الجمعة، 26 نوفمبر 2021

قولي لهم بقلم الشاعر ~ محمد جميل الطرابلسي ~


 "قولي لهم"... 

**

"قولي لهم"... 

 لقد مر العمر... 

وأنا لازلت مبحرا في لجة أشعاري...

وما تعب قلمي من هدير الموج...

ومن ملح البحار...

 وما مل من حقائب الأسفار...

**

"قولي لهم"... 

 لقد مر العمر... 

وأنا مثل النوارس ...

السحاب سقفي...

وأشرعة المراكب داري...

لقد أفنيت الوقت أغني...

للغابات وللأزهار...

كالشمس أنضج الفاكهة تحت نوري

وأنواري...

وكالشمس أظل صائما... 

لا آكل من ثماري...

إنني لا ألوم أزمنتي

ولا أشتكي أقداري...

لأنني منذ البدء...

كنت أكتب لامرأة ستأتي يوما

وستكون بحجم حلمي

وبحجم انتظاري...

**

قولي لهم...

إنني أفنيت عمرا مبحرا...

أبحث عن جنية أشعاري...

 تكون جميلة ورائعة مثل القمر الساري...

لما تلثم قافيتي...

تأخذها قشعريرة من لسع ناري...

**

قولي لهم...

إنك مصادفة تعرفت على قصائدي...

وأنني مصادفة...

أسميتك "شهرزاد"...

وأنك مصادفة من عاشقات "شهريار"...

ولأنك تحبين المغامرة...

نبشت في أشعاري...

فوجدت... قلبي منثورا...


ودمي جاري...

ووجدت رفقتي الآهات...

و"الأوجاع سماري"...

قولي لهم...

حينها

هزك إعصاري...

والتجأت إلى قبو قصائدي...

ووهبتني "كنوزك"...

لأشبع جوعي الضاري...

أيا "شهرزاد"...

إن لاموك...

وقالوا عني ...

إنني من سلالة شهريار...

وأني سأجعل منك راحلة قافيتي

ومشربي ونبعي...

وأنهاري...

"قولي لهم"... 

إنني أحببتك

بدون أن أخطط لغزو مملكتك

أو أن أتسلل من بين الحراس

أو أن ألقي النظر إلى خدرك 

من خلال الأسوار...

 "قولي لهم"...

أنني شاعر...

وكانت كلماتي وراء الزلزال الذي هزك

وخلف اشتعال النار...

كان شعري خلف ثورة أنوثتك

وتمردها عليك في إصرار...

"قولي لهم"...

أنني كنت شاعرا....

وأن كلماتي كلما لامستها

أحدثت فيك أكثر من انفجار...

 إن لاموك على حبك 

"قولي لهم"...

أنني شاعر ولست تاجرا من التجار...

أقلامي رفقتي

ودفاتري بحاري...

وأنت أغنيتي

وأوتاري...

قولي لهم

لو عنده فوق العمر عمرا

لجعله فدى عينيا وقيثاري...

**

بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي

**

25 نوفمبر 2021

**




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق