الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

وجع السّنين بقلم / توفيق ألفاطمي توفيق /


 وجع السّنين ...


◾▪️▪︎■ ▪︎▪️

أطلق رصاصتك الأخيرة أيّها العامْ

واِبدأْ عن تلك المدينة الرّحيلْ


اِحملْ معك الدّقائق والسّاعات والأيّامْ

خذ معك النّهار و اللّيلْ


-

لقد كنت تعيسًا

لم تقتل إلّا التّعساءْ 

لا تعرف أحزانك إلّا الفقراءْ

لقد كنت بخيلا

أخفيت شمسك في الشّتاءْ

البرد والثّلج لا يعرف الاِستثناءْ

قتل ألف بائعة كبريت

أنت لا تعرف الوفاءْ 

شمسك تكره الأكواخ

وتشرق على قصور الأغنياءْ 

هكذا هو عدلك أيّها العام البخيلْ 


-

أفرغتُ منك الذّاكرهْ

لن أحتفظ لك بذكرى

ذكرياتك فاجرهْ

ضاجعت أيّامك الأحزان العاهرهْ

أنجبت الجراح بعد الجراح

ورسمت على تلك العيون

دموعًا ساهرهْ 

أيّامك و ساعاتك كانت ساخرهْ

تبتسم عندما تمرّ الجراح 

وتبعثر أوارقي عندما أكتب خاطرهْ 

تتركني بين الحروف أبحث عن سبيلْ


-

أرحل لم يتبقَّ إلّا أنا و أنت و    السّرابْ

الصّمت و السّكون اِرتدى المحرابْ 

صاحب المقهى غادرني 

نحو المجهولْ

وهو يحمل الأكوابْ 

و صديقي الذي يرافقني أغلقت عليه المقابر الأبوابْ 

وصاحب المكتبة 

كُفّن في أوراق الكتب

وتوراى جسده تحت التّرابْ 

وحبيبتي رحلت دون عنوان 

و لم تترك لكلّ السّائلين جوابْ

أصبح بيني و بين الجميع

ألف حجابْ 

وأمّي رافقت الجميع فجأة     وغادرتني دون تقبيلْ 


-

اِرحلْ ودعني أخلع ثوبي الأسود

وأرتدي اللّقاء في الموعد 

اِبتعد .. اِبتعد ..

تجرّد من أيّامك السّوداء تجرّدْ

أمطرْ أمطارك الأخيرة 

ولا تدع سمائك بغيوم الحزن تتلبّدْ

أمطرْ و دعني مع الآلام أتنهّدْ 

أيّها العام 

نار حزنك في قلبي  لن تبردْ 

أطلق رصاصتك الأخيرة 

ولا تتردّدْ

ودعني في قبر ساعاتك أرقدْ

قتيل .


كل عام والجميع بخير 

                        

✒   توفيق ألفاطمي توفيق





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق