و "لا زالت تناشدين...
أن أبوح"...
لماذا بشعري ذاك الصوت الخفي الحزين...
لماذا تغفو فوق أغصانه كل تلك الطيور
فتهدل بين الأوراق الحمائم
وترد عليها الحساسين...
أترى ذاك الصدى بين السطور
عزف حب...
أم نزف كنين...
أم هو حشرجة روح...
**
و "لا زالت تناشدين...
أن أبوح"
لماذا في قصائدي كل الحروف تنوح...
كيف أفسر ذاك...
وتلك القوافي بين يديك
تبكي منك...
وتبكي عليك...
وتتوجع معي...
يا أنثى الفل والياسمين...
أولا تعلمين...
أولا تعلمين...
أنك أنت كل تلك الجروح...
وأجلس بين يديك طيفا...
ألبس الشعر معطفا...
وأبكي...
حتى أفرغ من خاطري كل الدموع...
ويظل طيفي واقفا أمام شاشتك
عسى ذات مرة
وجهك يلوح...
**
و "لا زالت تناشدين...
أن أبوح"...
من أين آتي بشذى قصائدي
وبأي عطر شعري يفوح...
أولا تدرين يا أنثى الورد والرياحين...
أن ريح شعري كلها من صدق الروح...
ويبعثرني صمتك
ويهد أعصابي...
لو تعلمين...
أن شعري أصبح حقولا وبساتين
زرعها عشقا
وجنيها قروح...
"فيا أسفي"...
يا صديقة شعري
أنك لازلت بعيدة عن مملكتي...
أنك لم تسرحي برمشك في سماء الإبداع...
ولم تمشي حافية بين السطور
ولم تجربي جوع الجياع...
ولم تتيممي يوما بقافية
فكيف على شعري ستقوين...
"فيا أسفي"...
يا صديقة شعري
أنك "لم تتعبدي يوما مع قصيدة...
ولم تمشي معي فوق هضابها
ولا بين السفوح...
كيف الشعر معي ستركبين
وفوق السحاب معي ستحلقين...
وكيف ستقوين
معي على "طوفان نوح"...
"فماذا عساي أن أبوح"...
ألا يكفيك أن مدادي صار دمي المسفوح...
**
بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي
**
30 أكتوبر 2021
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق