الثلاثاء، 6 يونيو 2023

إباء وعنفوان ؛؛؛ بقلم الشاعر حسن منصور


 إبـاء وعـنفــوان


=============----------------- الشاعر حسن منصور


******************


لا الـمــالُ مـــالٌ وَلا الأوْلادُ أولادُ || لا عـــاشَ مَـنْ ظَـنَّـني لِـلـذّلِّ أنْقـــادُ


وأيُّ مـالٍ لـه في القـــلبِ مَنـزِلَةٌ  ||  وَأيُّ طـعْــــمٍ لـه والـقـلــبُ وَقّـــــادُ


لا عاشَ من يبْتَغي ذُلّي وَمَنْقَصَتي  ||  لا كـانَ لـي وَلَــدٌ أوْ كـانَ أحْـفـــــادُ


عِشتُ السّنينَ وما كانتْ تُخَــوِّفُني  ||  أهْـــوالُـهــا وأنـا بالـعَـــــزْمِ شَـــدّاد


جابَهْتُها صامداً في الهَوْلِ مُبْتَسِماً  ||  وكانَ فـي الغَــيْـبِ إِسْــنادٌ وَإِمْـــداد


أمَـدَّني اللهُ بالصّــبرِ الجـمـيـلِ فـــلا ||  تَقْـــوى عَــلَيَّ شـياطــينٌ وَأوْغــادُ


ما كانَ لي أحَدٌ في الضّنْكِ يَنْصُرُني || فما هَــواني وَعِــنْدي الآنَ أعْــداد؟!


قدْ يسَّـرَ اللهُ لي صــافـي مَـوَدَّتِهِـــمْ  ||  وَكُلُـهُــمْ لـلهُــدى والـحَـــقِّ أجْــناد


بِهـمْ أَعِـزُّ ومَـنْ يَبْغي مُـصاوَلَـــتي  ||  أذلَّــــــــهُ الـلــهُ لا جــــــــاهٌ ولا آدُ


وَهـامَتي ما انْحَـنَــتْ إلا لِخـالِـقِـهـا  ||  إنّـي لِــرَبّــي لَــقَــــوّامٌ وَسَـــجّــــادُ


وأحْمِــلُ الخـيْرَ في قـلبي أَسـيرُ بِه  ||  ولـيسَ في الـقـلبِ أضْغانٌ وأحْـقــاد


أُغْضي عَنِ الجاهلِ العَيّارِ تَكْرِمَــةً  ||  أَعِـــزُّ نفْـسِيَ عَـمّـــا فـــيه إِفْــســاد


تَغـافُـلي لـيسَ ضَعْـفـاً أو مُـداهَـــنَةً  ||   بـلْ إنَّــه أنَـفٌ في الـنّـفْـسِ مُعْـــتاد


ورُبَّـمــا غَــرَّهُ حِـلْــمي وَشجَّــعَــهُ  ||  عــلى التَّمادي فَصارَ الحُـمْــقُ يَزْداد


وَما دَرى أنّـهُ الْعـاري وَعَــوْرَتُــهُ  ||  مَـفْـضـوحَـةٌ لِلْمَــلا وَالـنّاسُ شُـهّــــاد


************


يا أيُّهـا المُـدَّعي جـــاهـــاً وَمَـنْـزِلَـةً || مُسْـتَكْـبِـرٌ  مـا لَـــهُ في الأرْضِ أنْــداد


تَزْهـو بِنَـفْسِكَ كَلـبـاً فَــوْقَ مــزْبَــلَةٍ || تَـصـيحُ  فـي عَـتْــمَـةٍ وَالـــنّاسُ رُقّـــاد


وَلَسْتَ تَمْـلِكُ إلا الصَّـوْتَ تُـرْسِـلُــهُ || إنَّ النُّــبـــاحَ لــــدَيْـكَ الْـمـــاءُ وَالـــزّاد


أَقْصِرْ فَما أنتَ إلّا الطّبْلُ ذا صَخَبٍ || وَالـجَــــوْفُ مِـنْـكَ هَـــواءٌ فــيـه تَـرْداد


إنَّ الرّجـالَ لهُــمْ أحْــلامُـهُـمْ ولهُــمْ || صَــبْرُ الْجِـمالِ فَـمـا حـادوا وَلا مـادوا


وَأَنْـتَ أهْــــوَجُ لا حِــلْــــمٌ ولا أدَبٌ || وَلـيـسَ يَهْــديــكَ تَــوْجــيـهٌ  وَإِرْشــــاد


ألا تَرى حَوْلَكَ الأصْحابَ قدْ هَجَروا|| وَكُــلُّـهُــــمْ عـــاتِـبٌ وَالــكُــلُّ نَـقّــــــاد


وكيــفَ تَـطـمَــعُ في وُدٍّ وَتَـكْــرِمَـةٍ  || وَأنتَ تـمْـنَـعُـهـا والصَّحْـبُ قـدْ جـادوا


فـكيفَ تَحْـيـا إِذا مـا عِـشْتَ مُنْـتَـبَـذاً || وَمــا الـحَــياةُ وَفـيـكَ الـنّاسُ زُهّــــاد؟!


وَكُلُّ نَـفْـسٍ لَـهــا  جَــوٌّ يُـلائِـمُـهــا ||  تَحْــيـا بــه، هُــوَ مـا تَـهْــوى وَتَـرْتــاد


فعِـشْ كَما شِـئْـتَ لكنْ ظَلَّ مُـبـتعـداً ||  كَيْ لا يَـجــيـئَـكَ بِـالإِكْـــراهِ إِبْـعــــــادُ                           ****************************************************************


الشاعر حسن منصور


من المجموعة الرابعة عشرة، ديوان (القوافل)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق