السبت، 30 يناير 2021

الزمن الأبكم بقلم / الشاعر مصطفى محمد كبار /


 الزمن  الأبكم


صوتي  أبكم

و قلمي  مكسور 

و حبري  منتهي 

الصلاحية

عبر   كل

الأزمان


و جرحي  العميق

قد  سقى   نزيفه لتلك

الجداول  العطشى

للنسيان


و تناثرت روحي

على دروب الرحيل

بالأرقِ   و

الهذيان


فتاهت

أسراب أحرفي 

بأحزانها  و ضاع  

من  أمامي  درب

الرجوع

و بات  ألم القهر 

بقلبي  رنان


و إحترقت

حقل سنابلِ  قبل 

موسم الحصاد  و 

عقدَ  اللسان


و لم  تعد  الكلمات

تجدي  نفعاً

بلومها

و  لم  يعد ينفع

هذا  البيان


الأرضُ  إغتصبت

و الزيتون  إحترقت  

فذبلت الزهور

و تحطمت

الأغصان


الأرواح ذهقت  و

الشمس  سرقت  و

الطيور هاجرت  برحلة

الأحقاد

بأيدي  الخفافيش 

و الغربان


و النبع

جفت عذوبة  مائهِ

بسواد  النهار

و الليل  بكى  للقمر

الحزين  بألم

الوجدان


و  هوت

الأشجار  بقهرها  ببحر

أحزانها  تبكي

و  لطخ  اللئيمُ

كرم  الزيتون  و 

العنب

و  تمزقت  ثوب

البستان


فغنى  العصفور 

مر   لحنه   للثعالب 

الغازية

ألماً  و  دموع

و  من  كثرة   ألمه

السماء

هزت  غضباً عرش

المكان


ف بقيت  الصراخ

تضوي  صدى  أنينها

للسماء

بشكوتها

فردت   السماء 

عليها   

بعار   الزمان


لا  السماء

رحمتنا  من  غدر

الشياطين

و لا الأنسان  برحمته

رسالة  الدين 

صان


فكانت 

لأيامنا  دوماً

سقوطنا  من

حبالها  المهزومة

مهان


و كانت  لنا 

من  زمن  البشر

التعب  و  الألم  و

بحر  الدمع  الذي

كان


فويلنا  

من  سيوف الغدر

التي  حلت

علينا

و الويل  لهذا  العمر

الذي 

الكل   غدرَ   به   و

خان


فويلنا

و  ويلنا   منكَ

يا  أيها  الذي 

تسمي   نفسكَ

بأنسان


زمننا  أبكم

تغتالني الشوق لأرض

الجنان


لمملكتي  الأزلية  

تشعلني  الحنين  ناراً

و عشقاً  لبلدي

بيومي  المدان


تضجرني

سحوتي  بغربتي

وطول  جرحي  تسقيني

الألم  

ودمي  يفور حزناً

بالغليان


فأسيرُ  تائهاً

في  طريقي 

لا  باب  أقصده 

و لا لرحلتي الصعبة

عنوان


أتوه في ألمي

شريدٌ

أحمل جثتي  بحقيبة

السفر  بدموعي

و لا  أدري  أنا  

بأي  مكانٍ  أو

زمان


أجلس

على  تاريخ  

جرحي

أبكي وجعاً

في  فناء  غربتي

بسكرة  و غدر

العدوان


فأكتب  من  وجعي

مر  الأيام 

بحزن  القصيدة

بإتقان 

بغياب  عدل  الميزان

في  هذا  القرن 

في  هذا  الزمان


الزمن  الأبكم


مصطفى محمد كبار  .......  سوريا

1/1/2021




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق