{ يَا طَائِرٌ الْعَنْقَاء همسكَ شاقني أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح .
وَإِذَا رَأَيْتُمْ الْحُرُوف تظئ بِالْقَوَافِي
فَاعْلَمُوا أَنَّ الْكَاتِب فِلَسْطِينِي
ولحاظك جميلتي أَشَدّ امضاءا مَنْ وَقَعَ الْأَسَلِّ
فالقوس قوسك وَالسِّهَام سهامك
وَمَا السَّيْف وَمَا عَدَوِيٌّ وَمَا سِهَام الْكَيْد
كُلٍّ دُونَ لِحَاظ عَيْنَيْك قاتلتي
لايغرنك الْمَحْيَا
الْعَقْلَ عِلْمٌ جَم لاتبلغ شطئانه
إنْ كَانَتْ اللِّحَاظ تُصِيب جِرَاحًا فحرفي قَاتَل
فَمَا لحروفك رماحا بِلَا أَسِنَّة أَلَم يخبروك
أَن حَرْفَي يُصِيب مِنْك مقتلا فَمَا بَالُ عَيْنًا
مِن مِنْبَر الْحُرّ
نَكْتُب فتحط أَسْرَابٌ السنونو علی أَكْتَافَنَا
نَكْتُب فتخضر الحُقُولِ فِي السهوب
إذَا كَانَتْ بَصْمَة أُصْبُعِي تَثْبُت هويتي الشَّخْصِيَّة
فبصمة لِسَانِي وقلمي تَثْبُت حَصَاد تربیتي .
{ يَا طَائِرٌ الْعَنْقَاء همسكَ شاقني
لَا تعجبنَّ مِنْ الْحَنِين إذَا بَدَا
لَا زَالَ شجوكَ فِي المسامعِ صادحاً
يَكْسُو حَنَايَا البائِسين شاعر جدا
وحـروفكَ البيضــاء مِثْل ربابةٍ
حَـملتْ أَفانِين الربيعِ زمــرّدا
فحنينُ إنْشَاد النوارسِ وَالْقَطَا
شاقَ الفـؤادُ وشقَّ صدراً جلمدا
تتمايس الْأَغْصَان أنعشَهَا الشّذا
بَيْن النَّدَى ومباسمِ النَّوار
وَلَهَا النُّجُوم منادمات فانبرت عودي لقلبٍ في هواكِ يحتمي
وعلى غرامكِ كُلُّ كُلي يرتمي
طال الغياب فحرريهِ بلحظةٍ
ينشقُّ منها ضوءُ فجر تَبَسُمِي
فتقولُ: إني يا عذابيَّ خفقةٌ
تعبت تنادي في ليالٍ طلسمِ
فاذهب ودع لي ذكريات علَّها
بعد الغيابِ تستجيرُ بأعظمي
وتحثُّ قلبيَّ للقاءِ وقد سرت
أشواقُ روحي تستغيثُ تقدمي
واجعل لوصليَ إن أتاكَ دلالةً
واجبر بحبٍ كسرَ قلبٍ مُغرمِ
يلوي السحابَ لإنتشاءِ الإنجمِ
ويُذِيقُني شهداً بديلَ العلقمِ
وامحِ التأسيَ والتعاسةَ فرحةً
فلترتديها حين تأتي أنسُمي
هاذي عطوري كلها مهدورةً
تخشى اللقاءَ بأن يزيدَ تحطمي
قلتُ: المحبةَ صوتُ دفقٍ هادرٍ
أصغِ إليها دون خشيةِ أنغُمي
يا زهرةً سلمتُ أمريَ طائعاً
لعبيرها الآخاذ يسري في دمي
نسماتُ حبكِ بلسمٌ لمتاعبي
وشذى عطوركِ في الجدائلِ مُلهمي
بسماتُ ثغركِ إن رنت لي أشرقت
شمسُ الصباحِ وسط ليلٍ مُعتمِ
ورخيمُ صوتكِ إن تهادى هلَّلتْ
كل الشغاف فيحتسيهِ تلعثُمي
ثوري بصمتي واصرخي بتعنفٍ
بعضُ المشاعرِ حلوةٌ لو تهجمي
حين أخذنا الحبُّ في عليائهِ
كانت شفاهُ الهمسِ أجمل مرهمِ
ورأيتكِ عند التهاميَ حسرةً
طوقَ النجاة، للمشاعر تفهمي
أنتِ الطفولة والشباب وأنتِ لي
فردوسَ عمري واستعار جهنمي
لو خيروني بين حبكِ تائهاً
أو مُلكَ سبأٍ في الأصابعِ خاتمي
ما اخترتُ غيركِ يالحبيبةُ قلتها
كل الكنوز تحت رجلكِ ترتمي
سُفنُ القَريضِِ تقاطَرت ببحارِي
ضَحِكْت شَغاف القلبِ ناغمها
النَفْحٌ الخَزَّام بِهَا نسيمُ دِيارِي
بِحُرُوف زعترها المطيّب طرّزت
أَلْق الْقَصَائِد مِن سِنًّا الثُّوار
عَرَفُوا الْحَيَاة مبادئاً ومكارما
بضيا الشُّرُوق وَهَيْبَة الْأَسْحَار
متمثّلينَ سِنًّا الْفِدَاء بِه بَدَأ
عِيسَى وَأَحْمَد هَالَة الْأَقْمَار
نَثَرُوا الضاء بِنُورِهِم وعبيرهم
تَبِعْت لَهُم أممٌ بطهــر إزَار
فَإِذَا التّلوّن صَبَغَه لمعالمٍ
شَمْس الْحَقِيقَة طرَّزت أشعاري
بشراعِ أشواق الْفِرَاش لعشقهِ
مخَرَت بِحَار سَحَائِب الْأَزْهَار
بعرائس الأحلامِ بَيْن شواطئٍ
بقرنفلِ الأطيابِ والجلنــارِ
أردان زَهْرٌ اللَّوْز تَحْفَظ نَفْحُه
بَيْن البنفسجِ فَاح بالأعطار
شاعر يَا ابْنَ فلسطين وحرفها
بلبل مُغــرّدا
لَا حَالَ حولُ مشاعرٍ لكَ أَزهَرَتْ
ونَمَتْ عَلَى شجنِ المُحِبِّ تودُّدا
مِن فيضِ نهجٍ لَا نُضُوبُ لنبعهِ
خميلهُ ومناقبُ الْأَحْرَار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق