الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

عندما ،، بقلم الشاعر عبد الكريم الأقرع


 عندما......... 

عندما يغيب من داخل الإنسان...... الإنسان

ويتوه في أرجاء الليل

تاركا ورائه أجزائه المتعبة رهينة بيد الجدران

وعندما يزدحم القلب بالجروح

و صرخات النبض تملأ المكان

وعندما...... وعندما

في كل يوم يأتي الظلام على هيئة جندي نازي

ليمزق ثياب الشموع

ليغتصب بوحشية ضوء الشموع

ويجلد إحساس الشمعدان

وعندما تكون الذاكرة في أعلى حالات الجاهزية

لتبدأ بالتمرد  وتعلن العصيان

وتحتل كل المساحات وتقتل النسيان

وعندما... وعندما... 

يثور القلب  وينفجر البركان

وتأكل النيران... النيران

و لايبقى إلا الرماد وسماء سوداء وسحب دخان

وخيم الصمت وتراكمت الكلمات

وكان الكلام بدون كلام

كان حديثي مع نفسي بلغة التأمل والتفكر

والتذكر وبعض الهذيان 

في كل يوم أجلس مع عينبك

أقرأ قصص مكتوبة في عينيك

فأحاول ان اتعلم من تلك النرجستان

فنون الحب و الكتابة والكآبة 

وأواصل السير في دروب الإدمان

خذيني إليك خذيني... بين يديك

عذبيني واقتليني ثم اعديني للحياة

وأوقفي الزمان.... 

على ضفاف الليل في عينيك

رسى قمر الزمان

على وجه القمر الساكن في عينيك

إبتسامات رسمتها الثريا وبريق ولمعان

وخيول بيضاء وصهيل ومروج اقحوان

على ضفاف تلك القامة الهيفاء

نبت الصفصاف ورنا ظبي الفجر

و تنفس الصبح وغلب النعاس أوراق  البان

على شطأنك ترنم الموج بأجمل الألحان

وحمل حطام فارس يبحث عن مثواه الأخير

في رمال  الشطأن

على ضفاف الليل في عينيك

دار صراع بين قبطان وقرصان

على قلب الأميرة شاهزنان

على بلاط قصرك سيدتي

إستشهد فارس قد وهب حياته

لأجل الأميرة والصولجان

في بحور الشعر في عينيك

سافرت أشرعتي

بين الموج الأخضر. و اللؤلؤ 

تعثرت موهبتي

تاهت الكلمات و اختلطت الأوزان

أعتذر لعينيك بل وأعترف 

وسأكسر حاجز الكتمان

كاذب أنا... عندما أقول سأنسى

عيون إمرأة لا تنسى

في شعرها نضج موسم السنابل

و أورق الزمان

ثيابها كالياسمين أنيقة

و عطرها يفوح من داخله عبق أنثى

قد أصبح الورد و أمسى

في وجنتيها سكران 

جميل لون الكلام على شفتيها

و كل حرف و أصغر همسة

قاسية أنت و البعد أقسى

ليتك جئتي

آهٍ منك...

يذكرك قلبي

أجلس لساعت مع طيفك أنت

وأعيش حالات رائعة منسجماً بعذابي

حين قلمي  يكتب عنك

لن أتوب عن عشق كل ما فيك

وإن أنت تبتي

سيدتي... سأبقى أكتب عنك

وأقرأ في عينيك

جنون قيس وجرأة نزار ومعاناة جبران


عبد الكريم الاقرع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق