الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

فلسفة الوجود / بقلم الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري


 فلسفة الوجود


انتهى عهد الأماني

راح عهد المعجزاتْ


و اتخذنا الحلم نوما

في فضاءات السُّباتْ


و استكنَّا الليل صبرا

في اعتصار الذِّكرياتْ


و زرعنا الحقل شوكا

دون أطياب النباتْ


وامتطينا الخوف حُلما

في صراعات الشَّتاتْ


و اقتبسنا مِن خيال

بعض ابيات الحياةْ


ربَّما يوما سياتي

ربَّما بالخير آتْ


قد تمطَّى الوقت يمضي

مثقلا كالحاملاتْ


و انتظرنا و انتظرنا

طال وقت الأمنياتْ


و قطار العمر يمضي

حاملا كلَّ الرفاةْ


حاملا ماض جميلا

نحو جرف الهاوياتْ


ضمَّ تاريخا مجيدا

فوق متن القاطراتْ


هل سنبقى في سُباتْ

هل سنحيا في انبتاتْ


هل  قطعنا كلَّ حبل

فيه أسباب النَّجاةْ


أم قتلنا العزم فينا

و اكتفينا بالفتات


و تنكَّرنا لعهد

كان فوق الرَّاسيات


في شموخ كان فينا

صار من سرْد الرُّواة


و رجعنا خلف ظلٍّ

طامسا كلَّ الصِّفاتْ


عابثا في كلِّ ركن

يالسوء العاقباتْ


يا كثير الصَّبر مهلا

يا مقيلا في الفلاةْ


عن قريب سوف تصحو

فوق أطلال الحياةْ


فانتظر إن رمت تبقى 

هكذا حتى المماتْ


الشاعر التونسي 

الحبيب المبروك الزيطاري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق