د.عزالدّين أبو ميزر
ضَعِ الأشيَاءَ بِمَوضِعِهَا ...
يُحكَى أَنّ حِمَارًا بِيعَ
لِرَجُلٍ فِي السّوقِ رَآهُ
مَفتُولَ العَضَلِ وَمُمتَلِئًا
وَالعَينُ تُسَرُّ لِمَرآهُ
يَحمِلُ لِلنّاسِ حَوَائجَهُمْ
لَا يَشكُو التّعَبَ وَبَلْوَاهُ
رَجَعَا لِلبَيتِ فَأصعَدَهُ
لِلسّطحِ وَأحسَنَ مَرقَاهُ
وَأرَاهُ السّهلَ لِيَعرِفَهُ
وَالحَزْنَ لِكَيْ يَتَوَقَاهُ
مِنْ أعلَى السّطحِ فَرَاقَ لَهُ
وَاهتَزَّ بِفَرَحٍ أبْداهُ
فَابتَسَمَ الرّجُلُ وَقَالَ حِمَارِي
عَرَفَ المَقصِدَ وَوَعَاهُ
وَالفرَحُ دَلِيلُ نَبَاهَتِهِ
فِي فَهْمِ الدّرسِ وَمَغزَاهُ
وَأرَادَ لٍيُنزِلَهُ فَأبَى
بِحِرَانٍ قَد بَلَغَ مَدَاهُ
وَبٍسَقفِ البَيتِ حَوَافِرَهُ
قَد غَرَزَ فَزُلْزِلَ رُكْنَاهُ
وَإذَا بِالسّقفِ بِهِ يَهْوَي
لِلأرضِ وَصَوتٌ يَنعَاهُ
وَيَقُولُ وَألَمٌ يَملَؤُهُ
وَيَبُثّ بِحُزنٍ شَكْوَاهُ
هُوَ خَطَئِي لَا خَطَأُ حِمَارِي
وَأخَذتُ جَزَائِي جَرّاهُ
فَحِمَارِي خُلِقَ لِيَبقَى تَحتَ
وَإنِي أنَا مَنْ عَلّاهُ
فَضَعِ الأشيَاءَ بِمَوضِعِهَا
وَسَتَبلُغُ مَا تَتَمَنّاهُ
د.عزالدّين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق