قال لي :_
______________________________
هذا العالم كرة من جنون...
ونكرة ومنون..
وطريق هلاك..
فلا تصبح به مسجون...
افتح به عيون..
و باباً وشبّاك..
ثم طر منه مثل حسون..
صوته صوت غناك..
فالكرة طبعها الحركة، وليس السكون..
فابعد عن رأسك فكرة أنك به مسكون..
وأنك به عاشق و مفتون...
وأنك نصف إله وقديس وملاك..
لا تنحني، تبقى هني..
إن ركب الكل على ظهرك ،تصبح مهين..
ارفع راسك، فالنير ينتظرك، إذا أحنيت الجبين..
لا تنظر يسارا ولا يمين.
اقسم باليمين..
أن تدع قدماك تسبق خطاك..
اهرب من نفسك،إنها يا مسكين...
هي من تنصب لك شراك..
لا تؤمن لظلك،فهو غدار و معه سكين..
سيطعنك بظهرك، أو يدلك على طريق الهلاك...
مصيبتك انك كنت فوق سجادة، تحتها كمين..
سحبوا السجادة من تحتك،كان اسمها فلسطين..
فبقيت معلقا بين السماء والارض مثل طير نورس حزين..
ألا تسمع الصدى في المدى يناديك يا ابن الجبارين..
لا تؤمن باللين..
فإن كنت مضطرًا أن تهادنهم، فليكن إلى حين..
وانشد.. دوما للحنين..
فأنت ماركة مسجلة لكلمة أنين.
لقد ضج بك القاع، اصعد بالقلب، القمة هناك..
فأنت تعشق زهرة الحنون..
والمسخن بالطابون..
ومناقيش الزعتر، وخبز الشراك..
ونشيد هل أراك، في علاك..
وطول عمرك تحمل بيد حمامة، وبالأخرى غصن زيتون..
ومع هذا.. يقولون عنك.. عربي ارهابي، مفتري أفاك..
إن إرادة الله وحكمة التكوين..
أن يكون هذا الوطن منبع التلوين..
خذ من وطنك حفنة من ماء وطين..
ومعها نفح النسرين..
وفوح الياسمين..
وهاجر الى نجم سماك..
ليس( على هذه الارض ما يستحق الحياة) . بل ما يستحق بكاك..
ما أنت واقع به، هو من صنع هذه الكرة، وليس من صنع يداك...
هذه الكرة ليست إلا قنبلة يدوية، ونحن لها شباك..
هذه الكرة حجر الرحى في حراك..
أنهكك الحكاك..
حاول أن تبتسم مرة ، ستجد بالتاكيد كل العالم باك..
ماذا تفعل إن كانت الارض فرشتك، وغطاؤك سماك..
ماذا تفعل إن كانت كلاب العالم تلاحقك، وتشم رائحتك، بأنك فلسطيني، حتى مل منك الإنهاك..
___
قرأت أن هناك جمعية تساعد على الهجرة إلى كل بقاع الارض.
ذهبت إليها، استقبلني المسؤول، بالياسمين والورد..
قال لي:_لماذا ستهاجر وتطارد خطوط الطول والعرض؟
قلت:_اعطني طريقة لكي يستمر بقلبي النبض.
قال:_أي البلاد تريد؟ وراح يدير كرة أمامه تمثل الأرض.
ثم قال شر باصبعك أي البلاد تريد؟يكون لك بها السعد.
قلت:_هل لديك كرة أخرى؟هل يوجد كرة بعد!
قال:طبعا لا.. لكنه أشار مرة أخرى لبقعة بالكرة بقبضة اليد..
نظرت إليها فقلت بدموعي.. هنا ساموت.. هنا سيكون اللحد..
سمعت ابتسامة من الأقصى وكنيسة المهد..
تقول:_
تعال.. يا أبا العبد..
عد ابا العبد..
________
نظير راجي الحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق