تقتلني الدنيا ...
**
تقتلني الدنيا كل يوم ألف مرة
ويرميني الناس معها بألف حجر...
وفي كل مرة أنسى موتي...
ولون جرحي...
واستمر...
ولأنني أشبه الطيبين...
لا أذكرهم...
أغمس ريشتي في دمي
وأكتب...
حتى لا أنكسر...
لو تعلمين...
أن الليل ظل رفيقي في وحدتي...
وأنيس قلمي في السمر...
يراقب قلبي المنزوي في الركن القصي...
وهو مع كل قافية يحتضر...
الوحدة تقتلني في الليل ألف مرة
لولا أن طيفك لما يزورني...
يجعلني لا أنكسر...
يرمم عظمي...
ويكفكف دمي...
ويجلس مع شعري للسمر...
ويحدثني عنك...
فيقول...
أنك صرت أجمل من القمر...
وأن غصنك بات أبهى...
صار محملا بالفاكهة وبالثمر...
وكم مرة جمعت شجاعتي
لأسأل طيفك عن ثمارك
لكنني مثل كل الجبناء...
أنمق الكلام...
وأتلعثم...
حينما أسأل عن عنفوان نهدك...
هل تراه كما كتبت عنه
واقفا مثل فارس التتر...
وأرتبك...
كلما حاولت أن أستفسر طيفك
عن خصرك
هل تراه كما رسمته خاويا
مثل الكمان...
يفضل الشد على الوتر
لكنني أتوقف عن السؤال كل مرة...
خوفا ...
أن لا تفهميني...
وتقولين عني
أنني من صعاليك الغجر...
لذلك أفضل الصمت
والموت ألفي مرة
وأواصل الحديث إلى الأوراق...
حتى لا أنكسر...
وأكتب عنك...
وأقرأ شعري للطيور
وللشجر...
وإن أردت أن أشتكي شهوتي ...
أخفي أؤجل دموعي لمواسم المطر...
وفي كل مرة أحاول أن أنسى موتي...
ورغبتي فيك...
وانتظر...
**
بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي...
**
29 جانفي 2022
**
قصيدة مستوحاة من رواية وارنست همنغواي (وداعا للسلاح)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق