسريرة منذ بدأ الخليقة

لتقاسمي العمر لسنوات أمنياتي مشاطرة تلك الرجاء الداعي رضاك

فمن أجلك خلق الحب ولأغصانك اخترعت العشق في معامل الأمل

فأنت الوردة المرسومة علي ذاكرتي

وأنت سنابل القمح المزروعة علي كبدي

وأنت ماء البحر الجاري بعيني

وأنت القمر بسماء قلبي

بل أنت كل حرف كتبة القدر علي جبيني

ف كفي عن الانتظار الموجع النبض هزا

وها لمي للقاء في كأس السر الكامن بالطبيعة

وأذيبي تلك الثلوج المسيطرة الحدود والهوامش

لنرتشف الهناء رشفة الصبغة الوردية

من أنفاس الهوي حياة ف حياة ل حياة

أنت فيهن همس الوفاء

شجرة الكون حياة

شجرة/السيد أبوالعربي أبوالعربي

فارس الحرف....ج . م . ع


السبت الأسود بقلم "نظير راجي الحج "

(     السبت الأسود     )

من كتابي... توق وشوق.... نظير راجي الحاج

___________________________________

أثناء مسيرتي التعليمية في سلك التربية والتعليم، لتدريس

الصفوف الثلاثة الاولى، إختارتني الوزارة بأن أقوم بتدريب

المعلمين الجدد على المناهج الجديدة المقررة.

كانت الدورات تقام في كل سبت، وهو عطلة رسمية.

كانت الدورة مختلطة، واثناء الدورة لاحظت ان هناك

استلطاف بين معلم ومعلمة، قضوا الدورة وهم لا يفارقوا

بعضهم اثناء الاستراحات.

في آخر سبت لنا بالدورة، إقترب هذا المعلم مني، وشكرني

على جهودي، واراد ان يودعني، كان بمنتهى اللطف والرقة

تشجعتُ وقلت له مازحا:_

الظاهر انك وقعت بالحب، وما احد سمّى عليك؟

إبتسم وقال:_سبحان الله، هي الأقدار، نعم صحيح.

لقد أتفقت معها ان تكلل العلاقة بالزواج، ويشرفني استاذ

نظير ان تحضر فرحنا، قلت له:_هذا شرف لي، مبروك مقدما.

أعطيته رقم هاتفي، ودعته بسرعة، لأنني كنت الاحظ ان

الصبية تنتظره على نار.

مضت الايام، لم يتصل المعلم بي، وفي زحمة الحياة، نسيت

الموضوع، وبعد شهرين تقريبا، التقينا صدفة، تعانقنا، وحديث

مجاملة جرى بيننا، مباشرة تذكرت حبيبته، نظرت الى يديه

علني أجد خاتم خطبة أو زواج، فلم أجده.

سالته:_هل تزوجت من حبيبتك؟

إحمر وجهه، وبلع ريقه، يا الله، قفزت دمعة من عيونه.

قلت:_يا ساتر، متاسف، اني فتحت لك جروحك.

قال:_ابدا أستاذي. أنه الغدر.!!

لقد اتفقت معها بعد آخر سبت بالدورة، على ان نلتقي انا

وهي بالسبت القادم، ليكون مبررا لها للخروج، على أساس

ما زالت الدورة قائمة، وان نلتقي في حديقة إعمار اربد

الساعة العاشرة صباحا.

منذ الصباح الباكر كنت مرابطا خارج سور الحديقة، انتظر

ان تفتح الحديقة، كنت اعد الدقائق والثواني للقائي بها

ما ان اصبحت الساعة العاشرة، احسست ان قلبي سيقفز

من صدري، وانتظرت يا أستاذ، نعم انتظرت، لقد تأخرت

اخذت كالمجنون اتصل بها، الهاتف مغلق، بقيت انتظر حتى

أغلقت الحديقة ابوابها.

عدت للبيت حزينا كئيبا، عدت اتصل، لقد تغير رقم الهاتف.

كانت الصدمة لي يا استاذ، لما سالت وتقصيت، وعلمت انها

خطبت وتزوجت في غضون عشر ايام، وسافرت مع زوجها

(لما قال كلمة زوجها اخذ يبكي) حضنته، وقلت له:_

ماعليك ليس الامر هينا، لكن انت قلت الاقدار، انت شاب

طيب، والعمر امامك، هي لا تستاهلك.

لُعن يوم السبت هذا.

عدت للبيت لأكتب على لسانه:_

😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

صحوتُ بلا إدراكٍ.... وبارتباكٍ.... ومن فجري...

لأني سألقاكِ.... بسحرك الفتّاكِ.... يا عمري....

تخيلتُ بهاكٍ.... وقد أتاكٍ.... كما النهرِ....

وكيف سأراك.... من بدري... أٌيا بدري....

فلا أدري....!!

____

ثم تعطّرتُ.......

وعند شفتيكِ...... سينتحر عندها عطري....

وتزينتُ.......

وأمام عينيك.... سيفتر بلحظها أزري....

____

أمعقول بموعدنا تروحي به تذري؟

فيؤول الخذول بروحي منك بلا عذر...

ولعنتُ الوقت، فما به واقفا، ولا يجري..

__

أخفيتُ دموعي...

لكي لا أطفيء بها جمري...

وأضاتُ شموعي...

لوقت رجوعي من سفري...

وأقفلت ضلوعي....

 خشية قلبي يطير من صدري

__

ورحت أترنح سكرانا.... من ثملي بك ومن سكري..

وهيمانا ونشوانا.... بلا حصف ولا وقرٍ..

__

وتخيلتُ، كيف ساستقبل يديك، إذا امتدّت...

وكيف سأطفيء من قلبي النار إذا إشتدت..

وإن مادت... دقات قلبي، واعتدت...

وإن عادت.. روحي عن لقياك وارتدّت..

___

بربك...

ماذا سأفعل بالثواني إذا عدْت؟

وشفاه فمي عن شفاهك، وقد ندت..

ومصير عيوني على عيونك، أن هدّت..

___

وتوكلتُ.. ومشيتُ.. ورجلاي لا تقوى على حملي..

وخشيت.. ان أسقط مغشيا، بلا حولٍ...

وحروفي أخذت تولول من حولي..

تشدُّ من خُللي...

وتحدُْمن زُللي..

تريد ان ينطفيء غُللي..

وتنكفيء عِللي...

ويختفي من عيوني اللصّيب بالهطلٍ..

وكان أقصى أملي..

ان اراك، وأرى بهاك، ولو على عجلِ..

وبعدها فليكن هلاكي، ونهاية أجلي.

__

ورحتُ أنطُّ.... كوجل طير من الحجلٍ..

ومشيت أخطُّ... كهجل ستر من  الخجلِ.

وتخيلت أني أغطُْ.... بشهد من العسلِ...

من بهاك، ومن لماك، وألقي من قِبلي... قُبلي..

---

وتقدمت شفتاي من شفتيك بالشوق والجذلِ...

ووصلتُ لمكان موعدنا.. وانت لم تصلي..

__

ومرت ساعات تفوت..... ولم تأتي...

والوقت يموت.... مع الوقتٍ..

والثواني تابوت سكوت.. من الموتِ...

ويا حسرتي...

فانا.. كاظمٌ صوتي...

ومتعاظم صمتي..

وناظم كبتي..

__

صحيح انك حبببتي.

إن جئتِ وإن خبتِ..

وأنتِ...

ستبقي كما كنتِ...

ولحد الآن ما زلتِ..

بقلبي...

كما الجهد بالفولتِ..

والماء المدرار للنبتِ..

وها انا أنتظر بختي.

بقراءة الرمل والجبتِ...

__

وما زلت أعيش الآن في مقتي..

منغرزا كما النبتِ...

متأرجحا بين رحى الأغلاق والكبتِ...

خائفا ان يقذفني قدري من أعلاي الى تحتي..

__

فيا سيدتي...

فبعد تباعدنا.. لقد حان الوقت ان تأتي..

فما بالك. لحد الآن ما جئتِ...

بل خبتٍ!!

فهل لموعدنا رحت به خنتٍ؟

____

عفوا.. عفوا...

فيا حسرتي ويا ويلتي..

لقد تذكرتُ تواً.. فما نسيتِ انتِ...

لقد نسي السبت الأسود الملعون، أن ياتي...

وقيل بخبر عاجل.. بأنه قد أُفتي...

بأن الاسبوع صار ستة بلا سبتِ...

تضامنا معك.. من حضرة المفتي..

__

 نظير راجي الحاج


بوح القلم بقلم الشاعرة "ريتا كاسوحة"

بوح القلم 

ياأيها الرجل .... 
لست مجبرا.....
  على أن تتصنع   الحب لتكون لي مرفئي والأحلام  في هذا الزمان 
مهما  تمنيتك لقلبي برالأمان 

لأنك  كنت للحب عنوان 
حسبتك  نبع الحنان 
وعزف لأجمل الألحان 

فتمسح من قلبي كل الأحزان
وتنثرها في الكون 
كأنها عطر عنبر 
وقربان للمنجمين 
وقارئي الكف والفنجان 

فأرجو ان لا أنجرف وراء أشباح دهاليزها و الأوهام

 كلمة من حروف الكبرياء بقدر  حجم خيبة الأنا 

الوداع....
  يا من  زرعت فيا البرود
اضحى الثليج يغطي أوردتي والشريان 
 كنت بمثابة الروح 

عفوا يارجل 
لست من تتقبل الإحسان
ريتا كاسوحة ٢٩ ٧ ٢٠٢٠


على ناصية الليالي بقلم "غريب دنية "

على ناصية الليالي
وقفت..
أحلام  عمري
تأملت...
شباب مضى وشيب هل
تسائلت ...
انقضى زمني ...؟؟؟!
تجاوزت ؟؟؟
باعدت ..ابتعدت
تنهيده ليل 
صمتت ..قتلت
ردت تجاعيد ايامي
دروب الخطى تلاشت
اهترئت
وقفت بنصف الدرب
تبحث عن ظل فارقني
ذنب انا ما اقترفت
ما عاد
ما عاد يجدي التمني
بتلافيف واقع
بفوضى ايام
لا اعتدلت....
لا مالت...
لا حقها نالت
لا عادت... 
لا انا تعودت
قضيتها. وانقضت
أرجوحة  عمر
صعود .. هبوط
ليل ..نهار
خريف دائم بلا امطار
تعاقب بغد
وغدي بعلم الله حاله
اذ تبدل...
...تبدلت

بقلمي..غريب دنيه


هل تشابهت الأعياد بقلم "حياة العلوشي"

هل تشابهت الأعياد 
مثل الأيام 
أين فرحة الصبا 
لتلك السنين والأعوام 
أين قطع الحلوى 
وبساطة الإحتفال 
أين تجمعات الحي 
والرقص على الموال 
هل تشابهت الأعياد 
مثل الأيام 
أم أن الطريق إلى الاحلام 
تفقدنا البهجة وشهية الطعام .


الخميس، 30 يوليو 2020

عيد الأضحى المبارك بقلم **زكية أبو شاويش**

التخميس :

قال الشَّاعر / أبو الطَّيِّب  المتنبي

عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ___بما مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ

تخميس للبيت بعنوان :

عيد الأضحى المبارك _____________البحر : البسيط

ها  قد  أطلَّ علينا  أهلُهُ  الصِّيدُ

إذ بالأضاحي تهادوا من لهم عيدُ

قد  عمَّ   خيرٌ   وللأيَّامِ   ترديدُ

عيدٌ  بأيَّةِ  حالٍ  عُدتَ يا  عيدُ

بما مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ

.....................

قد  راقَ حُكِّامٌ  أن  تُزرعَ  البيدُ

والحرُّ  يحلمُ  ، للإصلاحِ تسميدُ

يا من بِهُ الشَّوقُ هل للجهدِ تمديدُ

عيدٌ  بأيَّةِ   حالٍ  عُدتَ  يا  عيدُ

بما  مضى أم لأمرٍ فيكَ  تجديدُ

................

يا  من لهُ الحقُّ  لم  تُنسَ المواعيدُ

والأرضُ  ليست  لبيعٍ  يا  مناكيدُ

ما  ضاعَ حقٌّ  وما  أفناهُ  تشريدُ

عيدٌ   بأيَّةِ   حالٍ  عُدتَ  يا عيدُ

بما  مضى أم  لأمرٍ فيكَ  تجديدُ

..................

القدسُ تصرخُ والأبناءُ  قد  قيدوا

في السِّجنِ أشبالٌ والحكمُ  تمديدُ

بكلِّ غصبٍ لأرضٍ باتَ  تهويدُ

عيدٌ  بأيَّةِ  حالٍ  عُدتَ  يا  عيدُ

بما  مضى أم  لأمرٍ فيكَ تجديدُ

................

لا  عودةٌ   لحقوقٍ   دامَ  تفنيدُ

من بعدِ ظُلمٍ لشعبٍ زاد تشديدُ

لاعاشَ مَن سُجِنت في عهدِهِ الغيدُ

عيدٌ  بأيَّةِ  حالٍ  عُدتَ  يا  عيدُ

بما مضى أم  لأمرٍ  فيكَ تجديدُ

................

قد باركَ  اللهُ أرضاً والطُّهرُ تحميدُ

في كُلِّ  حيٍّ  بها  قد  بانَ  تصعيدُ

مَن  للقضايا  وأهلُ  الفصلِ  تبديدُ؟!

عيدٌ   بأيَّةِ   حالٍ  عُدتَ  يا  عيدُ

بما  مضى  أم  لأمرٍ فيكَ  تجديدُ

................

لا ما  يخافُ  شجاعٌ  راقَ  تجنيدُ

والبعضُ  منبطحٌ  أرضاهُ   تنديدُ

من  كُلِّ  إذلالٍ  تصدح  أغاريدُ

عيدٌ  بأيَّةِ   حالٍ  عُدتَ  يا  عيدُ

بما  مضى أم لأمرٍ  فيكَ  تجديدُ

................

الخميس  9  ذو  الحجَّة  1441  ه

30  يوليو  2020  م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


آباؤنا بقلم الشاعر "علاء النشمي"

قصيدة عموديه
            من بحر الرجز
           
                آباؤنا
ينتابني في خاطري أحلامنا
مستوحش دوما الى أحبابنا

أملي بدا بسعادتي وتفاؤلي
وكأنما سحر الجوى أيامنا

يجتاحني في مخدعي في مسمعي
متشوق دوما الى أشيائنا

أحوالنا إني أرى متفائلا
أنا لم أزل متجهما أقدارنا

وقصائدي أبياتها عفوية
بحماسها مستنجدا آبائنا

قولوا معي من نفسنا من فضلكم
آباؤنا دوما الى أعماقنا

ولعلمكم أنا عازم متأكد
أحبابنا آباؤنا أكبادنا
بقلمي
علاء النشمي


أيقونة الزمن بقلم ▪️محمد الحنيني▪️

أيقونة الزمن
---------محمد الحنيني
---
أُلوّن العيد بالأفراح يا وطني
وأنت تشكو من الآهات والفتن
من باع بالأمس هذا الحب ليس له
قلب وقلبك في ويل وفي محن
أراك تقفل باب الشوق هل صدأت
أقفال قلبك ياإبن الروح والبدن
وهل نسيت الذي عشناه في فرح
من غيّر الطبع للأنكار من شجن
كنا كنفح الندى صبحا تجمُعنا
وكلما حط عصفور على فنن
من أجدب السهل والوديان ما رجعت
للجري والماء في الأنهار للسفن
هذي الصحاري التي كانت تهذبنا
بالشعر كانت لأهل الشعر كالمدن
صارت رمالاً برغم النفط ليس بها
عطر الخيام بلا فرض ولا سنن
قد شوهوا وثياب العيد راعفة
من أجل أرضهم الأثواب بالكفن
أطفال شعبي وكل الناس تعرفهم
هم فرحة العيد بل أيقونة الزمن
---
تهانينا لكم بعيد الاضحى المبارك عيد سعيد ومبارك عليكم جميعا احبتنا  تسلموا لنا--اخوكم--الشاعر-محمد الحنيني--البرازيل


ماذا سيحدث بقلم ▪️فتحية خصروف▪️

ماذا سيحدث .. ؟؟
لو تحدثني عن ودادك...
وتعانقني بشدة
وتحتضن قلبي 
انا في حبك
    متيمة
انت قمر ليلي
لن ارى في الحب
    سواك
همساتك تشعل نيران
    قلبي
كل شيء أحبه
   لأجلك
أنا الزورق الغارق
وانت الشعور الدافيء
ياوجعي يابكاء
قلبي وعيني
في بعدك 
تختلج انفاسي
في صدري
القلب ينبض لك
وأحبك فوق الحب 
     حبا
وكل حياتي 
لحبك توهب

فتحيه خصروف
F . K


أمي 🌸بقلم سعيد زعلوك🌸

💞      أمي      💞

والياسمين 
هو ثغر أمي الجميل
والفيروز عيناها
والمساء الجميل 
هو بعض سناها
والشمس الرائعة 
بعض ضيائها
والقمر نوره الراقي 
من مقلتاها 
والغزالة لا تمشي غير 
مكان قدماها
والنور 
والسرور
وعبير الزهور 
والنسيم فوق خد النيل 
يغار حين يراها 
لا تعجبون مني 
احبها 
واعشقها 
واهواها
وقلبي 
بعض من نور قلبها
وصوتي 
هو جزء بسيط
من غناها

سعيدابراهيم زعلوك 

26/7/2019


كوني بقلم "سعيد زعلوك"

كوني

سعيد إبراهيم زعلوك

كوني لقلبي.. 
بر الأمان 
الحب.. 
والعشق.. 
والوجدان 
كوني كل الأغاني
 وعذب الألحان 
وكوني نبع الحنان 
فأنت للحب عنوان 
وأنت الفل.. 
  والأغصان 
والياسمين البديع.. 
والنبض والشريان

سعيد إبراهيم زعلوك


أشتاق إلى رائحة زوجتى بقلم "محمد الليثي محمد"

قصيدة بعنوان  ***       أشتاق الى رائحة زوجتي
كم المهزوم حين
يحن الى الانتصار
فى إلا شيء
امسك ذاتى
احك جسدى فى جنبات
غرفة نومى
استعيد البدايات
لا اريد من وقتى
غير لحظات الحنين
فانا ارمم قلبى المهجور
من زمن التعرف
لماذا تركتنى قبل التكوين
قبل رفه الروح
للروح
لماذا تركتنى
قبل ان ادون فى حضارى
بعض منى
خفيفة هى  قهوتى
وملابسى مبعثرة فى طرقات
خطواتى
اشعر بالبرد يدق
على باب  شقتى
اختفى بجانب الباب
خوفى من صوتى
من نفسى
من لمسة الكف
فوق قمر
فوق  قمر
الاشتياق
انظف صدقى
اضغط على رغبتى
فتصعدبابتسامة الوجه
ادرب نفسى  للصعود
الى فوق
فوق سرير التحول
الى درب الريح
لا صوت فى العيون
ليس لى
رغبت فى التنهد
على زمنى القديم
كنت اجلس على كلامى
حين مر طيفك فى المرايا
لم انتبه الى ظلك فى سمائى
ورائحتك المشمشية
تدنو من هواء خوفى
من حلم كنت انا فيه السيد
يمضى فى غابات ازهارك
كما كنت حر فى وجدودك
مقيدا  برغبتى فى غيابك
المس كوبا شرابك
ابحث عنك فى  مفتاح
أشيائى
ابحث عن بقايا البن فى الفنجان
اقرا
خطوطالتداخل فى النهايات
افتش عنك
فى لمسة شفتيك
لبعض الماء
والغد هواء ا بارد
لا يشى  بشيء
وكأنى امتلأتبالغياب العابر
ارقص على كرسى روحى
وقتى ظل كاس
من  سلام
لن تعرف معنى الانكسار
وأنت تمضى فى المكان
وحدك
وليس معك ما يشغل وقتك
عن وقتك
داخلك مدمر من طائرات
الحنين
وأنت تبحث عن ظل الامان
فى اول الصيف
من صعود ملابس الصيف
و نزول ملابس الشتاء
فى دولاب الوقت
بصوت من احبتك
تدثر
اليوم بارد
وأنت بعيدا عنى
اخلع معطفك
اخلع ملابسك
وأضاء ساعة الوقت
واترك بقايا الحب على مفرش
الحرير
خذنى الى صدرك
ولا تتركنى  لساعات الغياب
كان بودى ان تقول ذلك
قبل ان ترحل
من باب الكنيسة
وأنا اودعها
*     *       *        *
بقلم الشاعر محمد الليثى محمد


الرواسي تلتقي بقلم الشاعر *مصطفى الحاج حسين*

* الرواسي تلتقي ...

               الأديب السوري مصطفى الحاج حسين .


            حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :

غزة – خاص – الرواسي - 

***********************************************

  عثرات الحياة صنعت منه شاعرا رغم رحيله باكرا عن مقاعد الدراسة ، ليكتب على جدران مهنته قصائده التي ولدت من رحم شمس آذار ونيسان ، وشمس تموز اللهاب ، ليكتب للوطن وللأجيال قصة شاعر حفت حياته بألوان قوس قزح السبع ، عصامه وصدقه دفع لأجلهما الكثير ليحافظ على صفاء كلماته ونقاء جوهره و أصالة معدنه ، أحب وطنه فرأى كل ما فيه جميل رغم الوجع والترحال بين نكباته وأحلامه اللا منتهية ، فامتزج بقلبه عشق الوطن والحرية ، لم تقتصر كتاباته للوطن بل للجار والصديق القريب والبعيد ، ليكون كما يحب أن يكون .

إنه شاعر المطرقة والعجان ، شاعر التجوال والترحال ، ابن الباب الشامية الحلبية ، الشاعر السوري الأصل العربي القومي النسب " مصطفى الحاج حسين " ، فكان لنا معه شرف اللقاء والحوار رغم الحدود والأسلاك.

نص الحوار :

** - حدثنا عن نفسك ؟.

 أنا مصطفى الحاج حسين ، من مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب ، عشت طفولتي في البلدة ، وفي بداية سن المراهقة ، انتقلت عائلتنا إلى حلب . حرمت من متابعة الدراسة قبل أن أكمل المرحلة الإبتدائية ، وعملت مع والدي في مهنة البناء الشاقة لسنوات عديدة ، وتعلّمت منه صنعة العمارة .. لم أكن أحب هذه المهنة بسبب صعوبتها ، لكنني كنت أحترم المهنة وأدرك قيمتها .. ولم أستطع التحرر منها إلّا بعد أن سرّحت من خدمة العلم ، لأنّ والدي كان يفرض عليّ العمل معه ، وحين كنت أتركه ، كان غضبه يطال العائلة بأكملها . توظّفت في المؤسسة العامة للمخابز ، كأمين مستودع إنتاج في مخبز آلي ، ولأنّ المدير يعرفني ويعرف أنّي أكتب الشعر ، كلّفني بذلك .. لأنّي لا يحق لي هذا المنصب قانونياً ، بسبب عدم استحواذي على شهادة علمية . ثلاث سنوات وأنا في هذا المخبز ، المدير كان شريفاً لا يسرق ، لكنه غير مدعوم فهو دون سند لدى القيادات .. ولهذا كان المدير يخاف على نفسه ويخشى على منصبه ، وهذا ما كان يجعله يخضع لكلّ صاحب حظوة ، ويوظّف لأيّ مسؤول كلّ من يريد ، وهكذا تحوّل المخبز إلى مزرعة من المدعومين والمسنودين أصحاب الواسطات .. وانعكس هذا عليّ في المتابعة، وسبّب لي المشاكل والتعب لأنّي كنت أحارب كلّ من يقصّر بعمله ، أو يحاول السرقة .. وأخيراً طلبت نقلي إلى مخبز آخر وهناك كان المدير مدعوماً للغاية ، لذلك كان يسرق بطريقة شبه علنية .. وكان المطلوب مني غضّ النظر ، ولقد عرضوا عليّ أضعاف ما أتقاضاه من راتب شهري .. أردت أن أنجو بنفسي ولا أتلوّث وأسيء لسمعتي .. قلت للمدير لا أستطيع أن أكون حرامي وشاعر في وقت واحد . عملتُ في مهنٍ عديدة .. من البناء ، إلى الوظيفة ، إلى تصليح الغسالات وأفران الغاز ، إلى بائع الدهانات ، إلى صاحب كشك ، إلى التطريز الإلكتروني .. لدرجة أن كتبوا عني في الصحافة ( مسبّع الكارات ) ، وكنت في كل هذه المهن والأعمال أحصد الخيبة والفشل .. نعم فشلت ، وسُرقت ، وتدمّرت مراراً ، وخسرت ، وسجنت ، وهذا لأني أجد نفسي لا أصلح إلّا للكتابة .. ولكنّ الكتابة حتى الآن لا تطعم خبزاً ، على الأقل بالنسبة لي .. فما زلت أدفع من جيبي ، دون أيّ مقابل ، رغم أنني أعمل دون ملل أو كلل ، أو حتى عطلة أو استراحة .. وهذا ما يجعل معظم من هم حولي يأسّفون على عمري ووقتي ، ويعتبرون الكتابة مضيعة للوقت لا أكثر ، فأيّ عمل مهما كان عظيماً ، يكون دون مقابل مادي يعتبر في مجتمعنا لا قيمة له ، ولا يستحق التقدير والاحترام .. فقيمة الشخص عندنا بما يربح ويملك حتى لو كان عن طرقٍ غير شريفة وشرعية .

** - كيف كانت البداية ؟.

وأنا في الصف الرابع حدث وكان أستاذنا مريضاً ، فأخذونا أنا وزملائي لنحضر في الصف الآخر ، الصف الخامس ، وكان الأستاذ يعطي طلابه درساً عن رحلة السندباد البحري ، وأنشددتُ بقوة لقصة السندباد ، أعجبتُ ، بل سحرتُ ، وبهرتُ ، تعلقتُ به .. فاستعرت الكتاب .. وحفظت القصة بكاملها ، لم نكن نعرف في تلك الأيام أفلام الكرتون الخيالية ، بل لم نكن نعرف شيئاً عن التلفاز .. ومن هنا بدأ الاهتمام ، صرت أقرأ السيرة النبوية ، ثم قصة الزير سالم ، وتغريبة بني هلال .. تركت المدرسة وأنا في قمة عشقي للقراءة والمطالعة .. ولكن بشكل غير موجّه ، فلا وجود لمن يوجّهني ويأخذ بيدي . كنت محباً للقراءة دون أن أتخيل نفسي أجرؤ على التفكير بكتابة الشعر . وحدث وكان ابن عمتي رحمه الله ، يكتب الشعر وهو طالب جامعي وأكبر مني بخمس سنوات ، وهو من دلني على قراءة الأدب الحديث حين تنبه لحبي للمطالعة سابقاً ، دلني على نزار قباني ونجيب محفوظ .. واليوم أراد أن يسمعني بعض كتاباته الشعرية ، وحين بدأ يقرأ عليّ قصائده ، خطر لي فجأة ، لماذا أنا لا أكتب الشعر ؟ وشردت عنه ، صرت أتمنى أن يتوقف عن القراءة لأذهب إلى المنزل وأجرّب كتابة الشعر بنفسي .. وحين توقفت عن القراءة قفزت من مكاني لأهرع لبيتنا وأجرب الكتابة ، وحين دخلت المنزل أحضرت على الفور وبحماس شديد دفتراً وقلماً وكتبت أولّ قصيدة لي .. كنت أكتب وقلبي يدق بداخلي بعنف وارتجاف .. ولمّا انتهيت من كتابتها هرعت وعدت لعند ابن عمتي لأسمعه ماكتبت حتى أعرف رأيه . وكم فرحت حين أعجبته القصيدة .. شجعني وطلب مني المتابعة .. وهكذا ولدت عندي أول قصيدة ، ولقد أسمعتها لعمي أستاذ المدرسة وأخي الأكبر ، فلاقيت منهم كل التشجيع والاستحسان .

 ** - كيف استطعت أن تمزج مابين تخصصك وكتاباتك الأدبية ؟ .

في البداية كان هناك تنافر بين عملي وموهبتي الأدبية ، حيث أعمل في الحجر والإسمنت والعرق والغبار والسّلالم والأدراج والسّقالات ، عمل متعب وخطر ، وثياب متّسخة وهذا ماكنت أكرهه وأخجل منه أمام الناس والجيران والأقارب .. حيث كنت أعيش حالة تكاد تكون فصامية ، ففي النهار أكون عامل بناء أعايش العمال الجهلة ، وفي المساء أرتدي الثياب النظيفة والجديدة ، بعد أن أستحم ثم أتوجه إلى إتحاد الكتاب العرب ، أو المركز الثقافي ، أو المكتبة الوطنية ، أو المقهى حيث يتواجد الكتاب والمثقفون . وكنت وأنا في عملي المرهق ، أمارس الكتابة ، بل هناك كانت تتفجر عندي الكتابة ، وكم من مرّة حفرت قصائدي بالمسمار على الجدران المشيّدة حديثاً ، ثم أقوم لنقلها على الورق في وقت آخر . وكنت لا أضيع من وقتي ، طوال الليل أكون ساهراً أقرأ أو أكتب .. ودائماً حين ألجأ للنوم ، تداهمني القصيدة فأقفز من فراشي لأكتبها . كتبت في الحدائق ، وفي الباصات ، والسّرفيس ، والعمل ، ونوبات الحراسة في الجيش ، وفي المخبز ، والكشك ، والسجن .

 ** - ماهو تعريفك للشعر ؟ .

يقول شاعرنا العظيم محمود درويش : ( أستطيع أن أقول لك ماهو ليس بالشعر ، لكن الشعر هو أكبر مما يعرّف ) . هكذا أتذكر معنى قوله .. ولكنني أتجرأ وأقول الشعر هو مايتسرّب من أعماق النفس المتوهجة بشكل عفوي .

** - هل في الشعر حظ ؟ .

 الحظ قد يخدم الموهبة ، ويساعدها على النمو والإنتشار .. ولكن من كان من دون موهبة فلا الحظ ولا المعجزات ممكن أن تفيده .

 ** - هل للمدارس دور في تشجيع الموهبة والإبداع ؟ .

 للوهلة الأولى نعم .. ممكن للمدرسة والجامعة أن تساعد على نمو وتطوير الموهبة ، وتدفع للإبداع والعطاء .. ولكن وللأسف الشديد وجدت معظم من درس الأدب العربي وكان قد اختار هذا الاختصاص بدافع موهبته وحبه لكتابة الأدب ، وجدتهم قد انصهروا في قوالب بلاستيكية جامدة أو ميتة .. وتحوّلوا إلى الكلاسيكية والتقليدية والنمطية .

 ** - كيف تنظر إلى واقع الشعر العربي وما هو تقيمك له ؟ .

 الشعر العربي كان في حالة تطور ورقي لفترة ليست بالقصيرة ، وكان مشغولاً بالحداثة والإنفتاح على ثقافات عالمية هامة . لكن وللأسف الشديد بعد مجيء الربيع العربي الدامي ، صرنا نجده أي الشعر العربي قد تراجع وانكمش وأصبح بحالة بائسة يرثى لها .. حيث عادت القصيدة الكلاسيكية والتقليدية تحتل الساحة الأدبية وعادت للقصيدة روح الخطابة والمباشرة والصراخ والسباب والشتائم والبكائيات في كلام منظوم لا علاقة له بالشعر ولا يمس الوجدان ومبتور الخيال .. طغت القصيدة السياسية الفجة على معظم المنابر الثقافية والجرائد والمجلات .. وخاصة المواقع الإلكترونية .. وكل هذا بسبب حدّة الألم والفجيعة التي حلت بنا .

 ** - إلى أي من أنواع الشعر والقصة تهوى كتابته وتدعمه ؟ .

 أنا لا أفكر وأخطط بطريقة الكتابة ، ولا أختار الشكل والاسلوب .. فلست ممن يلهث خلف الحداثة .. بل كل مايهمني أن أستطيع التعبير عمّا أحسّه وأعيشه بطريقة بسيطة تصل وتؤثر وتقنع الآخرين .. ولكن يجب أن تكون كتاباتي لا تشبه كتابات أحد ، والصدق في الحالة ينقذني من تكرار تجارب الآخرين كل ماعليّ أن أسمع صوت أعماقي لأقرأ ذاتي بدقة ووضوح ، وعليّ أن أسجل هذا بأمانة وصدق . مايهمني .. أن تكون قصيدتي متحررة من أيّ قيود خارجية أو صياغات جاهزة . وكذلك بالنسبة للقصة ، فقد أختار أبسط الأشكال والطرق في التعبير .. المهم قوة التصوير والوضوح وعدم السقوط في الرتابة والملل ، لأني أراهن على صداقة المتلقي ليبقى معي ولا يشرد أو يتخلّى عني منذ السطر الأول من القصة .. فيجب أن لا يصاب القارئ بالضجر والملل ويداهمه النعاس ، بل عليّ أن أوقظ جميع حواسه ليشاركني في كتابة القصة حتى نهايتها .

 ** - لمن تحب أن تقرأ ؟ .

 أقرأ لأي كان إن إستطاع أن يشدني ويجعلني أكمل وأتابع .. فأنا منذ الجملة الأولى أستطيع أن أحدد وأدرك المستوى الفني لهذا العمل في الشعر والقصة والرواية فأنا أقتنع بمقولة ( المكتوب واضح من عنوانه ) لذلك أحياناً أقرأ من العمل جملة أو بضعة أسطر وأترك ولا أكمل .. وهناك نصوص تسحرني فأغوص فيها ولا أتمنى لها أن تنتهي ، أعتمد على الذائقة والمتعة في القراءة .

 **- ماهي أبرز منعطفاتك خلال مشوارك الأدبي ؟ .

 مررت بمراحل عديدة وكثيرة ، ولكنني لا أسميها منعطفات ، كنت بفعل التجربة والسن والنضج الثقافي أشعر بين الحين والحين بأن قصيدتي قد تطورت ، لذلك كنت أهرع لأمزق وأحرق ماكتبته سابقاً ، مزقت وأحرقت الكثير ، وأنا اليوم نادم لأني فعلت هذا . المنعطف الحقيقي عودتي لكتابة الشعر بعد توقف وانقطاع مدة عشرين سنة ، تحولت لكتابة القصة تقريبا في عام 1990 م ، ونجحت في القصة وانعرفت ووجدت تشجيعاً أكثر من الشعر ، بل ونلت الجوائز المتتالية على صعيد المحلي والقطري ثم العربي ، وبرغم هذا وأنا في قمة النشاط والنجاح وحين فتحت أمامي كل الأبواب ، توقفت فجأة عن كتابة القصة كما توقفت عن كتابة الشعر سابقاً . انقطعت عن الكتابة والمتابعة والحضور والنشر ةالاهتمام ، بل ومعاشرة الكتاب ، مدة تزيد عن عشرين سنة ، تفرغت لعملي في التطريز الإلكتروني ، ونسيت كل مايربطني بالأدب والأدباء .. ولهذا أجدني اليوم مقصراً ، وبيني وبين الأدباء ومانشروه في السنوات الأخيرة فجوة وانقطاع وعليّ أن أتداركه وبسرعة . بعد أن هجرت بلدي أنا وعائلتي ولجأنا إلى تركيا ، وبعد أكثر من سنة من الإقامة في إسطنبول ، وجدتني وبلا تفكير أو تخطيط أعود إلى كتابة الشعر . كنت في البداية متخوف ومرتبك ، ولم أكن أعرف قيمة ماأكتبه ، هل هذا شعر؟ .. هل أكتب بمستوى جيد ؟ .. وهل أكتب أجمل مما كتبت سابقاً ؟ .. ولكي أطمئن وأسترجع الثقة بنفسي ، أرسلت عبر الفيس ماأكتبه لأصدقائي القدامى لأسألهم عن رأيهم .. مع العلم صارت تنهال عليّ الإعجابات والتعليقات المشجعة من جمهور الفيس ، ولكني تخوفت من المجاملة ، خاصة وإني جديد على هذه العوالم .. وكان من أصدقائي القدامى من تجاهل الإجابة على سؤالي ، ومنهم من اكتفى بإعذائي لايك إعجاب ، ومنهم من قال أنا لا أحب هذا النوع من الشعر ، ومنهم من قال أكتب وتوكل على الله ، وهناك من طالبني بالعودة لكتابة القصة ، وهناك من قال أنت تقع في الاسترسال ، والأهم هناك من تضايق وانزعج وقاطعني لأني أكتب بغزارة ، فهو كل عدة أشهر ينجز قصيدة ذهنية ، فكيف لي أن أكتب في اليوم الواحد قصيدة أو أكثر .. وبدأت تطالني الاتهامات والتجريحات والتهجمات والانتقادات ومغادها كلها أنني ضيف في النحو والإملاء .. مع أن كتاباتي تنشر على الفيس وقد تكون نصوصي أقل النصوص تشكو من هذه العيوب . كنت بحاجة ماسة لمن يشجعني ويقول لي كلمة جميلة ، ويشدّ من أزري ، فأنا في قمة حيرتي .. هل أتابع وأكتب أم أعود لمملكة الصمت ؟ .. وفي هذه الظروف وفجأة منّ الله عليّ بصداقة كاتبة رائعة شجعتني جداً ووقفت إلى جانبي وكتبت لي مقدمتان لديواني الأول ( قبل أن يستفيق الضوء ) والديوان الثاني ( راية الندى ) وهي الأديبة الكبيرة والناقدة المتميزة والمتعددة المواهب الأستاذة ( نجاح إبراهيم ) ، فإليها أدين بالشكر الكبير ، فلولاها كان ممكن لي أن لا أتابع .ثم وجدت من الأستاذ الأديب الناقد ( محمد يوسف كرزون ) أيضاً الاحتضان والتشجيع ومساعدتي بالنشر وطباعة الكتب .حيث كتب لي مقدمة لمجموعتي القصصية التي أعدت طباعتها ( قهقهات الشيطان ) ، ثم مقدمته لديواني الرابع ( أصابع الركام ) وفي هذه المقدمة أطلق عليّ اللقب الذي أرعبني وأربكني ( العقاد الجديد ) ومازلت حتى الآن إتحسّب وأتخوف وأتحرّج ، من هذا الشرف العظيم الذي أغدقه عليّ ، ولا أدري هل فعلاً أستحق هذه التسمية ؟!. وهناك أيضاً ناقدة مغربية عظيمة بعثها الله لتقف إلى جانبي وتساندني بأروعة مقدمة لديواني الثالث ( تلابيب الرّجاء ) ، وهذة الأديبة الناقدة المتميزة والتي لها مكانة سامقة في النقد الأدبي هي ( مجيدة السباعي ) ولها مني كل الشكر والتقدير .

 ** - كيف تنظر لمدى تفاعل الجمهور الأدبي في الوطن العربي والسوري ؟ .

 الجمهور دائماً في حالة تفاعل رائع ، وهو يبحث عن الأصالة والجديد والصدق ، ولا أحد يستطيع خداعه أو الكذب عليه ، الخوف ليس من الجمهور ، فالجمهور يقدر ويحترم ويشجع ولا ينسى أو يتنكر للمبدعين .ولكن الخوف من المؤسسات والمنابر الثقافية التي تبحث عن النفاق وتتآمر على الإبداع ، بمساعدة رموز ثقافية باعت نفسها للشيطان ، وتتحرك بدافع المصلحة والغيرة والحسد وضيق العين وعقد النقص ، متخذة من سيف السلطان السلاح والحجج والذريعة .. ففي الوقت الذي نلت جائزة على مستوى الوطن العربي ، وكان عدد المشاركين من الوطن العربي بالآلاف ، وكان معظمهم بل جميعهم يحمل من الشهادات العليا والدكتوراه ، وأنا أقل واحد فيهم مستوى في التعليم والدراسة ، وبدل التهنئة والاحتفال كتبت بحقي عشرات التقارير ، وأغلبها من الزملاء والأصدقاء ، ولو كان الأمر بيدهم لكانوا نفذوا بي حكم الإعدام بدون أدنى شفقة ، فقد حاربوني بشراسة ووقاحة لا تصدق ، لدرجة أنهم قاطعوا أيّ مهرجان أو أمسية أدبية أو كتاب نقدي سيذكر اسمي ويتحدث عني ، كنت حديث المقاهي ، هناك من كان ينفعل ويكفر ويشتم ويقول عني لا يحمل الإبتدائية ، وذهبوا لمن كتب عن مجموعتي ( قهقهات الشيطان ) عاتبوه لأنه يذكر اسم ( تشيخوف ) في سياق حديثه عن قصصي ،سببوا لعائلتي الذعر والخوف والقلق ، وكانوا والدي وأمي وأخوتي وأخواتي وزوجتي يرتعبون كلما سمعوا صوت سيارة في الليل تقف بالقرب من بيتنا، يظنون أن رجال المخابرات قد أتوا ليأخذوني . أنا أكثر إنسان في الدنيا خاب ظنه من أصدقائه ، أكثر من خدع ، من غدر ، من تعرض للخيانة والتآمر والمكائد .. فجأة تحولت لعدو لكثر من الأصدقاء والزملاء .. حتى ممن نال الجائزة معي أو قبلي بسنوات ، ذلك لأنهم نالوها مناصفة ، في حين كانت كاملة لي .. ولهذا أحجموا عن الكتابة عن مجموعتي يوم أصدرتها بالتعاون مع إتحاد الكتاب العرب ، حتى من كان معجب بها ، فقد أصابهم الخرس وأطبق عليهم الصمت ، بل التحرك السلبي ضدي .. فهذا هو التفاعل المخزي والمبكي والمقزز ياصديقي ، لدلك كرهت الأدب والأدباء وابتعدت عن الجميع وهجرت الكتابة .

 ** - ماتأثير واقع المحتل عليه ؟ .

لم يغب المحتل يوماً عن الأدب العربي والسوري ، وأقصد هنا الأدب الجاد والملتزم ، سواء بشكله المباشر أو اللامباشر وهو في اعتقادي الأهم . الأدب الحقيقي دائماً مع الحياة ، وهو في معركة مستمرة ومتواصلة مع أعداء الحرية والحياة .. فحين يتصدى عمل أدبي للخائن والمخادع والظالم والفاسد والمنافق ، يكون يتصدى للمحتل وبشكل قوي .. لأنّ هؤلاء سبب وجود المحتل واستمراريته ، وهم العائق القوي والحقيقي أمام التصدي للمحتل ومخططاته .. أمّا الكتابة المباشرة والتقليدية التي تضج بالمفرقعات واللغة الخطابية والمباشرة فأثرها آني وزائل ولا يحمل بذور التغيير والتجديد .

 ** - هل للقصيدة السورية من سمات تميزها عن غيرها ؟.

 القصيدة السورية دائماً هي الرائدة والسّباقة في الشكل والمضمون ، منذ نزار قباني ، إلى أدونيس ، ومحمد الماغوط ، وصولاً إلى رياض صالح الحسين ، وهناك أسماء كثيرة تستحق الوقوف والتقدير والدراسة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد السلام حلوم ، ومحمد زكريا حيدر ، ولقمان ديركي ، وإبراهيم كسار ، ومحمد علي الشريف ، وحسين بن حمزة ، وفواز حجو ، ونجاح إبراهيم ، وعمر قدور ، وندى الدانا ، ومحمد فؤاد محمد فؤاد ، وعبد القادر أبو رحمة ، وغالية خوجة ، ولميس الزين ، وميادة لبابيدي ، وحنان مراد .. وهناك أسماء كثيرة جادة وناضجة وهامة . وتتميز القصيدة الحديثة السورية بمحاولتها الدائمة لتجاوز ذاتها والسائد المألوف في الوطن العربي .. وهي دائماً في حالة مغامرة ومجازفة .

 ** - ماهو دورك تجاه قضيتك ككاتب وشاعر ؟.

دوري محاربة القبح أولاً .. والدفاع عن الحب ثانياً ، وبث روح الأمل عند كل من كاد اليأس أن يسيطر عليه ، رغم سيطرته عليّ في كثير من الأوقات .. ولكن نعم يمكن لهذا العالم أن يتغير ويكون أحلى وأجمل ، وأكثر عدالة وإنسانية ، وهذا يأتي عن طريق الثقافة والوعي ، والتخلي عن الأنانية والجشع والنفاق .. ولكن عليّ أن لا أنساق لأكتب في السياسة كما يفعل بعض الكتاب ، فنخسرهم كمبدعين ولا نكسبهم كرجال سياسة .

 **- أنت مع أو ضد الهجرة من بلدك ؟.

لا أظن أنّ أحداً في العالم يكون سعيداً بالهجرة القسرية عن بيته وبلده ، حيث يترك أملاكه وأهله وأصدقائه وجيرانه ، وذكرياته ومقابر عائلته ، ومكتبته ونسائم بلده ، ويذهب لغربة أقل مافيها المذلة وضياع الأصول ، والتخلي عن لغتك التي تنبض في عروقنا .. هربنا من الموت ، من التطرف ، من الدمار والقتل المجاني ، ورفضنا أن نكون شركاء بحمل السلاح ، أنا ضد كل من يحمل السلاح لقتل أخيه السوري .. والآن أعيش على حلم وضع حد لهذه الحرب القذرة ، التي دمرت سوريا وقتلت وشردت أغلب سكانها ، في حين حلّ الأغراب في بيوتنا وحاراتنا ومدننا .

 ** - الأدب السوري إمتداد للأدب العربي .. مارأيك في ذلك ؟.

هذا مؤكد فمن سوريا كان عمر أبو ريشة ، ونزار قباني ، وأدونيس ، والماغوط ، وزكريا تامر ، وحنا مينا ، وغادة السمان ، وسعد الله ونوس ، ووليد إخلاصي ، وأسماء كثيرة لا تحصى ، سوريا مثل أي بلد عربي قدم لي أسماء كبيرة وهامة في عالم الأدب والإبداع ، فما من بلد عربي إلا وعنده رموز كبيرة يفخر ويعتز بها .. ونحن العرب نعيش حياة تكاد تكون متشابه ،لذلك ثقافتنا واحدة ، من حيث التراث العظيم ، الدين والعادات والتقاليد والموروث الشعبي ، ثم مامن كتاب يصدر إلا وينتقل إلى بقية الدول ، نعيش حياة وتجارب متشابه ، حتى في قضية القمع والتخلف والحكم الوراثي .. يحكمنا القهر والكبت والتخلف والحذاء العسكري ، مهما تنوعت الأسماء وتلوّنت الطرق والاتجاهات ، نحن أمة تعمل على تدمير نفسها في سبيل خدمة العدو وتمكنه من السيطرة علينا أكثر ، وهناك كتابات لمبدعين عرب كبار تحاول فضح هذا الأمر والتمرد عليه .

 **- كيف يرى الكاتب والشاعر الحاج حسين واقع الكتاب الذين برزوا مؤخراً في الساحة العربية ؟.

 أراهم في وضع لا يحسدون عليه .. إنّ الواقع المؤلم الذي نعيشه ، جعل من أدبنا الرهن يتراجع على المستوى الإبداعي والجمالي .. فنحن نعيش أزمة الإغتراب والتمزق والضياع والتطرف والتعصب ، طغت على نصوصنا رياح الكراهية والحقد والرغبة بالإنتقام ، هناك من يقف مع القتل والقتلة في سبيل مصلحة ضيقة أو بدافع الخوف .. عادت الكلاسيكية والتقليدية والنمطية والذهنية والجمل والعبارات الجاهزة ، لا أحد ينحاز للجمال بقدر الإنحياز للفكرة .. نادراً ما نجد نصاً متكاملاً يقف على رجليه ، لا يشكو من ركاكة وترهل وروح تشاؤمية مهزومة ومبتورة .. الربيع العربي الدامي لم يثمر بعد ، هناك محاولات ، ارهاصات ، شذرات من إبداع ، ولكنه قيد النصج ، وأتوقع في المستقبل القريب أن يتفجر الإبداع في شتى الأصناف الأدبية والفنية ، وفي سائر الوطن العربي الكبير .

 ** - فلسطين حالة استثنائية عند الشعراء العرب .. كيف ساندت قضية فلسطين ككاتب وشاعر ؟.

 أنا لا أرى فلسطين فقط هي المحتلة من قبل العدو الصهيوني ، ولا العراق وسوريا واليمن ، بل كنت طوال عمري أرى أن الإرادة العربية بكاملها محتلة ، وهناك من يتحكم بها ويسيّرها ضد الشعوب العربية .. فلو كانت فلسطين وحدها تخضع للإحتلال ، لكانت وخلال أيام قليلة قد تحررت وبأيدي الفلسطينيين وحدهم ، دون حاجتهم للعرب ، وبالحجارة فقط أيضاً .. ولكن هناك من يتآمر ويبيع ويتاجر ويسمسر ، ويعمل على تمزيق وتفريق الصفوف عند الفلسطيني أولاً ، ويساعد العدو ويتآمر على الأمة بكاملها . فعلى الفلسطيني أن يتحرر من التآمر العربي عليه ، قبل أن يتحرر من المحتل الصهيوني ، وهذا فحوى ما أكتب ، منذ أحرفي الأولى .


أبي بقلم "مصطفى كبار "

أبي

أبي  يا  أبي  .  يا  ذاك  الرجل  ........ الطيبِ
رحلتَ . قبل  أن  تغربَ ..... الشمسُ  للمفيبِ

تركتني  أتعذب . من بعد  رحيلكَ  بنار  اللهبِ
كم بكيت بفراقك  .  وكم  لمت اليوم  العجبِ

كيف  تركتني  أبكي  . و أتألمُ  وأكونَ  عصبي
وكيف تنسى . ذاك  الطفل الصغير . المشاغبي

قد رحلت باكراً .  فهل كان  تراب القبر  رطبِ
أم  الموت .  كان أقوى  . مني . و منك يا أبي

وقد كرهت . من بعد رحيلك النجومَ والشهبِ
وسافرت ضحكتي  . مع الريح  . مع  السحبِ

فإحترق قلبي . و إنهار بيتي  من كثرة الثقبِ
وضاع مسند ظهري . فأصبحت  كرة  الملعبِ

يتقاذفني  كل  الكلابِ .  و حتى ذاك  الثعلبِ
وصرت  أشرب  من كأس  السقوط  والمقلبِ

فإنكسر  ظهري . و  ضاع  عنواني  و مذهبي
و أصبحت أسير  الدموع . و الفشلِ والرسبِ

قد تعبت من بعدك يا أبي . من لومي و عتبِ
و قد تعبت . من  كثرة  البحث .  عن  مهربِ

قد رحلت يا أبتي و أخذت . معك كل  عمري
فكيف أعيش بزمنٍ  ليس  فيه الرجل الطيبِ

أبي  يا  أبي .  يا ذاك  الرجل الحنون  الطيبِ
إني  مشتاقٌ  لحضنكَ .  أفلا  الموت  يرحبِ

مصطفى محمد كبار 
30/7/2020


حجّ الفقراء بحجّتين بقلم "توفيق الفاطمي"

حجّ الفقراء بحجّتين ...

◼◾▪️▪︎¤▪︎▪️◾◼
بدأت الإحرامَ
وهي ترتدي 
ملابس ممزّقة 
بالية رثّةً
ترتدي فقرا 
كفر بكلّ لأشياء
إلّا صبرها
وقفت على
جبل الجوعْ
تنادي بصوت واحدٍ 
مع الحجيج :
لبّيك اللّهمّ لبّيك 
لك الحمد والنعمة ، 
لا شريك لك لبّيك
وبعد أن 
اِنتهت من التّروية
بدأت السّعي
 بين الأواني الفارغة
 والأجساد المتناثرة 
في ظلمة تلك 
الغرفة المتهالكة  
رجمت شيطان الفقر 
بالأواني
التي هجرتها النّار 
منذ سنين .. 
نحرت 
في محراب الفقرِ
ما تبقّى لها 
من جراحْ
وأنهت المناسك بالطّوافْ 
على أجساد أبنائها 
الخاوية من الجوعْ
طافت 
حتّى أتعبها الطّوافْ 
ثمّ سمعت
أذان الفجرْ 
فتوضّأتْ
ببعض الدّموعْ 
وأدّت 
صلاة الفجر 
بكلّ خشوعْ
ثمّ كفكفت دموعها 
التي ترتدي أثواب الجمرْ
واِحتضنت أطفالها 
وهي تحتضرُ .. 
منتظرة سنة أخرى
وحجّا آخرْ 
وهي تعتذرْ 
تقول : 
قد أكون قصرت 
في تلك المناسك 
ولم أختبرْ
عذرا يا إلهي 
هكذا حجّ الفقراء 
سيكون طول العمرْ 
عذرا يا إلهي
لك الحمد على كلّ شيءٍ
لك الشّكرْ ...

✒ توفيق الفاطمي