د.عزالدّين أبوميزر
بِالحِكمَةِ تَنجُو أحيَانَا ...
خَرَجَ الحَمَلُ وَبَاقِي الغَنَمِ
مَعَ الرّاعِي لِلبَرِيّةْ
وَهُنَاكَ بَعِيدََا لَمَحَ الحَمَلُ
بِعَيْنَيْهِ الأعشَابَ طَرِيّةْ
فَابْتَعَدَ قَلِيلََا وَقَلِيلََا
وَبِكُلّ هُدُوءِِ وَرَوِيّةْ
حَتّى وَصَلَ العُشْبَ وَرَاحَ
بِنَهَمِِ يَأكُلُ وَشَهِيّةْ
مَا أحَدٌ لَحَظَ تَغَيّبَهُ
أوْ أبْدَى كَلْبٌ عَصَبِيّةْ
وَالرّاعِي يَشْرَبُ قَهْوَتَهُ
وَبِنَفْسِِ جَذلَاءَ هَنِيّةْ
وَالذّئْبُ تَسَلّلَ نَحوَ الحَمَلِ
خُطَاهُ خَرسَاءُ خَفِيّةْ
قَد بَغَتَ الحَمَلَ وَأمْسَكَهُ
بِمَخَالِبَ كَالصّلْبِ قَوِيّةْ
قَالَ الحَمَلُ رُوَيْدَكَ بَطنِي
بَعدُ مِنَ العُشْبِ مَلِيّةْ
وَإذَا مَا خَالَطَ لَحمِي العُشْبُ
فَإنّ العَاقِبَةَ رَدِيّةْ
فَاصبِرْ فَالحِمضُ عُصَارَتُهُ
فِي المَعِدَةِ يَا ذِئْبُ عَتِيّةْ
وَسَأرقُصُ حَتّى تَهضُمَهُ
مِن أجْدَادِي تِلْكَ وَصِيّةْ
وَلَصَوتُ الجَرَسِ يُهَيّجُهَا
وأرَى فِيهِ ألْفَ مَزِيّةْ
فَخُذِ الجَرَسَ وَعَلّي الصّوْتَ
فَصَوْتُ الجَرَسِ لَنَا غِيّةْ
وَابْتَدَأ الذّئبُ يَهِزّ الجَرَسَ
بِعَزمِِ مِنْهُ وَحَمِيّةْ
وَالحَمَلُ مَعَ الرّقصِ يُمَائِي
وَكَمَن رَكِبَتهُ جِنّيّةْ
سَمِعَ الرَاعِي الصّوتَ فَهَبّ
بِرُوحِِ عَصمَاءَ جَلِيّةْ
وَكِلَابُ الرّاعِي سَبَقَتهُ
وَهِيَ عَنِ المَدحِ غَنِيّةْ
وَالحَمَلُ نَجَا وَغَدَا مَا فَعَلَ
لِكُلّ ضَعِيفِِ نَظَرِيّةْ
بِالحِكْمَةِ أَحيَانََا تَنجُو
وَضَعِيفٌ كَمْ كَسَبَ قَضِيّةْ
د.عزالدّين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق