عنوان النص/ دعوهُ يموتُ قليلًا
وَكَانَ الوسيمُ بدونِ حذاءْ
على عتباتِ الشتاءْ
يداعبُ قيثارةً تشبهُ المومياءْ
وكَانَتْ فتاةٌ تمرُّ ببطيءٍ
بشعرٍ رَخِيٍّ كمَا الكستناء
فتبقى الهنيهةَ
حينَ يُغازل خيطَ الحكاية
حتَّى البكاءْ
تقاطعُ إحساسهُ بِالسؤالْ
فيرنو أليها ببعضِ الدلالْ
فتغضب منهُ
تعيدُ السؤال ببعضِ العبوس
فتلهج أوتارهُ بالغناءْ:
"دعوهُ يموتُ قليلًا؛ ليرتاحَ منهُ
فلولا أغاريد تلكَ الطيور
على وترٍ أخضرٍ في الصباحْ
لمَا كانَ هذا الصباحُ صباحْ"
فتصرخُ في وجهِهِ باحتراقْ
فيشدو بلحنٍ شهيّ المذاقْ
يَعدُّ ابتسامتَهُ في سلامْ
ويرنُو إليها
وتأخذَ أوتارَهُ في الكلامْ
فتصفعهُ فَجْأَةً باليسَارْ
وتبكِيَ بَدَلًا منهُ
بكبريتِ ماءٍ وَنَارْ
كَانَتْ مِنَ القهرِ تَغْتَاظُ هَمًّا
وَلَمْ تدري أنَّ الوسيمَ المشرَّد
كَانَ أصمًّا...!
قلم/ حامد حفيظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق