--------------- نابل الحب ----------------
يا نابُلَ الحُبِِّ و التاريخُ دَوَّنَهَا
شاخ الزَّمانُ و ما شاخَتْ ليَاليهَا
أيَّامُها السِّحرُ كالأَحلامِ أعْذَبَهَا
مِثْلَ الرُّؤى في سُباتِ اللَّيلِ نَقْضِيهَا
مِنْ عِبقها الزَّهرُ بالأسْحارِ عَطَّرَهَا
و الياسمينُ الذي قد فاح يُزْكيهَا
و الفُلُّ قد مال بالأغصان جَمَّلَهَا
شُطآنها تُبْهِرُ السُيَّاح تأتِيها
من كلّ صَوْبٍ أتتْ و الحُلمُ راودهَا
و البدر باللَّيل فوق الماء راعِيها
قدْ شَكَّلَ الرَّملُ و الفيروزُ صُورَتَها
و اللَّحنُ مِن همْسِ مَوْجِ البحر يُشْجِيها
يا جنَّة الأرضِ كم بالحُسنِ تَسْحَرُنِي
كم مِن نعيمٍ بحمدِ اللهِ حَابِيها
مِنْ بُرتُقالٍ و ليْمونٍ بِضَيْعَتِهَا
ألوانُه الشَّفقُ الخلَّابُ راوِيها
حَصِيرُها مِن سِمار الغَابِ تنْسُجُهُ
كمْ صَنْعَةً أَتقَنَتْ أيْدِي أَهاليها
فَخَّارُها تَرتَقي للفنًِ صَنْعَتُهُ
مِن أجْملِ الرَّسْمِ قدْ زَانتْ خَوَابِيها
تَطْريزُها لوْحةٌ بالخيْطِ تَرْسُمُهَا
في حَضْرَةِ الحُسْنِ بالألوانِ تَحْكِيها
و الخيْرُ مِن أرْضِها جَادَتْهُ تُرْبتُها
بالجُهْدِ و الصَّبْر ما كَلَّتْ أيادِيها
أُكْلاتُها مِن لذيذِ الطَّبخِ تُحْضِرُها
تحْكي بَهَارَاتُها السِّرَّ الذي فِيها
بُنيانُها تَخطِفُ الأَنظارَ رَوعتهُ
اذ تَحْسَبُ الجِنَّ أَوْ هامَان بانِيها
بالأَهْلِ والجُودِ ربُّ الكونِ أَكرَمَها
يا صاحِبَ الفضْلِ فلْتَحْفظ أَهَاليهَا
يا موطِنًا لَسْتُ أَرْضَى غَيرَهُ بَدَلا
مَا طَال عيشٌ حياتي فيهِ أَقْضِيها
أَهْديْتُها بعْضَ أَشْعَارِي لأَمْدحَهَا
بالشعِّرِ و اللَّحْنِ قَدْ رَاقَتْ لَيَالِيهَا
-------------- بقلمي -------------
-------------- الشاعر ------------
--- الحبيب المبروك الزيطاري --
- من نَابِلْ/ الجمهورية التونسية -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق