د. عزالدّين أبوميزر- القدس
لَيْلَى وَالذّئْب ...
قَد قَالُوا الصّدفَة أحيَانًا
هِيَ خَيرٌ مِن أجمَلِ مِيعَادْ
فَبِأمْسِ الأوّل قَد لَاقَانِي
ذِئبٌ كَانَ يَمُرّ بِوَادْ
قَد كَبِرَ وَشَاخَ وَأكَلَ الدّهرُ
عَلَيهِ وَشَرِبَ وَقَدَحَ زِنَادْ
فَذَكَرتُ لَهُ قِصّةَ لَيْلَى
وَالذّئْبِ وَمَا فَعَلَ الصّيّادْ
فَأجَابَ أصَدّقتُمْ قَولًا
قَد رُوِيَ لَكُم وَبِلَا إسْنَادْ
وَالرّاوِي كَذَبَ وَقَتَلَ الذّئبَ
لِيَبقَى النّصّ بِلَا شُهّادْ
فَأنَا الذّئبُ وَلَم أُقتَلْ
وَاسمَع لِلقَولِ بِكُلّ حِيادْ
واحكُمْ بِالعَدلِ وَلَا تَشْطَطَّ
فَزَادُ الحِكمَةِ أطيَبُ زَادْ
حَجْمُ الجَدّةِ ضِعفَا حَجمِي
بَل هُوَ عَن ذَلِكَ قَد زَادْ
وَدِمَاهَا أيْنَ فَهَلْ نَحيَا
مِن غَيرِ دِمَاءٍ فِي الأجسَادْ
مَا أغبَى لَيْلَى وَهِيَ تَسَاءَلُ
عَن عَينَيّ بِشَكلٍ جَادْ
وَأنَا مَن نَجّى لَيلَاكُم
مِن مَاءٍ أغرَقَهَا أوْ كَادْ
إذ سَقَطَت فِيهِ وَسَلّتهَا
وَالكَعكُ تَنَاثَرَ فيهِ وَمَادْ
وَأنَا لَولَايَ لَأغرَقَهَا
جَرَيَانُ المَاءِ وَلَاتَ مَعَادْ
فَشَدَدتُ الثّوبَ بِأسنَانِي
وَبِرِفقٍ لَا يُؤذِي وَودَادْ
وَرَجَعتُ لِأحضُنَ أولَادِي
إذْ لَيسَ لَهُم إلّايَ عِمَادْ
وَاختَرَعَت لَيْلَى قِصّتَهَا
وَبِحِبرِ الكَذِبِ وَزَيْْفِ مدادْ
لَا عَجَبَ فَقَبلُ ألَمْ يَخدَعْ
إبلِيسُ أبَاكُم وَلَهُ انقَادْ
وَمِنَ الجَنّةِ قَد أخرَجَهُ
وَعَلَى الكَذِبِ الكُثْرُ اعتَادْ
د.عزالدّين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق