الجمعة، 29 أبريل 2022

أزمنة الوصول والكهف القديم / بقلم الشاعر * قدري المصلح *


 الليل الطويل

 ولا شيء

 إلا الصبر على خفافيش

 تَقْطَع رفرفاها الصمت

 وكنت أنتظر صوت القطار

 فإذا بالدنيا

 مالت لوجه النهار

 وبقي الليل للخفافيش

 وبقي النهار

 ملل الدنيا

 بلا شيء

 في أزمة تقاتل وجوه الوصول...

 عيني

 وما نظرت إليه

 ليس إلا حلم

 مسحته الذاكرة

 أمام نافذة كوخ قهوة

 ومر المارون

 وبقيت انتظر صوت القطار

 من باب المحطة

 وانتهى موعد التذكرة

 بالله عليكِ

 يا حبيبتي المشردة

 أن تأخذيني معك

 كي أنام في الكهف القديم

 لعل السنين تمر

 ويعود المارون

 ونُبعث من جدي

 ويبعث معنا أزمنة

 الوصول...

 حملت الجرح

 وعجزت بالكلمة عن نسج خيط للفرح

 وبكيت

 ميتا حتى الجرح

 نحن يا صغيرتي المشردة كلما سرنا

 في الطرق ومررنا من أمام نوافذ أكواخ مقاهي المحطة

 تتساقط منا الأشياء

 كلما مر مار

 وألتقط شيء من أشياءنا

 رماه من يده بعيدا

 فإذا فيه جرح

 لا تحدثي الليل الطويل

 بالله عليكِ

 وخذيني معك إلى الكهف القديم

 كي ننام بصمت

 كي تمر السنين

 وتعود أزمنة الوصول...

 كأن عندنا يا صغيرة محطة

 فيها المقاهي

 ورائحة الخبز

 والليل لا يقاتل صوت القطار

 ولا أزمنة الوصول

 فكيف قطع صمت الليل

 رفرفاها أجنحتها الخفافيش

 وما حملنا من تذكرة

 إلا بموعدها

 فكيف جاء يوم علينا

 هجرنا محطتنا

 إلى الكهف القديم

 ومرت هذه السنين

 ولم نبعث من جديد إلى أزمنة

 الوصول

 كيف عاد المارون

 يشكون من أسعار التذاكر

 طافوا الدنيا

 ولا زمن يُحملُ بحقائبهم

 إلى الوصول

 إلا الغبار على حقائب الرحيل

 ترى هل كانت رحمة الله

 مر ما مر

 من السنين

 راحة يا حبيبتي المشردة

 من الركض

 خلف أزمنة الوصول

 يكفينا في كهفنا القديم

 تسكن معنا رائحة الخبز

 ورائحة 

قهوة نوافذ مقاهي

 المحطة

 في أزمنة مرت

 مر بها المارون

 وعادوا بالحقائب بلا زمن

 من أزمنة الوصول

 الديوان: لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.

 القصيدة: أزمنة الوصول والكهف القديم.

 للشاعر:

 قدري المصلح.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق