الأحد، 27 ديسمبر 2020

أنا لا أشبهني بقلم / محمود على الأديب /


 أنا لا أشبهني ...

 وأشبه هذا الجدار...

حين ترتسم عليه عوالمي....

 يحاوطني الليل والصمت وصورة فيها ....

تسألين عن كل شئ...

 تأتين في الخيال...

لا تعرفين ذل الحصار....

 تغازلني القهوة في عزلتي...

فأشبه  رائحة الدقيق والعجين....

تنبث في عيني السنابل....

الحلم في قلبي طفل رضيع....

ثديا أمه عبوتان ناسفتان أو قنبلتان...

شوكتان نازفتان فيهما الورد....

الراقص في مشارف وريدي...

ربما رقصة الموت...

استند على جبل من الأنات...

ومن يستطيع...

 أن يجمع في شباكه البحر؟!

ومن  يستطيع ....

أن يغوص في أعماقه  ولا يبتل؟!

ومن يجتاز هذا السراب...

 ولا يمل؟!

عندما كنت أتهجى لغة النسيم...

وأترجم عن الطيور مشاعر الحب ...

أهدوني شوكا يوخز في عين أحلامي..

كما ليل  حوى قمرا ذبيحا...

كما وتر حوى عودا جريحا...

كما غيم حوى مطرا قلويا..

. فراشة اعلنت فيها ميلاد النور...

ميلاد أخوتنا بميثاق السوزنات ....

 لانها تشبهني....

توقظ في شوكي الورد المسبل....

ثم تحلق إلى الشمس...

 ترتديها عباءة ....

وتدخلني في ظلها ...

تخاف من عوالمي كما فراشة...

تخاف الخريف يبدد ربيعها....

فقد صرت كهفا يسكنه الظلام....

لا أشبهني ولم أحلم يوما بي....

وألقاني مذبوحا

 متناثرا...

فوق أشجار الغابات.... 

أحمل فوق رأسي وجعا....

يأكل في روحي ويأكل في...

كما صوت ضل الطريق...

تبدد كما حمامة جريحة....

 لا شيئا في يحب ....

وملقى كسارية علم ....

فوق مبنى حكومي مهجور....

فمن يحب الوجع؟!

ومن يعشق انات الصراخ في صمت؟!

ربما لو  لم أكن...

 كان العالم ارتاح من لوني الأسود...

ومن شعري الاسود ...

ومن حلمي الذي يتشبث بالنهار..

ألاك  في رحى الأوجاع كلغز بلا حل..

وفي دائرة نصف قطرها عينيك..

نصف قطرها البحر حين يثور...

حينما ترسلين من عينيك...

صفارات الإنذار...

وتطن القنابل في أذني...

كالذباب الأخضر 

حين يحوم في المقابر...

ها انا اعود بلا عود...

يلا وتر بلا اغاني...

لاحضن صورتك  ويغلفني الصمت....

واهدي عينيك قبلة الشمس .....

ثم تستطيلين في دمي..

كالنخيل وأصبح مقسوما نصفين..

ليلا على سرمدي وشمعة تقاوم...

خيطها دمي وشعلتها  عيني ولا حل...

وأراوح  مكاني كسواقي الهم.

محمود علي الأديب

مصر المنيا ملوي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق