* أخلو إلى قلبي..
أخلو إلى قلبي لأراكِ
وألمسُ بنبضي رائحتَكِ
وأشتمُّ ندى الصّحراءِ
في تعرُّقِ صمتِكِ الأبيضِ
وأهمسُ لضفائرِ راحتيكِ
أحبُّ صخبَ غيابِكِ عنِّي
لأنِّي أسرجُ دمي
لأقفزَ إلى سماءِ القصيدةِ
ويمتطي البرقُ أصابعي
فتهطلُ الكلماتُ
من سدرةِ روحي اللائبةِ
تبحثُ عنِّيَ الدُّروبُ
تدلُّها عليَّ أعشابُ النّارِ
وتصطفقُ أمواجُ الحنينِ الهادرةُ
تحطّمُ سواترَ الغربةِ
يُسكَبُ في دفاتري
قمحُ الاشتعالِ
وذهبُ المطرِ
حيثُ تَصِفُكِ أرضُ اللهفةِ
بياقوتةِ الشَّفقِ
وزمرِّدِ اللهبِ
أنتِ يا أنثى الماءِ
ياسحابةَ السُّكَّرِ
وملحَ الرَّغبةِ
أحبُّكِ
وحُبِّي يفيضُ على الوردِ
وعلى أنفاسِ قوسِ قُزَحٍ
وعلى تنهيدةِ الكونِ
وشبقِ المدى الممتدِّ
من شوارعِ الجَحيمِ المستعرِ
إلى ساحاتِ الجَنَّةِ الهانئةِ
أخلو إلى قلبي
حينَ يخلو بيَ الشَّوقُ
والشَّوقُ دائماً
تختلي بهِ قصيدتي
لكنَّ القصيدةَ لا تخلو من دمعتي
ودمعتي
تخلو من التَّريثِ والانتظار.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق