* * * بعدك معي * * *
لا أرى غير وجهي
رفيقا لغربتي
و ما كنت الا صدى
مرتدا لكلماتي
و هذه الخطى
مسافات تقاربت
نحو صوت يدي
و تلك الرؤى همسات
تناثرت
نحو بعثرة دمي
و ما كان لي في الأمس
أفق لصبر يطيب
سيصبح غدا
غدا تجاعيد لوجه غريب
و ما كانت تعكسه منّي المرايا
سيحفر في وجهي وجهك
و سيستثني وجهي شظايا
و كان طيفك
يلازمني
يحملني
يمحوني
يضجّ بي
يدثّرني
و يفتك من حنجرتي لغتي
و يكاتمني صمتي
و كان يقول :
<~ أحب المطر ~>
لأنه فعل جرح في ثنايا الرياح
و كنت أقول :
<~ أحب الدموع ~>
لأنه فعل رمح في القصف المباح
و ما بين مطر ينهمر
و جرح ينتشر
ترنّح على ساعد الليل الصباح
و كان طيفك
همجيتي
حريتي
وسادتي
تحت قدماي الحافيتين
رمالي المتحركة
و تحت معطفي المقفل
نبضتي المتصبّرة
و يد تكتبني
و أخرى تنتظرني
على ضفة ذاك الصهيل
و كان النهر
على الخد يمشي
و يزرعني رفسا في المستحيل
آه . . . و . . آه . . .
تكتبها التناهيد فجرا
و آه بليل
و آه تطول
و كم من آه
يكتمها الصدر
و يرفعها الضباب غيمة
لتنزف شرفة الروح
على شاكلة مطر
لست معي
إنما أنت بي
اسم و مسمّى
و غيث ترافق مع القمر
لست معي
إنما أنت كلّي
و كلّي رماح
و جمّار عشق
ينتظر القدر
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق