تبكي وبلا دموع
بلا صوت
وتشعر بحزن السنين الآتي
بلا مبرر
وقبل موعده
وتصبح الذاكرة فارغة
لا تحمل إلا أشياء لا تجدي نفعا
مع حب كبير
ضاع في المحطات
ينتظر ساعة لقاء
طال موعدها
كلما مر عام
وعاد المطر وتوحل الأرض
وطينها وجه الدنيا
هنا عند بوابة هذه المحطة تعيش
وتموت
والأيام المتشابهة لا شيء جديد فيها
والأعوام طويلة للترقب
وليالٍ للأرق
وساعات طويلة للضجر
لا تمر إلا إذا مرت أعوام العمر
حماقات وندم
من مدينة للعشق بنت فيك مدينة
أخرى للألم
فهذا الحب
لاعلاقة لها بالفصول
يا لكل الرسائل التي تُكتب
لا رسالة منها تصل
ساعي البريد رحل ولم يعد
كما يخبر خفير المحطة
مثلك
مللت الانتظار
والاعترافات التي لن تقال
مفضوحة
للعمر الذي لا بد أن ننفقه
بلا معنى
كلما مر عائد
أخبرني ضاعت في المحطة
تنتظر عودة القطار
لتعود
كأن هذا الحب كان لعبة
ورهان على طاولة القمار
وهُنالك لاعبون رائعون يمارسون
الربح بالصبر
و الخسارة بتفوق
كلما مر عام أشبه بالنهايات
تطول أسابيع الأمل الآتي
في ظن عاشق يحدق بالنجوم
لكنه الشتاء وغيومه سوداء
هذا العام
لا ترحل بعيداً
كأن شتاء هذا العام
شتاء حمل معه شتاء ما مر
من أعوام
وكيف إذا لم يرحل الخريف
قبل أن يلعب بكل اوراق الدنيا
ويخسر الرهان كأنه لاعب سقط
من ساعته
مع شتاء طويل
لا يأتي بعده ربيع السنين
والذاكرة
لا شيء فيها
إلا وهم لا ينتهي
يعود ولا يعود
ومر العمر وهذا الحب
جريحا نازفا ضاع في محطة الراحلين
ولا يعود .
وأي قطارات حملتكِ
وسافرت دوني
كأنك مسافرة سافرتِ إلى أبعد أنفسنا
وفي أعماقنا ركن
لا يتوقف فيه فصل شتاء
يمحي كل كلمات الدفاتر
وكل اسم كتبناه منتصف قلب
واحد جمعنا
قصائد عني وعنكِ
لا يُعرف أصحابها الشعراء
وليتك أيها الشتاء ترحل بعيداً
في طريقنا ملهمون
يسرقون حياة عاشق شاعر
كلمات أروع منا
سرقها مطر الشتاء عن الدفاتر
وليت الشعراء
من سرقوا كلماتنا
لأصبح عشقنا خالداً
يحمل قصص حب أجمل
منا
ترى هل خسرنا الرهان أيها الحب
وهل كان حبا
أخطأ في اختيار كلمات ذاكرته
كي نموت في المحطات
يقرص أرواحنا برد الشتاء
وصمت الليل
وذاكرة فارغة الآن
لا تصلح لشيء إلا حزن
صار في سماء الشتاء نجمة
لكنها غيوم سوداء
فهل عشنا في زمن لم يخلق
للعشق
وكنا عشاقا لم نخلق لهذا
الزمن
وغيرنا في حُب خلق
للبقاء
لا يسرق ذاكرته أعوام كلما طالت
تكتب له ذاكرة
تصلح للايجار
الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان .
القصيدة ، ذاكرة لا تصلح للايجار .
للشاعر :
قدري المصلح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق