الخميس، 30 يوليو 2020

اللحم المر بقلم " محمد عليوي فياض المحمدي"

اللحم المر

قصيدة الشاعر

محمد عليوي فيّاض عمران المحمدي

بمجمرة تحاصره اضمحلّا

به تنّور واقعه تسلّى

يقطّر جدسمه زيتا كريها

يثير لهيبها لتشبّ اعلا

يفحّمه اللهيب بكلّ عنف

وكلّاب الشّواء به تدلّى

وانياب الظروف بها اشتهاء

لتقضم لحم كبدته المقلّى

صغائره الكبائر لو اذيعت

سيملاء من يدوّنها سجلّا

ولو ذكرت محاسنه بصدق

لانصف بالمقالة او تعلّى

ولولا حسن ظنّ فيه يرجو

مراحم من اعزّ ومن اذلّا

لسلّم للشماتة بانكسار

لكي يحضون بالقدح المعلّى

وفي الانسان مثل الشرّ خير

عليه من ترصّده استدلّا

ونقصان الكمال يبين حتما

لمن للفعل محتسبا تملّى

فكم من عابد ورع عرفنا

سريرته تناقض ما تجلّى ؟

وكم ممّن بظاهره اختلال

به في وصفنا غمط مخلّا ؟

وكم اثنى اللسان على ذميم

لانه قد تصدّر في المصلّى ؟

وكم من مطلق قولا جزافا

تجاهله ليستثنى بالّا ؟

وفي التجريب والايام تبدي

لما تعيا به الافكار حلّا

وفي بعض التخرّص غمط قوم

ستلطم وجههم لاء وكلّا

ولحم النّس في الافواه مرّ

وان ظنّوه في عسل محلّى

فقل للناقمين بلا دليل

اما يكفي تربّصكم وهلّا

تلمّستم معايبكم بعدل ؟

وكم ممّن يحاذ ر ثمّ زلّا؟

وانتم والكمال على نقيض

وليس تتبع العثرات عدلا

ومن شيم الجهالة ان تغالي

وافئدة اللئام تمور غلّا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق