دمشقُ والقوافي المُترَفة
همى دمعي على قلبي يَدُقُّ
وبينَهُما شراييني دِمَشْقُ
كتبتُ لها القصيدَ على نسيمي
ليطربَ في خريرِ النهرِ حَبْقُ
إذا حَفَّتْ ملائِكةٌ بروحي
تطيرُ بحِبْرهِا السِريِّ وُرْقُ
وصفتُ الكأسَ في وَدَقِ المرايا
فكنتِ الصفوَ في خمري ترِّقُ
يدورُ بها الفراشُ بألفِ وردٍ
ونحلٌ في بنفسجِها أرَقُّ
تألّقَ تاجُها المرموقُ دوماً
وللملِكاتِ مَهرٌ مُسْتَََحَقُّ
أتتْكِ عرائسُ الأنوارِ ثلجاً
من النارِ التي كانت تُشَقُّ
ولم تقبلْ بخُطّابٍ نُضاراً
لأنَّ الياسمينَ بها أحقُّ
أضافَ الأفْقُ نزفاً في فؤادي
وخضَّبَني بخُضرِ الحَوْرِ عِرْقُ
تَورّمَ جفنيَ الراني طويلاً
على نجمٍ بخصْرٍ يستَدِّقُ
أضافَ الرِمشُ مِخلبَهُ لجرحي
ولمّا يلتئمْ بالصبَّ فتْقُ
أغضُ ولمْ يغضَّ القلبُ طرْفاً
فزادَ بخافقِ الولهانِ خرْقُ
وتُلبِسُني أساورَ من سناها
ليلمعَ في قيودِ الآهِ برقُ
غزاني الحُسْنُ مأسوراً وحُرّاً
وعن طيبِ الخواطرِ تَسْترِقُّ
أنا منها قوافٍ مُترفاتٌ
إذا كذَبتْ تعزَّزَ فِيَّ صِدقُ
أنا خلفَ الظما المهدورِ غرْباً
وبعدَ سرابيَ الريانِ شرقُ
هنا وهناكَ دربٌ مُستفيضٌ
وأشواكٌ وأشواقٌ وعشقُ
وجمرٌ لا يبارحُه رمادٌ
وليسَ لهُ من الهيمانِ عِتقُ
مسافةُ بينِنا والشمعُ دمعٌ
مسافةُ بينِنا والليلُ حرْقُ
أُخوَّنُ إنْ أقُلْ للزهرِ معنىً
وللريحانِ في خديكِ خلْقُ
تعبّدْتُ الصوامعَ ساكِناتٍ
وفي شطريَّ دونَ الصمتِ نُطقُ
أُهندِسُ كلَّ حرفٍ في مسارٍ
ومِنقلتي على شفتي تَدِقُّ
تخالفتِ الدوائرُ والزوايا
وما لِمُثلثِ الأضلاعِ فرقُ
وذا التغريدُ مِنقارٌ لشجوٍ
نشأتُ عليهِ في زغبي أُزَقُّ
حملتُ الشطَّ من بحرٍ لبحرٍ
ولي في الشِعرِ صاريةٌ وعُمْقُ
وأفلَتُّ الشراعَ على هَواهُ
وجُلُّ نوارسي في الروحِ زُرْقُ .
محمد علي الشعار
٣١-٣-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق